العقود الآجله للنفط تتراجع لأدني مستوياتها منذ 6 شهور
إلا انه كانت هناك عوامل معاكسة متساوية دعمت أسعار النفط مما أدى إلى هدوء وتيرة تقلبات أسعار النفط وتراجعها هامشياً إلى دون مستوى 100 دولار أمريكي للبرميل.
وكان ضعف معدلات التضخم من أبرز الأسباب الجوهرية التي ساهمت في ذلك والذي أعقبه صدور بيانات سوق العمل القوية في الولايات المتحدة. بالإضافة إلى ذلك، أتخذ الطلب على النفط اتجاهاً إيجابياً في الصين والهند. حيث ارتفعت الواردات النفطية للهند بنسبة 17.1 في المائة خلال الربع الممتد من أبريل إلى يونيو 2022 بعد ارتفاع الطلب وتلقي خصومات من روسيا بينما زادت واردات الصين بنسبة 1 في المائة في يوليو 2022 مقارنة بتراجع الواردات التي وصلت إلى أدنى مستوياتها المسجلة في 47 شهراً والذي شهدناه في يونيو 2022.
وأدى إغلاق خطين من خطوط الأنابيب في أعقاب حادث تسرب النفط في خليج المكسيك إلى دعم الأسعار الأسبوع الماضي. بالإضافة إلى ذلك، جاءت المكاسب التي تحققت خلال اليومين الماضيين أيضاً بعد أن كشفت بعض التقارير أن مستويات المياه في نهر الراين، والتي تعد احدى العوامل الجوهرية لتدفق شحنات الديزل والغاز من روسيا إلى أوروبا، قد انخفضت إلى مستويات قياسية تهدد شحن المنتجات المكررة إلى أوروبا. وانعكس انخفاض أسعار النفط خلال شهر يوليو 2022 على متوسط الأسعار لهذا الشهر.
وشهد المتوسط الشهري لسعر مزيج خام برنت ثاني أكبر انخفاض منذ أبريل 2020 بنحو 8.8 في المائة ليصل إلى 111.93 دولار أمريكي للبرميل، بينما شهدت سلة الأوبك أكبر انخفاض تسجله منذ سبتمبر 2020 بنسبة 8.8 في المائة، ليصل السعر في المتوسط إلى 108.55 دولار أمريكي للبرميل. وبلغ متوسط سعر الخام الكويتي 111.1 دولار أمريكي للبرميل بعد تراجعه بنسبة 6.6 في المائة عن متوسط الشهر السابق.
أشارت أحدث التقارير الشهرية لوكالة الطاقة الدولية إلى التأثير المحدود للعقوبات الغربية على النفط الروسي في أعقاب تزايد الطلب من الدول الآسيوية والشرق الأوسط. ووفقاً للتقرير، انخفضت صادرات النفط الروسي إلى أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية واليابان وكوريا بنحو 2.2 مليون برميل يومياً. إلا أن تغيير مسار الصادرات إلى الهند والصين وتركيا قد عوض جزءاً كبيراً من تلك التأثيرات. وتمثل التأثير الصافي على روسيا في انخفاض الإنتاج بمقدار 310 ألف برميل يومياً وانخفاض الصادرات بمقدار 580 ألف برميل يومياً مقارنة بمستويات ما قبل الحرب. ويمكن قياس حجم الواردات إلى الصين بالنظر إلى انها اصبحت أكبر مستورد للخام الروسي خلال شهر يونيو 2022، متفوقة على الاتحاد الأوروبي.