ماذا حدث من تغيرات في الأسواق العالمية الأسبوع الماضي؟
ماذا حدث من تغيرات في الأسواق العالمية الأسبوع الماضي؟ اتجهت الأسواق إلي تشديد السياسة النقدية أشار أعضاء اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة إلى رفع أسعار الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس أخرى في اجتماع سبتمبر .
وقام البنك المركزي الأوروبي برفع الفائدة بشكل غير مسبوق بواقع 75 نقطة أساس. كرر باول والعديد من المسؤولين بالاحتياطي الفيدرالي قبل فترة التعتيم الإعلامي بالأسبوع المقبل الإشارة الى أن بنك الاحتياطي الفيدرالي مستعدًا “بقوة” لمكافحة التضخم كما فعل من قبل مما دفع الأسواق للاقتراب جدًا من التسعير الكامل لرفع أسعار الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس في سبتمبر
وهو ما أدى بدوره الى ارتفاع عوائد سندات الخزانة. وفقا للتعليق الأسبوعي على الاسواق العالمية خلال الفترة من 2 إلي 9 سبتمبر 2022 الذي يصدره البنك المركزي المصري
تراجع الدولار والين
وأنهى مؤشر الدولار تداولات الأسبوع منخفضًا بنسبة 0.48%، ليوقف سلسلة مكاسب استمرت ثلاثة أسابيع وانخفض من أعلى مستوى له منذ عام 2002.
وعلى الرغم من تصريحات العديد من مسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي والتي تميل الى تشديد السياسة النقدية، إلا أن الدولار فقد قدرته على مواصلة الصعود، حيث اتجه المستثمرون الى تحقيق الأرباح من حيازاتهم للدولار، وذلك قبل صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلكين هذا الأسبوع.
من ناحية أخرى، ارتفع اليورو بنسبة 0.88%، مسجلاً مكاسبه الأسبوعية الأولى في أربعة أسابيع حيث كانت الأسواق تتوقع أكبر رفع للفائدة في تاريخ البنك المركزي الأوروبي.
وشهد اليورو يوم الخميس تحركا ضئيلا خلال اليوم (-0.09%) استجابة لرفع سعر الفائدة حيث جاء متماشياً مع توقعات السوق. وعلى مدار الأسبوع، تمكن اليورو من الارتفاع مرة أخرى فوق مستوى التعادل مع الدولار لينهي الأسبوع عند مستوى 1.0042 مقابل الدولار. وفيما يتعلق بمخاوف الطاقة، أدى انخفاض أسعار الغاز الطبيعي بنسبة 9% خلال الأسبوع إلى رفع معنويات الأسواق، مما قدم المزيد من الدعم لليورو.
وبالمثل، سجل الجنيه الإسترليني مكاسبه الأسبوعية الأولى في أربعة أسابيع متتالية، حيث صعد بنسبة 0.70%، مرتفعًا عن أدنى مستوى له منذ مارس 2020 والذي سجله يوم الخميس.
وحقق الجنيه الاسترليني معظم مكاسبه خلال تداولات يوم الجمعة، حيث ارتفع بنسبة 0.74% على خلفية ضعف الدولار حيث لم تشهد العملة ارتفاعاً مماثلاً مقابل العملات الأخرى.
وتراجع الين الياباني بنسبة 1.59%، مسجلاً خسائر للأسبوع الرابع حيث لا تزال السياسة النقدية لبنك اليابان تتخلف عن مسار تشديد البنوك المركزية النظيرة لسياساتها النقدية.
فائدة السندات
ارتفعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية عبر جميع آجال الاستحقاق بعد تعليقات باول والعديد من المتحدثين في بنك الاحتياطي الفيدرالي والتي عززت من احتمالية رفع سعر الفائدة الرئيسي بمقدار 75 نقطة أساس في اجتماع سبتمبر.
وخلال حديثه الأخير قبل بدء فترة التعتيم المقررة التي تسبق اجتماع لجنة السوق المفتوحة، كرر بأول التأكيد على التزام بنك الاحتياطي الفيدرالي بخفض التضخم إلى المستوى المستهدف
وأضاف أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيحتاج إلى اتخاذ تدابير “أكثر وضوحاً” و “قوية” كما فعل من قبل، مشيرًا إلى أن رفع الفائدة بـ 75 نقطة أساس يعد من الخيارات المطروحة.
وتوافقت تصريحات المسؤولين في مجلس الاحتياطي الفيدرالي وجاءت متشابهة على مدار الأسبوع حيث أشار كل من بولارد وإيفانز ووالر إلى تفضيلهم رفع الفائدة بقيمة 75 نقطة أساس.
وواصل المتحدثون الآخرون التأكيد على أن معدلات الفائدة يجب أن تبقى عند مستوى مقيد لفترة أطول من الوقت وأنهم سيحتاجون إلى أن يشهد التضخم عدة أشهر من التباطؤ من أجل التأكيد على الانخفاض الفعلي للتضخم.
وتفاعلت الأسواق مع هذا الأمر من خلال الاقتراب من التسعير الكامل لارتفاع بقيمة 75 نقطة أساس، بينما استمر انقلاب منحنى العائد للسندات في الجزء الخاص بفارق عوائد السندات أجل عامين و10 أعوام.
عملات الأسواق الناشئة
خسر مؤشر مورجان ستانلي لعملات الأسواق الناشئة MSCI EM نسبة 0.22% على مدار الأسبوع ليستقر عند أدنى مستوى له منذ سبتمبر 2020.
وبدأت عملات الأسواق الناشئة تداولات الأسبوع بانخفاضها وسط تصريحات تميل نحو تشديد السياسات النقدية من قبل المتحدثين الفيدراليين، والتي دعمت توقعات السوق برفع الفائدة بواقع 75 نقطة أساس في اجتماع 21 سبتمبر.
وأثرت أزمة الطاقة الأوروبية وإجراءات الإغلاق الصينية الممتدة على معنويات السوق تجاه عملات وأصول الأسواق الناشئة.
تباينت عملات الأسواق الناشئة التي يتتبعها مؤشر بلومبرج في نهاية الأسبوع.
وقاد البيزو الكولومبي المكاسب (+ 2.97%)، مدعومًا بارتفاع أسعار النفط في نهاية الأسبوع، والذي كان مدفوعًا بمخاوف تعطل الانتاج.
تبعه الفورنت المجري (+ 2.12%) حيث تلقت العملة دعما من الأخبار الواردة في منتصف الأسبوع والتي أشارت إلى أن الحكومة قد تعهدت بإنشاء هيئة لمكافحة الفساد في محاولة لجذب الصناديق الأوروبية.
وتصدر البيزو التشيلي (-3.63%) الخسائر حيث صوت الشعب التشيلي بشكل شامل ضد دستور تقدمي جديد تمت صياغته ليحل محل وثيقة 1980 المكتوبة في عهد ديكتاتورية الجنرال أوجوستو بينوشيه.
وتبعه البيزو الأرجنتيني (-1.57%) مع تباطؤ نشاط البناء والإنتاج الصناعي في البلاد مقارنة بالشهر السابق.
واليوان الصيني (-0.38%) كان من بين الخاسرين في الأسواق الناشئة، مع قيام بنك الشعب الصيني خلال الأسبوع بتحديد سعره المرجعي للعملة بصورة أقوى مما كان متوقعًا خلال معظم الأسبوع.
برميل النفط
تراجعت أسعار النفط بنسبة 0.19%، لتستقر عند 92.84 دولارًا للبرميل حيث أثرت عمليات الإغلاق الجديدة التي أقرتها الصين لمواجهة انتشار فيروس كورونا على توقعات الطلب.
وهبطت أسعار النفط يوم الأربعاء إلى 88 دولارًا للبرميل، وهو أدنى مستوى لها منذ يناير 2022.
وكان هذا قبل أن تتعافى وتسترد معظم خسائرها في وقت لاحق خلال الأسبوع، حيث أشار وزير الطاقة الروسي إلى أن وضع الاتحاد الأوروبي سقفاً لأسعار النفط الروسي يمكن مقابلته بتعليق التدفقات الواردة إلى أوروبا.
اجتمع وزراء الطاقة في الاتحاد الأوروبي يوم الجمعة في بروكسل وصاغوا مقترحًا بشأن وضع حد أقصى لأسعار صادرات النفط والغاز الروسية في محاولة للسيطرة على أزمة الطاقة.
وإذا وافق وزراء الطاقة على هذا المشروع، يمكن للمفوضية تقديم اقتراح تشريعي في وقت مبكر، قد يكون خلال الأسبوع المقبل.