تعرف على خمسة من أكثر المصرفيين تأثيرًا في التاريخ
البنوك هي أساس أي نظام مالي، وعندما يحدث فشل مصرفي – والذي يحدث عندما يصبح البنك غير قادر على الوفاء بالتزاماته تجاه المودعين – فإن ذلك يؤثر سلبًا على الاقتصاد بشكل كبير.
وتعكس الانهيارات المالية – مثل انهيار بورصة وول ستريت عام 1929، وأزمة الرهن العقاري عام 2008 – هذه الحقيقة.
وقد تطورت البنوك على مر القرون، وكان من بينها بنوك أحدثت فرقًا كبيرًا في الاقتصاد.
وهؤلاء هم خمسة من أكثر المصرفيين تأثيرا في التاريخ
ماير وناثان روتشيلد
بنى المصرفي الألماني ماير أمشيل روتشيلد شبكة علاقات، من خلال إقراض اللوردات والأمراء بمعدلات فائدة منخفضة، واستخدم علاقاته في بناء ثروته، وعلّم أبناءه الممارسات المصرفية قبل أن يرسلهم إلى خارج البلاد، ومع انتشار أبناء ماير في جميع أنحاء أوروبا، أصبح بنك روتشيلد أول بنك يتجاوز الحدود.
كان لناثان ابن ماير دور قيادي في التمويل الدولي، فكان بمثابة بنك مركزي لأوروبا، فكان وسيطًا في صفقات الشراء للملوك، كما ساهم في إنقاذ البنوك الوطنية، وتمويل البنية التحتية مثل خطوط السكك الحديدية، والتي سوف تساعد في بدء الثورة الصناعية. وقد كان ناثان يتواصل مع أخوته عبر الحمام الزاجل.
جونيوس وجي بي مورجان
جلب جونيوس مورجان وابنه جي بي مورجان تمويلاً كبيرًا لأمريكا؛ إذ ساعد رجل الأعمال والمصرفي الأمريكي جونيوس مورجان رجل الأعمال الأمريكي البريطاني جورج بيبودي على تقوية علاقات أمريكا مع أسواق رأس المال في إنجلترا، وكان الإنجليز هم المشترون الأساسيون لسندات الدولة التي استُخدمت لبناء أمريكا.
مكّن ذلك أمريكا من التقدم في الإنتاج في القرن العشرين، وجعل جي بي مورجان الذي أشرف على عملية إعادة التنظيم المالي في صدارة وول ستريت، وظل جي بي مورجان ونقاباته يمثلان النظام المصرفي المركزي لأمريكا حتى إنشاء بنك الاحتياطي الفيدرالي.
بول واربورج
سلّط تدخل جي بي مورجان في حالة الذعر المصرفي الأمريكي عام 1907 الضوء على الحاجة إلى نظام مصرفي أقوى في أمريكا، وقد ساعد المصرفي بول واربورج على جلب نظام مصرفي مركزي حديث إلى أمريكا.
وكان واربورج قد انتقل إلى أمريكا من ألمانيا، وهي الدولة التي كانت قد اعتادت لفترة طويلة على مفهوم البنوك المركزية، وقد ساهمت كتاباته ومشاركاته في اللجان بشكل كبير في تأسيس نظام الاحتياطي الفيدرالي.
تشارلز إي ميريل
أكمل تشارلز إي ميريل سمسار الأسهم الأمريكي والشريك المؤسس لشركة “ميريل لينش” العمل الذي بدأه جيانيني، فأنشأ عملاً مصرفيًا استثماريًا ناجحًا، وقد طلبت منه شركة “Pierce and Co” أن يتولى إدارة الشركة، فوافق بشرط أن يُضاف اسمه إلى الشركة.
كانت شركة ميريل الأصلية مشاركة في تمويل سلسلة متاجر مثل “سيف واي”، وأراد ميريل أن ينقل تجربة سلاسل المتاجر الناجحة (مثل هوامش ربح صغيرة ومبيعات أكبر)، لتأسيس صناعة مصرفية للأفراد، وقد واجه ميريل مشكلتين في ذلك الوقت؛ الأولى تتمثل في نقص التعليم، والثانية تتعلق بعدم الثقة بعد انهيار بورصة وول ستريت عام 1929.
ومن أجل مواجهة ذلك قام ميريل وموظفوه بكتابة مئات الكتيبات حول الاستثمار، وأقام ندوات للمواطنين العاديين، حتى أنه قدم رعاية مجانية للأطفال حتى يتمكن الأزواج من حضور هذه الندوات، وكان هدف هذه الندوات تثقيف الأشخاص وزيادة وعيهم بالاستثمار، فكان له فضل كبير في نقل مفهوم البنوك والاستثمارات إلى المواطنين العاديين.
أماديو بيترو جيانيني
أسس المصرفي الإيطالي الأمريكي أماديو بيترو جيانيني “بنك إيطاليا” الذي أصبح فيما بعد “بنك أوف أمريكا”. وقد كانت بنوك وول ستريت قبل جيانيني للنخبة فقط، ولم يكن بإمكان الأشخاص العاديين دخولها أو فتح حساب بها، إلا أن جيانيني غيّر كل ذلك، وكرّس حياته للمواطن العادي، من خلال إنشاء مصرفه الخاص الذي كان يقدم جميع أحجام القروض في كاليفورنيا.
ولم يساهم جيانيني في تغيير الصورة النخبوية للبنوك في وول ستريت فحسب، لكن كان له دور أيضًا في جعل كاليفورنيا واحدة من أكبر الاقتصادات في العالم، ويرجع ذلك بشكل كبير إلى التمويل الذي قدمه جيانيني.