3 رسائل من أسواق السندات حول الاقتصاد الامريكي
رصد تحليل اقتصادي لمجموعة QNB ثلاث رسائل من أسوق السندات الأمريكية حول الاقتصاد الأمريكي تؤكد تراجع النمو لمعدلاته الطبيعية وأن التضخم قد يستمر على المدى المتوسط.
الرسالة الأولي أن أسواق السندات يشير إلى تباطؤ كبير في التعافي الاقتصادي للولايات المتحدة، حيث من المقرر أن تعود نسب النمو إلى المعدل الطبيعي الذي يبلغ حوالي 2% سنوياً.
والثانية، أن الضغوط التضخمية الحالية قد تستمر على المدى المتوسط، لكنها ستتراجع على المدى الطويل، ومصحوباً بانخفاض النمو حيث يشير منحنى العائد المتسطح إلي ارتفاع معدلات العائد قصيرة المدى بشكل أسرع من المعدلات طويلة المدى وبما يعني أن التضخم ما هو إلا مصدر قلق على المدى المتوسط. مشيرا إلي ارتفاع توقعات التضخم الضمنية للسندات لأجل 10 سنوات (معدل تكافؤ التضخم) بشكل معتدل فقط بمقدار 60 نقطة أساس، لتظل تحت السيطرة نسبياً عند حوالي 3%، وذلك أقل بكثير من تضخم أسعار المستهلك الحالي البالغ 8.5% لشهر مارس 2022.
والرسالة الأخيرة: تُعتبر سندات الخزانة الأمريكية بمثابة “ملاذ آمن” في أوقات الاضطرابات الجيوسياسية في أوروبا وآسيا، إلي جانب أنها أداة منخفضة المخاطر للمراهنة على اقتصاد أكثر قوة. فمع كل رفع لأسعار الفائدة في الولايات المتحدة، تتسع فروق أسعار الفائدة عالمياً، مما يجعل سندات الخزانة الأمريكية استثماراً أكثر أماناً من منظور المخاطر والعائدات. ويؤدي هذا الأمر إلى ارتفاع الطلب على سندات الخزانة الأمريكية، مما يحد من أي زيادة في عائدات سندات الخزانة الأمريكية.
وينتهي التحليل إلي أن عائدات السندات الأمريكية شهدت ارتفاعاً قوياً في الأرباع الأخيرة. ومع ذلك، بدأ منحنى العائد والهوامش المرتبطة به في الاستقرار في أبريل 2021، مما يشير إلى تراجع التوقعات الاقتصادية وتوقعات التضخم في المدى الطويل، والتي تعتبر أقل من التضخم الحالي، فضلاً عن تراجع الأداء المتفوق للولايات المتحدة مقابل الاقتصادات المتقدمة الأخرى.