مجلس الوحدة الاقتصادية يرحب بالإعلان العربي الرقمي
منى شعيرة
رحب مجلس الوحدة الاقتصادية العربية بالإعلان الرقمي العربي الذي صدر عن المجلس الوزاري العربي لوزراء الاتصالات ونظم المعلومات، والمنعقد بمدينة الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية مساء الأربعاء الثامن عشر من ديسمبر 2019، الذي تم إقراره من الوزراء العرب باجتماعهم الدوري الثالث والعشرين، جاء ذلك على لسان معالي السفير محمد محمد الربيع، الأمين العام لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية.
أشار الربيع إلى أن هذا الإعلان يتلاقى ويتطابق مع آمال الشعوب العربية في غدٍ أفضل تسهم فيه الشعوب والدول العربية في مسيرة التطور والحضارة الإنسانية، ولا سيما وأن التقدم الهائل الذي تمثله الثورة الصناعية الرابعة أضحى واقعًا وحقيقة لا يمكن تجاهلها، أو الاستمرار على النهج نفسه والأطر والسياسات السابقة والحالية، وأن التغيير قادم لا محالة وأن اللائق بهذه الأمة العربية العظيمة أن تكون في مقدمة الركب وأن تسهم بقوة في هذا التطور، وأضاف إلى أن القدرات العربية وحجم سوقها وتمركزها بوسط العالم يؤهلها لمكانة كبيرة بالمستقبل شريطة التخطيط السليم والتعاون الإيجابي بين الجهات العربية كافة المعنية بالتكنولوجيا الرقمية والاقتصاد الرقمي.
أكد السفير شكره للوزراء العرب كافة على قرارهم الكبير، وشكر خاص للمملكة العربية السعودية التي استضافت هذه القمة الوزارية بمدينة الرياض ودورها في تحفيز وإطلاق هذا الإعلان المهم. وأكد أن مجلس الوحدة الاقتصادية العربية كان أعلن عن مبادرته السباقة منذ عام عندما أطلق الرؤية العربية للاقتصاد الرقمي من مدينة أبوظبي – برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة – بالشهر نفسه من العام الماضي التي تم إعدادها من خمسة محاور وعشرين هدفاًًا استراتيجيًا وانبثق عنها 50 برنامجًا، ترتكز على تطوير البنية التحتية ودعم الابتكار والتحول الحكومي الرقمي وتمكين القطاع الخاص وتعميق وتعزيز الخدمات الموجهة للمواطن العربي. حيث شارك في تطوير هذه إعداد الرؤية جامعة هارفارد الأمريكية وجامعة القاهرة ومنظمات دولية وخبراء من الأمم المتحدة والبنك الدولي ومنظمة التعاون الاقتصادي الدولي والاتحاد الأوروبي.
واستعرض الربيع مراحل التطور التي استمرت منذ إطلاق الرؤية العربية للاقتصاد الرقمي في أبوظبي، حيث صدر بعدها في قمة بيروت الاقتصادية الإعلان عن تأسيس الصندوق العربي للاقتصاد الرقمي الذي يهدف لتمويل وتعزيز المشاريع والبرامج العربية، وقد تلاقت تلك الجهود مع الجهود التي تابعها الفريق الفني المشكل من المجلس الوزاري العربي للاتصالات ونظم المعلومات لبلورة إستراتيجية عربية للاتصالات ونظم المعلومات بالاجتماع رقم 29 الذي تم عقده بالقاهرة في مطلع الشهر الجاري ديسمبر 2019، والذي أوكل مهمة تطوير إستراتيجية عربية للاتصالات ونظم المعلومات لمنظمة الإسكوا التابعة للأمم المتحدة والتي أعلنت البدء في بلورة هذه الإستراتيجية واعتمادًا على الرؤية العربية للاقتصاد الرقمي والدراسة الإستراتيجية المقدمة من المنظمة العربية للاتصالات ونظم المعلومات.
كما أكد السفير شكره لدولة الإمارات العربية المتحدة ممثلةً في قادتها على تقديم الدعم المادي والمعنوي في إعداد الرؤية العربية للاقتصاد الرقمي ومتابعة إطلاقها لما لها من أهمية قصوى في تطوير اقتصاد تنموية مستدامة في المنطقة العربية وتعزيز العمل العربي المشترك لتطوير وتنمية الاقتصاد الرقمي في الوطن العربي.
كما أكد الربيع أن الطريق الآن أصبح أكثر وضوحًا بعد تلاقي العزم والجهد العربي لتحقيق أحد أهم الغايات التي تأسست وفقًا لها الجامعة العربية وهو التنمية والوحدة الاقتصادية العربية، مؤكدًا على أن العرب أحرى أن يوحدوا جهودهم ومواردهم المالية والبشرية لتحقيق هذه الغاية المهمة.
وفي نهاية حديثه، أكد الربيع على أهمية توحيد الجهود العربية المشتركة التي جاءت ضمن إعلان الرياض ممثلة بالمبدأ الخامس الذي أكد أن “قوتنا في وحدتنا”، وأن مجلس الوحدة الاقتصادية العربية والاتحادات والمنظمات المنبثقة عنه كافة ومنها الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي يضعون خبراتهم والدراسات كافة في خدمة التعاون العربي المشترك، ومع منظمة الإسكوا، من أجل تحقيق الإعلان العربي الرقمي لينطلق على أرض الواقع ويتم التوسع في تطبيق هذه البرامج والمبادرات بشكل واسع وفي كل الدول العربية وهو ما يحتاج لتضافر الجهود كافة وأن تحظى بدعم صانعي القرار العربي.