ما الذي يجب أن تعرفه عن التضخم؟
التضخم من أكثر المصطلحات الاقتصادية شيوعًا هذه الأيام، وهي ما يعرف بارتفاع الأسعار، ولكن ما التضخم، وما دور الحكومات والبنوك المركزية في محاربته؟ وهل نحن من دون أن نقصد مشاركين في جنون الأسعار؟
بمنتهي البساطة، التضخم، هو زيادة الطلب على العرض، فزيادة الأموال لدى الناس، يؤدى إلى زيادة الطلب على السلع والمنتجات، في الوقت الذي لا يصاحبه زيادة في العرض يؤدي إلى التضخم، بمعنى مائة كيلو خيار في سعر 10 جنيهات للكيلو = 1000 جنيه. هذا مثلًا السعر العادل، ولكن عندما يصبح المعروض فقط 90 كيلو وتزداد الأموال في يد الناس، يرتفع سعر كيلو الخيار بدلًا من 10 جنيهات يصبح بـ20 و30 جنيهًا.
تشاهد أنت هذه النظرية في الشارع كل يوم، ففي الصبح تجد كيلو العنب كمثال بـ15 جنيهًا، وأنت راجع من الشغل تجده 10 جنيهات، لماذا؟ لأن البائع ظل طوال اليوم لا يبيع أي لا يوجد طلب، فقام بخفض السعر، ولكن عندما يجد أن هناك طلبًا مرتفعًا يبدأ في رفع السعر.
التضخم لم يكن معروفًا قبل الحرب العالمية الثانية إلا في بعض الكتابات، وهو من أكثر المصطلحات الاقتصادية شيوعًا، كل وقت تسمع عن التضخم، وهو يقصد به ارتفاع الأسعار.
ويعرف التضخم لدي خبراء علم النقود بأنه الكثرة في النقود (هو تعريف بدائي) وتعريف آخر بأنه الكثرة في النقود والائتمان، وثالث بأنه زيادة المقدرة الشرائية عند الناس.
يُعرِّف الدكتور زكريا مهران التضخم في كتابه “التاريخ يفسر التضخم”، بأنه الزيادة في النقود عن الحد الواجب لها بالنسبة للسلع والخدمات في بلد من البلاد، والمسألة في مقدار النقود الواجب توافرها في بلد، فإن قل المقدر أصيب الناس بضيق؛ لأنهم لا يملكون ما يكفيهم من نقود، وإن كثر كان في أيديهم ما هو فوق حاجتهم منها، فبذلوه ليشتروا السلع فرفعوا أثمنها.
وهنا تأتي السياسة النقدية التي يقوم بها البنك المركزي، فالسياسة الرشيدة في تدبير النقود هي الوقوف بالنقود عند الحد الواجب لها من غير إفراط أو تفريط في كميتها؛ لتكون الأسعار معقولة والثروات ثابتة. والأرزاق جارية مجراها الطبيعي، فلا يضار قوم بالضيق أو بالغلاء، ولا تسعد جماعة بشقاء جماعة.
التضخم يساوي الارتفاع أو الإفراط
تضخم الأسعار = الارتفاع المفرط في الأسعار
تضخم الدخل = ارتفاع الدخول النقدية (الأجور والأرباح)
تضخم التكاليف= ارتفاع التكاليف
التضخم النقدي= الإفراط في إصدار العملة النقدية
تضخم الائتمان = الارتفاع في الائتمان
ويعرف التضخم بأنه الارتفاع المستمر في المستوي العام للأسعار في اقتصاد دولة ما
نلاحظ: المستوى العام للأسعار هو متوسط أسعار السلع والخدمات المستهلكة في الاقتصاد خلال سنة معينه. والتضخم عبارة عن ارتفاع مستمر ومؤثر في المستوي العام للأسعار.
أنواع التضخم فيه (الأصيل والزاحف والمكبوت والمفرط) والنوع الأخير يؤدي إلى انهيار العملة الوطنية، كما حدث في ألمانيا عامي 1921 و1923
ما أسباب التضخم؟
1-تضخم ناشئ عن التكاليف (ارتفاع التكاليف التشغيلية في الشركات الصناعية، أو غير الصناعية يعني لما العاملين يطالبون برفع الأجور مثلًا يزيد من التكاليف التشغيلية يؤدي للتضخم تقبضهم من هنا يروحوا من هنا).
2- تضخم ناشئ عن الطلب (يعني الفلوس بتزيد في أيدك والمعروض من السلع والخدمات ثابت فترتفع الأسعار) ارتفاع الطلب لا تقابله زيادة في الإنتاج.
3- ناشئ عن الحصار الاقتصادي (يعني قوى خارجية تمارس حصارًا علي دولة، كما حدث في العراق وكوبا من قبل أمريكا فيؤدي إلى عدم الاستيراد والتصدير فترتفع الأسعار).
4-زيادة الفوائد النقدية: يعني حضرتك تأخذ فوائد كثيرة من البنوك، لا يقابله زيادة في الإنتاج، فيؤدي إلى التضخم، ويقول جوهان فيليب بتمان في كتابه “كارثة الفوائد” أنه من أكبر أسباب التضخم.
من الذي يوجه التضخم؟
هي عمليه متكاملة بين السياسة المالية والنقدية
السياسة المالية (الحكومة تقوم بعملية ضبط للإيرادات والاستخدامات لتقلل من حجم السيولة، تخفض الإنفاق الحكومي حتى لا يزيد المتداول من النقد في السوق، زيادة الضرائب على السلع الكمالية، بيع الدين العام لسحب النقد المعروض.
والسياسة النقدية تقوم البنوك المركزي باستخدام أدوات كمية وأخري نوعية ومعدلات الفائدة).
الأدوات الكمية (مثل زيادة سعر إعادة الخصم للتأثير على القدرة الائتمانية للمصارف من أجل تقليل حجم السيولة المتداولة في السوق، بيع الأوراق المالية لسحب جزء من السيولة المتداولة في السوق (السوق المفتوح)، زيادة نسبة الاحتياطي القانوني.
الأدوات النوعية (بالرضا بين المصارف لخفض السيولة المتداولة في السوق، وتعريف البنوك بسياسة الدولة).