ماذا يقول رئيس المصرف المتحد عن الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا المعلومات؟

 أكد أشرق القاضي، رئيس مجلس إدارة المصرف المتحد، أن قطاع تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي سيسهم بنحو 11% من إجمالي الدخل القومي للدول بمنطقة الشرق الأوسط، أي ما يوازي 320 مليار دولار بحلول عام 2030. 

 جاء ذلك في كلمته اليوم بمؤتمر الأهرام الاقتصادي تحت رعاية الدكتور مصطفي مدبولي – رئيس وزراء مصر وشارك في الجلسة يحيى أبو الفتوح، نائب رئيس البنك الأهلي، وحازم حجازي، نائب رئيس بنك القاهرة، وطارق الخولي رئيس بنك SAIB وعلاء الزهيري، رئيس الاتحاد المصري للتأمين.

 قال القاضي إن هذه الريادة التكنولوجية في منطقة الشرق الأوسط تقودها دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر باستثمارات كبيرة لما تملكه هذه البلدان من مقومات بشرية وتقنية عالية. وشدد على أهمية تعزيز الاستثمارات المحلية والعربية لتدعيم التطوير في مجال التكنولوجيا المالية، خصوصًا في مجال الذكاء الاصطناعي.

وأوضح أشرف القاضي أن مصر تعد من أكبر 10 اقتصاديات نقدية على مستوى العالم. لهذا قامت الدولة المصرية والبنك المركزي ووزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بتبني استراتيجية قومية لتحول مصر لمركز إقليمي للتكنولوجيا الرقمية والذكاء الاصطناعي.

المحور الأول: تحديث البنية التحتية لمصر وإنشاء شبكة بيانات رئيسية واستكمال عملية الربط الإلكتروني بين قواعد بيانات الوزارات والهيئات مما يسهم في توسيع قاعدة الشمول المالي ومواجهة الفساد وتحقيق مبدأ الحوكمة والشفافية. فضلًا عن سرعة أداء الخدمات بشكل عام وتحصيل الإيرادات والحد من مخاطر نقل الأموال ودمج الاقتصاد غير الرسمي. كذلك تمكين الشباب والمرأة للاستفادة من الخدمات المالية والمصرفية المميزة.

المحور الثاني: إنشاء المجلس القومي للمدفوعات وتحفيز المدفوعات وتشجيع المواطنين على التعاملات المالية الرقمية وإيجاد آليات جديدة تحظي بقبول مجتمعي. مما له من أثر كبير على الحفاظ علي الناتج القومي. وتوفير الوقت والجهد للوصول إلى فروع البنوك وسرعة إنجاز المعاملات المالية.

المحور الثالث: خاص بأمن المعلومات من حيث التطبيقات الأمنية الإلكترونية بمفهومها المعاصر الذي تعدى حدود الدولة إلي حدود الأمن الجماعي من تأمين البيانات الضخمة والشبكات الاجتماعية والخدمات المقدمة للأفراد في ظل الحدود الافتراضية. 

المحور الرابع: إنشاء صندوق لدعم الابتكارات والتكنولوجيا الماليه. بهدف الاستثمار في العقول المصرية المبدعة وإتاحة المجال لابتكار منتجات مصرفية جديدة تتميز بقدرتها على التمويل عبر الحدود.

المحور الخامس: إنشاء البنك المركزي مركز التكنولوجيا المالية لتكون خطوة نحو المستقبل وملتقي للشركات الناشئة لتبادل الخبرات والتعرف علي أحدث التوجهات العالمية.

المحور السادس: إنشاء وحدة للتكنولوجيا المالية ووضع القواعد التنظيمية والتشريعية لضمان أمن المعلومات وسلامة المعاملات.

المحور السابع: إنشاء جامعة للذكاء الاصطناعي. وتبني عدد كبير من الحضانات التكنولوجية لأفكار وابتكارات وريادة الأعمال بالجامعات والمعاهد والمراكز.

كما يدرس إنشاء شركة متخصصة للتكنولوجيا المالية والذكاء الاصطناعي 

 وحول تقنيات الذكاء الاصطناعي، تحدث أشرف القاضي، واشار إلى أن تقنية الذكاء الاصطناعي ستلعب دورًا محوريًا في اتخاذ القرار السليم، سواء على المستوى القومي أو على مستوى المؤسسات، خصوصًا المؤسسات المالية. فهذه التقنيات مبنية على كم ضخم من البيانات والمعلومات تقوم بتحليلها بشكل دقيق وتوظيفها مما يعزز عملية اتخاذ القرار السليم، خصوصًا مع التحول الكبير من المؤسسات المالية العالمية للرقمنة وتطبيقات “الفينتيك” Fintech

 حدد أشرف القاضي 5 مميزات لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجال البنوك والمؤسسات المالية  التي ستسهم بشكل كبير في تطوير القطاعين المصرفي والمالي بخدماته البنكية وغير المصرفية وبما يتناسب مع آفاق المستقبل وهم:

تقييم مؤشر أداء المؤسسة  KIPs محليًا وعالميًا.:

تقييم أنماط العملاء وسلوكياتهم المعتادة. مما يسهم في التنبؤ باحتياجاتهم وطموحاتهم. ومحاولة تقديم منتجات بنكية وحلول مالية تناسب هذه التطلعات والاحتياجات، سواء الحالية أو المستقبلية. مما يثري التجربة البنكية المقدمة للعملاء ويسهم في كسب ولائهم.

 وضع حلول للتغلب على المخاطر المستقبلية التي قد يتعرض لها العميل أو المؤسسة.

تتبع عمليات غسل الأموال.

تقييم العملاء من حيث الجدارة الائتمانية:

 أوضح القاضي ان استخدامات الذكاء الاصطناعي حاليًا في المجال المصرفي واسعة منها: مجال الحسابات والتسويق والمخاطر والالتزام وغسل الأموال وخدمة العملاء والتمويل. وكذلك إدارة الثروات.

وأعرب اشرف القاضي أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي له بُعد اجتماعي واقتصادي على النحو الآتي:

البُعد الاقتصادي: تعزيز توجهات الدولة المصرية نحو مجتمع غير نقدي. تمكين الشركات والمؤسسات من اتخاذ القرار السليم في التوقيت المناسب من خلال توظيف البيانات وعملية إشراك العملاء. أيضًا تقليل نحو 30% من تكلفة التشغيل. وتعظيم العائد. كذلك التنبؤ بتوجهات وسلوكيات العملاء لتقديم خدمات مالية أو غير مصرفية.  فضلًا عن تقليل المخاطر.

البُعد الاجتماعي: حيث يفتح هذا المجال الواعد الآفاق لابتكارات العقول المصرية وريادة الأعمال، فضلًا عن تحقيق الشمول المالي. كذلك خلق فرص عمل جديدة وتنمية مهارات سوق العمل.

وأوضح القاضي أن الحلول الرقمية بتطبيقات الذكاء الاصطناعي ستكون تطورًا للبنوك التقليدية بشكلها وأدائها الحالي خلال المستقبل القريب. فهناك العديد من الوظائف التي ستتولاها التكنولوجيا الرقمية منها: المساعد الافتراضي عن طريق Chat Bot أو الدردشة الاصطناعية عبر المنصات المعروفة (ماسينجر – فيسبوك – واتساب) والتي تسهم في حلول سريعة لمشاكل العملاء مثل سرقة البطاقات – مواقع ماكينات الصراف الآلي – ساعات العمل وأسعار العملات – الاستفسار عن الرصيد وتفاصيل المعاملات.

وأضاف أشرف القاضي أن المستقبل سيحمل زيادة في الطلب على تطبيقات الأذاء الاصطناعي وتوسع مجالات استخداماته، خصوصًا انة لا يزال في مرحلة البدايات التي تستند على عملية:

  1. إدخال والتعلم والفحص والتحليل لبيانات العملاء.
  2. إثراء العقل الاصطناعي عن طريق إمداده بكم هائل من المعلومات.
  3. تطوير العقل الاصطناعي من خلال مفردات لغوية تمكنه من التصرف كالإنسان الطبيعي.

وعن تقنية block chain  “البلوك شين” يقول أشرف القاضي إن مصر وعددًا من الدول العربية مازالت تتحدث عن الشورت سيلنج، بينما العالم يتحدث الآن حول block chain لذلك يجب على البنوك المصرية والعربية أن تتواكب وبسرعة حتى تظل تدير العملية التمويلية.

وأشار إلى تجربة دولة الإمارات العربية المتحدة في تكوين block chain  لثلاثة بنوك كبيرة هناك. وأوضح ان اعتماد التوقيع الإلكتروني سيعزز من هذه التطبيقات، خصوصًا أن المركزي المصري يدرس إبعاد تطبيقات block chain الذي سيؤثر حتمًا علي حركة التجارة والاستثمار العالمية.

 من خلال الوصول بالخدمات التكنولوجية المالية لشرائح جديدة ومختلفة من المجتمع المصري. مما يدعم خطط الدولة نحو التحول لمجتمع غير نقدي وتحقيق الشمول المالي، خصوصًا في القرى والمناطق النائية.

 قام البنك بافتتاح ثاني مركز للخدمات البنكية الرقمية للعملاء بالفرع كارجو مول بمنطقة الشيخ زايد بمدينة 6 أكتوبر. وذلك عقب افتتاح أول مركز للخدمات البنكية الرقمية في فرعه امام نادي الصيد المصري عام 2017. 

 ويقدم المصرف المتحد من خلال مراكزه الرقمية حزمة خدمات وحلول البنك الشخصي للعملاء تحت مسمي “بنكك علي الخط” من: الإنترنت البنكي – المحفظة الرقمية – الموبيل البنكي وأيضًا ماكينات الصراف الآلي. 

وابتكر المصرف المتحد مجموعة من الحلول البنكية التكنولوجية الجديدة علي السوق مثل: إدارة الثروات والسيولة النقدية. كذلك التأجير التمويلي وتمويلات المشروعات الصغيرة والمتوسطة والمتناهية الصغر.  وبالتعاون مع I-Score قدم: الاستعلام اللحظي عن الجدارة الائتمانية من خلال الإنترنت وأيضًا من خلال ماكينات الصراف الآلي والتسجيل في سجل الضمانات المنقولة.  

 هذا فضلًا عن تأهيل فريق عمله استعدادًا للتعامل مع تقنية الذكاء الاصطناعي سواء من خلال Chat Bot الدردشة الاصطناعية أو من خلال تقنية Big Data “البيج داتا” التي ستسهم في جذب مزيد من العملاء للبنوك، خصوصًا العملاء الطموحة لهذه النوعية من الخدمات الإلكترونية. كذلك تأهيل النظم الحالية للبنية التحتية لتستوعب هذا التطور الكبير.

زر الذهاب إلى الأعلى