لماذا تعثرت مفاوضات الصندوق في ثلاث دول؟

لماذا تعثرت مفاوضات الصندوق في ثلاث دول؟

منذ مطلع العام الجاري، والأنباء عن مباحثات يجريها صندوق النقد الدولي مع عدد من الدول بشأن القروض المفترض منحها لعدد

من الدول النامية خاصة في منطقة الشرق الأوسط، لم تنقطع، ليتابع العالم جولات من المباحثات بين الصندوق ومسؤولي تلك الدول حول الاجتماعات المشتركة

للبحث في مسألة الإصلاحات التي يفرضها الصندوق، وبرامج الإصلاح الاقتصادي التي تتبناها تلك الدول

والتي غالبا ما تواجه اعتراضا من قبل الصندوق.

وتأتي في مقدمة الدول الساعية للحصول على قروض من صندوق النقد والبنك الدوليين، تونس ولبنان وباكستان، التي تعد من أهم الدول التي شهدت جولات واجتماعات مكثفة بين مسؤولي المالية في تلك الدول، والبنك الدولي.

أبرز الجولات وأحدثها، ما تشهده تونس حاليا، فقد تعثرت المحادثات بين الجانبين بشأن قرض بقيمة 1.9 مليار دولار وافق الصندوق

على تقديمه لتونس في أكتوبر الماضي عندما توصل الجانبان إلى اتفاق على مستوى الخبراء، لكن الرئيس التونسي قيس سعيد رفض

بشكل قاطع فكرة خفض الدعم وبيع شركات مملوكة للدولة مما أدى لتوقف المفاوضات، وقالت الرئاسة التونسية حينها إن الرئيس سعيد أبلغ مديرة الصندوق

خلال اجتماع في باريس أن شروط الصندوق لتقديم الدعم المالي لبلاده تهدد بإثارة اضطرابات اجتماعية في البلد، مؤكدا أن أي خفض مطلوب في الدعم

خاصة الطاقة والغذاء، يمكن أن تكون له تداعيات خطيرة.

وتبدو محادثات تونس مع صندوق النقد الدولي بشأن حزمة إنقاذ متعثرة منذ شهور، ولا توجد مؤشرات تذكر على أن الرئيس التونسي مستعد للموافقة على الخطوات اللازمة للتوصل إلى اتفاق يساعد البلاد على تجنب أزمة مالية.

وتوصلت تونس وصندوق النقد إلى اتفاق على مستوى الخبراء في أكتوبر 2022، بخصوص القرض الممدد

لكن في منتصف ديسمبر الماضي سحب المجلس التنفيذي لصندوق النقد الدولي اتفاقه على خلفية عدم تعهد تونس بجملة الإصلاحات الاقتصادية.

وهناك العديد من الأمور التي تغيرت منذ توقيع اتفاق الخبراء، الأمر الذي يفرض إجراء تعديل أو تنقيح على الخطة الإصلاحية

لتونس واقتراح إعادة صياغة اتفاق جديد مع الصندوق، يتضمن إرجاء القيام برفع الدعم عن المحروقات، لا سيما أن الظرف العالمي الراهن في سوق الطاقة ساعد تونس نسبيا.

لمزيد من الأخبار عن مصر أضغط هنا..

ويرى خبراء أن تونس بحاجة إلى مزيد من المساعدة لتجنب انهيار اقتصادي، حيث تواجه أزمة شاملة في ميزان المدفوعات ويعاني اقتصادها من العديد من المشكلات.

وتحركت الحكومة التونسية في اتجاه إجراء العديد من الإصلاحات، ففي محور تحسين بيئة الأعمال

تعمل الحكومة حاليا على إقرار حزمة جديدة من الإجراءات من أجل تطوير مناخ الأعمال والاستثمار، خاصة عبر التقليص

من الإجراءات البيروقراطية. أما بالنسبة لمحور إصلاح الشركات العمومية، فقد صادقت الحكومة على تعديل جذري لقانون الشركات العمومية الرامي

إلى مزيد من تعزيز جوانب الحوكمة وحسن التصرف في هذه الشركات.

ولحلحلة الإشكال القائم مع صندوق النقد الدولي، طالبت تونس الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية بضمانها لدى صندوق النقد الدولي على غرار ما تم مع أوكرانيا التي حصلت على قروض بقيمة 15 مليار دولار.

تونس مطالبة هذا العام بتحصيل نحو 5 مليارات دولار في شكل تمويلات وقروض لتمويل موازنتها لهذه السنة

لمشاهدة  فيديوهات عن الشمول المالي أضعط هنا…

وتوافقت على تحصيل 1.5 مليار دولار وتبقى 3.5 مليار دولار، وبإمكان الاتحاد الأوروبي الشريك الاقتصاد الأول لتونس مساعدتها على تعبئة هذه التمويلات.

وفي لبنان يزداد الأمر تعقيدا، فما زالت الحكومة تتفاوض مع صندوق النقد الدولي منذ 3 سنوات. وخلال تلك المدة عقدت اجتماعات عدة بين فريق التفاوض اللبناني ووفد الصندوق، دون التوصل إلى اتفاق، حيث يرى صندوق النقد أن لبنان لم يلب طلباته، ولم يقم بالإصلاحات الضرورية.

وحذر صندوق النقد الدولي من أن لبنان بحاجة إلى تحرك عاجل لتنفيذ إصلاحات اقتصادية شاملة

تجنبا لعواقب قد يصعب إصلاحها، وخلص خبراء الصندوق إلى الحاجة لإصلاحات لأنهاء الأزمة الشديدة

التي يواجهها الاقتصاد اللبناني، وتجنب تداعياتها، خاصة على الفقراء والطبقة الوسطى.

وتعهد صندوق النقد الدولي في أبريل 2022 بالإفراج عن قرض بقيمة 3 مليارات دولار للبنان على مدى أربع سنوات

كخطوة أولى نحو تجديد الثقة مقابل تنفيذ سلسلة من الإصلاحات التي لم تنفذ حتى الآن، وهو ما ترتب عليه تجميد القرض.

وبخلاف قروض الصندوق، يحتاج لبنان إلى دعم مالي قوي من المجتمع الدولي لتلبية الاحتياجات المالية الكبيرة جدا

التي سيواجهها في السنوات المقبلة، ومن الضروري أن يحصل لبنان على دعم سياسي

لتنفيذ الإصلاحات التي اتفق عليها مع خبراء صندوق النقد في أبريل 2020.

ويعاني لبنان منذ أكثر من 3 سنوات من أزمة اقتصادية غير مسبوقة، مع انهيار قيمة العملة المحلية الليرة مقابل الدولار

اقرأ أيضاً: لأخبار عن غسل الأموال أضغط هنا…

وشح في الوقود والأدوية، إلى جانب تراجع حاد في قدرة المواطنين الشرائية. وفقدت الليرة اللبنانية أكثر من 98 بالمئة من قيمتها.

على الجانب الآخر، تجري باكستان حاليا تغييرات مهمة على موازنة السنة المالية المقبلة لتهدئة مخاوف صندوق النقد الدولي

بشأن الضرائب، وهو ما أكده إسحاق دار وزير المالية أمام البرلمان مؤخرا، حيث قال إن حكومته تخطط لفرض ضرائب جديدة

وزيادة العائدات بواقع 215 مليار روبيه (740 مليون دولار) لتصل إلى 9.4 تريليون روبيه بعد أيام متتالية من النقاشات

مع صندوق النقد الدولي، فضلا عن مساعي بلاده لخفض النفقات بواقع 85 مليار روبيه في الميزانية.

وطرحت حكومة شهباز شريف رئيس الوزراء الباكستاني في وقت سابق من الشهر الجاري خطة الإنفاق السنوية

التي تهدف إلى تحقيق التوازن بين تعزيز النمو الاقتصادي والشروط الصارمة التي فرضها صندوق النقد الدولي

لإحياء برنامج الإنقاذ الذي تبلغ قيمته 6.7 مليار دولار. وتتوقع باكستان الآن تأمين تمويل لا يقل عن 1.1 مليار دولار من الصندوق قبل انتهاء برنامجها الحالي في 30 يونيو الجاري.

وطرح صندوق النقد الدولي الأسبوع الماضي عدة تساؤلات بخصوص ميزانية عام 2024 التي قدمتها الحكومة الباكستانية للبرلمان الأسبوع الماضي.

من جانبها، استجابت الحكومة لمخاوف صندوق النقد بشأن الميزانية بالقول إنها مستعدة لإظهار المرونة

وإنها تعمل مع الصندوق للتوصل إلى حل مقبول، واعترض صندوق النقد الدولي على المقترحات معتبار أن السياسات الضريبية

في الميزانية لم توسع قاعدة العائدات.

ومن المقرر أن يصدر صندوق النقد الدولي في 30 يونيو الجاري نتيجة المراجعة التاسعة لعمل باكستان على الآلية التي قدمها لها

ليقرر ما إذا كان سيقدم لها قرضا بقيمة 1.2 مليار دولار، أم لا .

لمزيد من التفاصيل عن بنك أبوظبي الأول أضغط هنا…

يشار إلى أن باكستان تتفاوض مع صندوق النقد الدولي منذ نهاية يناير الماضي للإفراج عن 1.1 مليار دولار من حزمة الإنقاذ البالغة 6.5 مليار دولار المتفق عليها عام 2019.. ولفتح التمويل، خفضت الحكومة الإعانات، وألغت سقفا مصطنعا لسعر الصرف، إضافة إلى رفع أسعار الوقود.

وقد رفعت الدولة سقف ضريبة الوقود إلى 60 روبية للتر، بعد أن كان 50 روبية للتر،

وهو مقياس رئيسي للإيرادات بالنسبة لصندوق النقد الدولي. كما ألغت السلطات القيود المفروضة على الواردات.

وتواجه الدولة الواقعة في جنوب آسيا أزمة مالية وتضخما قياسيا وعملة ضعفت بحوالي 30 بالمائة

في غضون عام وواردات احتياطيات نقد أجنبي هوت إلى حوالي شهر واحد فقط.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
شريط الأخبار
QNB الأهلي يقدم حساب توفير بلس بالجنيه المصري تفاصيل الحساب الجاري للأفراد والشركات بالبنك العربي الأفريقي هل يوجد خدمة حجز موعد أونلاين بفرع البنك الأهلي المصري؟ أسعار الذهب فى الامارات اليوم أسعار الذهب فى السعودية اليوم الأحد5-5-2024 أسعار العملات العربية اليوم الأحد 5-5-2024 أسعار العملات الأجنبية اليوم الأحد 5-5-2024 اليوم وغداً إجازة رسمية بالبنوك المصرية والبورصة اسعار الذهب فى الكويت اليوم سعر اليورو اليوم الأحد 5-5-2024 أسعار الذهب فى مصر اليوم الأحد 5-5-2024 ارتفاع المعاملات الرقمية ببنك كريدي 200% عمومية QNB الأهلي توافق على تغيير الاسم التجاري للبنك مزايا خدمة تحويل الرواتب من بنك التعمير والإسكان المعهد المصرفي يحصل على تجديد الاعتماد الدولي لمدة 5 سنوات أسعار اللحوم البلدية في الأسواق اليوم السبت أسعار الفراخ والبيض في الأسواق سعر الريال السعودي أمام الجنيه اليوم السبت 4-5-2024 سعر اليورو أمام الجنيه اليوم السبت سعر الدولار أمام الجنيه اليوم السبت 4-5-2024 اسعار الذهب اليوم فى الأردن اسعار الذهب فى السعودية اليوم السبت 4-5-2024 أسعار العملات العربية صباح اليوم أسعار العملات الأجنبية اليوم السبت 4-5-2024 تفاصيل الشهادة البلاتينية السنوية من البنك الأهلي المصري اسعار الذهب فى الكويت اليوم وكالة فيتش تُعدل نظرتها لاقتصاد مصر إلى إيجابية اسعار الذهب فى مصر اليوم فائدة حساب التوفير من HSBC لماذا انتفض بنك البركة لمواجهة الاحتيال؟