الرابحون من الأزمة المصرفية
صناديق أسواق المال تفيض بأموال الهاربين من المخاطر
الرابحون من الأزمة المصرفية
“جولدمان ساكس” و”جيه بي مورجان تشيس” و”فيديليتي”
هم أكبر الرابحين من تدفق أموال المستثمرين في صناديق سوق المال الأمريكية على مدى الأسبوعين الماضيين
بعدما أثارت صفقة إنقاذ لبنك كريدي سويس وانهيار بنكين أمريكيين إقليميين مخاوف بشأن سلامة الودائع المصرفية.
تدفق أكثر من 286 مليار دولار إلى صناديق سوق المال حتى الآن في آذار (مارس)
ما يجعله أكبر شهر للتدفقات الداخلية منذ أعماق أزمة كوفيد – 19، وفقا لمزود البيانات إي بي إف آر.
الصناديق المالية الأمريكية
تلقت الصناديق المالية الأمريكية التابعة لـ”جولدمان” ما يقارب 52 مليار دولار،
أي بزيادة 13 في المائة عما كانت عليه في التاسع من آذار (مارس)،
قبل يوم من استحواذ السلطات الأمريكية على بنك سيليكون فالي. واستقبلت صناديق “جيه بي مورجان” نحو 46 مليار دولار،
بينما تلقت “فيديليتي” نحو 37 مليار دولار، وفقا لبيانات “آي موني نيت”.
عادة ما تمتلك صناديق أسواق المال أصولا منخفضة المخاطر للغاية يسهل شراؤها وبيعها، بما في ذلك ديون الحكومة الأمريكية قصيرة الأجل.
العائدات المتاحة على هذه الأدوات هي الآن الأفضل منذ أعوام لأنها ترتفع مع أسعار الفائدة، التي رفعها الاحتياطي الفيدرالي إلى أعلى مستوياتها في 15 عاما ضمن سعيه للحد من التضخم.
اقرأ أيضاً: أخبار عن بنك كريدي سويس أضغط هنا..
كانت هناك تدفقات صافية أقل في كانون الثاني (يناير) وشباط (فبراير)،
ما مهد الطريق لأقوى ربع لصناديق الأموال الأمريكية منذ تفشي جائحة فيروس كورونا قبل ثلاثة أعوام.
تسارعت وتيرة التدفقات الداخلة في الأسبوعين الماضيين، خاصة من كبار المودعين الذين يبحثون عن ملاذات آمنة.
ففي حين وافق المسؤولون الأمريكيون على دعم جميع الودائع في بنك سيليكون فالي وبنك سجنتشر، اللذين فشلا أخيرا
إلا أنهم لم يضمنوا الودائع التي تزيد على 250 ألف دولار في مؤسسات أخرى.
جولدمان ساكس
قال أشيش شاه، كبير مسؤولي الاستثمار العام في “جولدمان ساكس أسيت مانجمنت”
“إننا نشهد تحولات في صناديق أسواق المال من كل شريحة من المستثمرين
وأضاف “نظرا إلى التقلبات التي نشهدها في السوق
يجب على كل مستثمر أن يسأل نفسه: هل يتطابق ملفي الشخصي للمخاطر النقدية مع ملفي للمخاطر العامة، وهل نوعت بدرجة كافية بين الخيارات؟”.
ساعدت الزيادة في التدفقات هذا الشهر على دفع الأصول الإجمالية في صناديق أسواق المال إلى مستوى قياسي بلغ 5.1 تريليون دولار يوم الأربعاء، وفقا لبحث أجراه بنك أوف أمريكا.
معهد إنفستمنت كمباني
تظهر بيانات من معهد إنفستمنت كمباني أن الأموال تتدفق على وجه التحديد إلى الصناديق التي لديها ديون حكومية أمريكية، تعد أكثر الوجهات أمانا.
ما تسمى الصناديق الرئيسة، التي تحتفظ بالديون المصرفية وأدوات الدين قصير الأجل الصادرة عن الشركات، كان لديها تدفقات خارجة صغيرة.
ذهبت أكبر التدفقات الداخلة إلى الصناديق المرتبطة ببنوك وول ستريت الرائدة وأكبر شركات الاستثمار.
أظهرت بيانات الاحتياطي الفيدرالي الصادرة الجمعة انخفاض الودائع المصرفية في الأسبوع المنتهي في 15 آذار (مارس) من 17.6 تريليون دولار إلى 17.5 تريليون دولار،
وانخفضت الودائع في البنوك الصغيرة من 5.6 تريليون دولار إلى 5.4 تريليون دولار.
أزمة ائتمانية
لاحظ نيل كاشكاري، رئيس الاحتياطي الفيدرالي في مينيابوليس، الأحد أن الضغوط في القطاع المصرفي جعلت الولايات المتحدة أقرب إلى الركود.
قال في برنامج فيس ذا نيشن على قناة “سي بي إس”
“إنها تقربنا بالتأكيد. ما هو غير واضح بالنسبة إلينا هو كم من هذه الضغوط المصرفية ستؤدي إلى أزمة ائتمانية واسعة النطاق”.
قالت سارة ديفيرو، الرئيسة العالمية لمجموعة الدخل الثابت في فانجارد،
“شهدت صناديق أسواق المال تدفقات ملحوظة في الأسابيع الأخيرة،
وكانت أكبر التدفقات إلى صناديق أسواق المال الحكومية. يرجع جزء من ذلك إلى التوجه نحو الجودة بعد الذعر الناتج عن إغلاق البنوك
لكن أيضا لأن عائدات أسواق المال جذابة للغاية في الوقت الحالي”.
حصلت مجموعتها على ما يقارب 12 مليار دولار من التدفقات الداخلة، ما جعلها في المركز السادس.
ذهبت المراكز الثلاثة الأولى إلى “تشارلز شواب”، و”فيدريتد”، و”هيرميس”.
تظهر بيانات “آي سي آي” أن الجزء الأكبر من التدفقات يأتي من مستثمرين مؤسسيين لكن العملاء الأفراد يتجهون أيضا إلى صناديق الأموال.
الدخل الثابت
قال أندرزي سكيبا، رئيس “بلوباي” لإدارة الدخل الثابت في “آر بي سي جلوبال أسيت مانجمنت”،
“عندما تكون لديك اضطرابات في الأسواق مع درجة عالية من عدم اليقين بشأن أجزاء رئيسة من الاقتصاد في جميع أنحاء العالم
وليس فقط في الولايات المتحدة، فإن الدافع الأول هو التوجه نحو الأمان”.
وأضاف “بالنظر إلى العائدات المعروضة، لا تقدم صناديق أسواق المال عائدا جيدا فحسب، بل توفر أيضا كثيرا من الأمان للمستثمرين”.
وزاد “إن كثيرا من التدفقات الداخلة تستثمر في إصدار قياسي من بنوك الإسكان الفيدرالية، إنها تستجيب للطلب الهائل على السيولة من بنوكها الأعضاء التي تحاول طمأنة المودعين بشأن استقرارها”.
“نرى عموما طلبا قويا على أسواق المال، يعود ذلك جزئيا إلى العوائد القوية المعروضة، بينما يعكس جزئيا كمية كبيرة من السيولة التي توفرها الصناديق للمستثمرين المؤسسيين والأفراد على حد سواء، حتى في -أو بشكل خاص وسط- الأسواق المتقلبة”، كما قال سكيبا.
بروك ماسترز وهاريت كلارفيلت وكيت دوجود من نيويورك
المصدر: الاقتصادية