جنوب شرق آسيا تواجه رياحاً معاكسة بسبب تطورات الحرب والصين

أكد تحليل اقتصادي لمجموعة QNB أن منطقة جنوب شرق أسيا تواجه رياحا معاكسة بسبب التطورات التي تحدث في الصين والحرب في أوكرانيا
وأوضح التحليل أن الاقتصاد العالمي يواصل التعافي من تأثير جائحة كوفيد-19. إلا أن صدمات تضخمية جديدة مصحوبة بركود في أوائل عام 2022. والحرب في أوكرانيا وتفاعل متحور أوميكرون شديد العدوى مع سياسة “صفر حالات كوفيد” في الصين إلى ارتفاع في معدلات التضخم حول العالم وانخفاض في النمو الاقتصادي العالمي (الناتج المحلي الإجمالي). وهذه الصدمات لها تأثيرات متباينة على المناطق والدول المختلفة.
وركز التحليل على منطقة جنوب شرق آسيا، فمنذ تفشي الجائحة، تخلف أداء منطقة جنوب شرق آسيا عن أداء الاقتصادات المتقدمة بسبب انخفاض معدلات التطعيم الأولية وقيود سلسلة التوريد والسياسات النقدية والمالية التي تتسم بقدر أقل من التيسير. ويتوقع التحليل استمرار العافي من الجائحة في منطقة جنوب شرق آسيا
ويركز التحليل على أربع دول تايلاند وفيتنام، وهما من الاقتصادات المستوردة للسلع الأساسية، و إندونيسيا وماليزيا وهما من الاقتصادات المصدرة للسلع.
تايلاند
سمح ارتفاع معدلات التطعيم لتايلاند بالبقاء مفتوحة خلال موجة أوميكرون في أوائل عام 2022، لكن هناك عوامل أخرى ستعوق تعافيها بالكامل من الجائحة. وعلى الرغم من تخفيف القيود على الحدود، لا يزال قطاع السياحة يعاني، حيث لا يزال عدد الزوار منخفضاً بنسبة تزيد عن 90%. علاوة على ذلك، ستحد الحرب في أوكرانيا من أعداد الزوار من روسيا، والتي كانت تمثل 15% من السياح قبل الحرب.
ونظراً لأن تايلاند لديها أكبر نسبة من واردات منتجات الطاقة في المنطقة بواقع 4% من الناتج المحلي الإجمالي، فإن ارتفاع أسعار السلع الأساسية هو بمثابة رياح معاكسة للاقتصاد التايلاندي. ويؤدي ذلك إلى ارتفاع التضخم، الذي ارتفع من 3.2% في يناير إلى 5.7% في مارس. وقد تجبر هذه الضغوط التضخمية البنك المركزي على رفع أسعار الفائدة.
فيتنام
على غرار تايلاند، فإن ارتفاع معدلات التطعيم في فيتنام جعل تأثير أوميكرون عليها خفيفاً، مما سمح لكل من قطاعي الخدمات والصناعة بالبقاء مفتوحين طوال فترة هذه الموجة.
ومن المفترض أن تؤدي إعادة فتح فيتنام لحدودها إلى تعزيز قطاع السياحة، الذي كان يمثل حوالي 5% من الاقتصاد قبل الجائحة. ومع ذلك، سيكون عدد الزوار من روسيا محدوداً وهذا سيؤثر سلباً على السياحة، حيث لا يزال إجمالي عدد الزوار أقل بكثير من مستويات ما قبل الجائحة.
وذكر التحليل أن ارتفاع أسعار النفط سيؤثر على طلب المستهلكين وسيزيد من تكاليف الإنتاج في قطاع التصنيع. ويشكل اعتماد فيتنام على أجزاء مصدرها الصين مخاطر معينة، حيث لا تزال الجائحة تعطل سلاسل الإمداد. وتعد حصة مدخلات التصنيع المستوردة من الصين مرتفعة حيث تبلغ حوالي 24% من إجمالي القيمة المضافة.
لحسن الحظ، فإن التضخم ليس فعلاً مصدر قلق في فيتنام، حيث بلغ معدل التضخم 1.4% فقط في مارس ومن غير المرجح أن يرتفع كثيراً فوق المعدل المستهدف من قبل البنك المركزي البالغ 4%، ومن المرجح أن تظل أسعار الفائدة دون تغيير هذا العام.
إندونيسيا
يتويع التحليل تسارع التعافي الاقتصادي في إندونيسيا هذا العام، مدفوعاً بارتفاع أسعار السلع الأساسية، حيث تعتبر إندونيسيا مُصدراً رئيسياً للسلع. ومع ذلك، فإن الحظر الأخير على بعض صادرات زيت النخيل، التي تمثل 7% من إجمالي الصادرات، سيكون بمثابة رياح معاكسة، لكنه سيساعد في الحد من الضغط التصاعدي على التضخم المحلي.
على الرغم من ارتفاع التضخم إلى 2.6% في مارس، إلا أنه لا يزال ضمن النطاق المستهدف للبنك المركزي الذي يتراوح بين 2 و4%. ويحد دعم الوقود من مدى تأثير ارتفاع أسعار النفط على زيادة التضخم. وتعني هذه الضغوط التضخمية الضعيفة أن البنك المركزي يمكنه أن يبقي السياسة النقدية ميسرة لدعم الاقتصاد، ربما برفع أسعار الفائدة مرة واحدة أو مرتين في وقت لاحق من هذا العام.
ماليزيا
كما هو الحال في تايلاند وفيتنام، ستتيح إعادة فتح الحدود الدولية لماليزيا عوامل مساعدة إضافية للاقتصاد. وساهمت السياحة بحوالي 6% من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2019 وسيتمكن العمال المهاجرون مرة أخرى من سد النقص في العمالة في مجال الزراعة.
وكما هو الحال في إندونيسيا، لا يزال التضخم منخفضاً عند مستوى 2.2% في مارس. ويرجع ذلك أساساً إلى دعم الوقود الذي يحد من تأثير ارتفاع أسعار النفط على المستهلكين. نتيجة لذلك، سيقوم البنك المركزي الماليزي برفع أسعار الفائدة بشكل تدريجي فقط هذا العام.
ويؤكد التحليل أن التباينات تأتي من مدى اعتماد البلدان على السياحة وما إذا كانت هذه البلدان مستوردة أو مصدرة صافية للسلع الأساسية. ولا يزال قطاع السياحة يتعافى بشكل تدريجي فقط، ومن مستويات منخفضة للغاية، على الرغم من تخفيف الضوابط على السفر وفتح الحدود.
ويمكن لمصدري السلع الأساسية استخدام دعم الوقود لتخفيف ارتفاع التضخم والحفاظ على أسعار الفائدة منخفضة لفترة أطول، مقارنةً بمستوردي السلع الأساسية الذين يواجهون مستوى أعلى من التضخم. كما يشكل ضعف النمو في الصين رياحاً معاكسة لجميع البلدان في منطقة جنوب شرق آسيا. ومع ذلك، فإن هذا التأثير كبير على فيتنام فقط لأن سلاسل التوريد مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالصين.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!
شريط الأخبار
البريد المصري يشارك في معرض إيجي فيلا بـالإسكندرية كيف يؤثر خفض أسعار الفائدة الأميركية على أموالك؟ الدولار ينتعش بعد خفض اسعار الفائده الامريكية المركزي القطرى يخفض أسعار الفائدة لأول مرة منذ 54 شهر البنوك المركزية بالخليج تخفض الفائدة بنك الكويت المركزي يخفض سعر الفائدة إلى 4% المركزي البحرينى يعلن خفض سعر الفائدة بنك القاهرة يفوز بالذهبية لابتكار منتجات الشركات الصغيرة والمتوسطة عام 2024 تفاصيل القرض الشخصى من QNB  اسعار الذهب فى السعودية اليوم Didi تصدر تقرير الاستدامة لعام 2023 سي آي كابيتال تصدر سندات بـ1.29 مليار جنيه لأمان خصم 15% على شراء الأدوات المكتبية ببطاقات المصرف المتحد سعر الدولار بمنتصف التعاملات اليوم الأربعاء تفاصيل رابحة المصروفات التعليمية من البنك الزراعي المصري QNB يوقع بروتوكول تعاون مع شركة الحجاز جاردنز القروض المشتركة ببنك القاهرة تتجاز 95 مليار جنيه قسط مستلزمات المدرسة بدون فوائد مع بنك القاهرة بنك القاهرة يضخ 22 مليار جنيه في الاقتصاد خلال 6 شهور سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 18-9-2024 مسابقة معرفية بالقانون لأول مرة فى جهاز تنمية المشروعات البنك الأهلي يكرم ريحاب أحمد صاحبة الميدالية الذهبية الأهلي المصري يكرم رحاب أحمد تقديرا لأدائها المشرف في باريس المركزي يشارك في مبادرة «بداية جديدة لبناء الإنسان» البنك الزراعي المصري يستعرض أحدث برامجه التمويلية لتنمية القطاع الزراعي تفاصيل حساب التوفير ذات العائد الشهري من بنك البركة شروط الانضمام لعضوية «فيصل رويال» البنك الأهلي المصري يبدأ أعماله بعطبرة بالسودان تفاصيل حساب كنانة بلس من بنك مصر تراجع الدولار بمنتصف تعاملات اليوم