بايدن وترامب .. مستقبل جديد للعلاقات الاقتصادية الأمريكية الصينية
تشهد العلاقات الاقتصادية والتجارية الأمريكية الصينية تغيرات كبيرة خلال فترة بايدن، بعد أن افسدها ترامب بسياساته الخارجية وشعاره “أمريكا أولا” وكانت النتيجة حرب تجارية، وعداء لكثير من الدول، والخروج من منظمات دولية.
وقال الخبير المصرفي أحمد أدم أن دونالد ترامب أثار جدلاً كبيراً تجاة انتخابات الرئاسة من خلال آرائة غير المسبوقة والتى شككت فى صحة الانتخابات ورغم تأثير آراؤة السلبى على ثوابت أمريكية يتباهى بها كل من ينتمى الى أمريكا الا أن نرجسية الرجل الشديدة قد جعلتة لا يدرك أنة يخسر أرضا قد اكتسبها من خلال التحسن الذى طرأ على الاقتصاد الأمريكى قبل أن تأتى جائحة كورونا لتؤثر سلبا على الاقتصاد العالمى.
وفى النهاية سيتولى جون بايدن الرئاسة وعلى الرغم من وجود سياسات لأمريكا تنفذ بشكل مؤسسى لاتتغير كثيراً بتغير الرؤساء الا أن الادارة الامريكية الجديدة قد وجهت خلال مرحلة الانتخابات وقبلها انتقادات عنيفة لترامب وتصرفاتة التى قالو عنها بأنها اساءت وبشدة لسمعة الولايات المتحدة الامريكية.
فترامب تجرأ وبشكل أثار الإستياء مع حلفاء أمريكا المقربين مثل المستشارة الالمانية ورئيسة الوزراء البريطانية وحتى مع ملكة إنجلترا وأكدت الادارة الجديدة بأنها ستعيد لأمريكا سمعتها وسطوعها العالمى مرة أخرى كما وعد بايدن بالتخلي عن سياسة ترامب “أميركا أولا” التي أزعجت الحلفاء والمنافسين على حد سواء، وشهدت انسحاب الولايات المتحدة من المنتديات الدولية ومن بينها منظمة الصحة العالمية واتفاق باريس للمناخ .
ما هو شكل علاقة أمريكا مع الصين خلال ولاية بايدن؟
تعد الصين أكبر دولة مقرضة للولايات المتحدة الأمريكية بجانب اليابان، حيث وصل إجمالي الدين الخارجي الأمريكي لدولة الصين إلى 1,1 تريليون دولار.
ويوجد نقاط كثيرة تضع العلاقات بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية في مربع الخلاف دائمًا، ففي الأساس دولة الصين هي دولة شيوعية أما الرأسمالية فهي النظام المُهيمن على الشكل الاقتصادي الأمريكي، وللصين تفوق اقتصادي هائل مما يجعلها في موقع دولي له سيطرة ونفوذ على غيرها من الدول الأخرى مثل كوريا الشمالية .
وتوترت العلاقات بشدة بين الولايات المتحدة والصين خلال حقبة ترامب لعدد من الأسباب منها، التناقضات التجارية والوضع في هونغ كونغ، والوضع مع حقوق الأقليات القومية في الصين ووباء كورونا ورفض الصين المشاركة في مفاوضات الحد من الأسلحة ولدى واشنطن في كل هذه القضايا اتهامات قوية لبكين .
وفرض الرئيس دونالد ترامب تعريفات جمركية على مئات المليارات من الدولارات من المنتجات من الصين، وعقوبات على الشركات الصينية، وقيوداً على الشركات الصينية في شراء التكنولوجيا الأميركية، وأخيراً أصدر ترامب أمراً تنفيذياً يمنع الاستثمارات في الشركات الصينية التي لها علاقات عسكرية بالنظام الصيني، ولم يظهر ترامب أي علامة على التراجع في أيامه الأخيرة في منصبه .
وتمثل هذه العلاقة مع ثاني أكبر اقتصاد في العالم للرئيس المنتخب جوزيف آر بايدن جونيور تحدياً آخر عندما يتولى منصبه في كانون الثاني / يناير المقبل بالإضافة إلى الوباء القاتل والاقتصاد الضعيف.
ويرى بايدن هو ومستشاروه أن العديد من الإجراءات التي اتخذها ترامب، والتي كانت تهدف إلى قطع العلاقات بين الاقتصادين الصيني والأميركي، خرقاء ومكلفة وغير استراتيجية يقولون إنهم يريدون اتباع نهج أكثر ذكاء يجمع بين العمل مع الصينيين في بعض القضايا مثل الاحتباس الحراري والوباء، بينما يتنافسون معهم على القيادة التكنولوجية ومواجهتهم في قضايا أخرى مثل التوسع العسكري وانتهاكات حقوق الإنسان و التجارة غير العادلة.
ويضيف أحمد أدم، أن أسلوب جو بايدن أقل هجومية من دونالد ترامب لكن إدارة الرئيس الأميركي المنتخب ستضيق خناق واشنطن على الصين في ما يتعلق بالتجارة وحقوق الإنسان والأمن. ووعد بايدن بأن يكون تعامله مع الصين ذا نبرة متزنة وأن يعيد توحيد التحالفات الممزقة على المسرح العالمي، وهي خطوات قد تحمل تهديدا جيوسياسيا أكثر حدة بالنسبة إلى بكين خاصة أن بايدن روج للمصالحة والشراكة في الأيام التي تلت فوزه في الانتخابات لتكوين تحالفات من أوروبا إلى منطقة آسيا والمحيط الهادئ من أجل بناء جبهة موحدة ضد طموحات الصين التكنولوجية والتجارية والأمنية .
تأثرت الصين سلباً بقرارات ترامب وهو ما أدى لقيام حرب إقتصادية كبيرة بين البلدين وفرضت الصين رسوم جمركية على بعض الصادرات الامريكية كالحاصلات الزراعية مما إستدعى وزارة الزراعة الأمريكية لسداد 12 مليار دولار كمساعدات للمزارعين عما أصابهم من أضرار، وبدأت الصين تكثف من جهودها لزيادة صادراتها لكافة دول العالم وبخاصة لدول الشرق الأوسط، وكانت هناك بضائع صينية ستتوجة لأمريكا تحولت إلى المنطقة العربية وبصفة خاصة للدول الخليجية وهى بضائع ذات جودة مرتفعة.