أسعار النفط تتراجع صباح اليوم
أسعار النفط تتراجع صباح اليوم
تراجعت أسعار النفط في التعاملات الآسيوية المبكرة اليوم الجمعة ومحت المخاوف من وجود فائض في المعروض إثر انخفاض حاد في مخزونات الوقود الأمريكية.
وهبطت العقود الآجلة لخام برنت 30 سنتا أو 0.41 بالمئة إلى 72.26 دولار للبرميل.
كما انخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 25 سنتا أو 0.36 بالمئة إلى 68.45 دولار.
ويتجه خام برنت للتراجع بواقع 2.2 بالمئة خلال الأسبوع فيما يتجه خام غرب تكساس الوسيط لهبوط بنسبة 2.7 بالمئة.
الطاقة الأمريكية
وقالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أمس الخميس 14 نوفمبر إن مخزونات الخام الأمريكية ارتفعت 2.1 مليون برميل الأسبوع الماضي، وهو ما يفوق بكثير توقعات المحللين بزيادة قدرها 750 ألف برميل.
وذكرت الإدارة في الوقت نفسه أن مخزونات البنزين هبطت 4.4 مليون برميل الأسبوع الماضي إلى أدنى مستوى منذ نوفمبر 2022، مقارنة بتوقعات بزيادة 600 ألف برميل.
كما أظهرت البيانات أن مخزونات نواتج التقطير، التي تشمل الديزل ووقود التدفئة، انخفضت بشكل غير متوقع بمقدار 1.4 مليون برميل.
وتوقعت وكالة الطاقة الدولية أن يتجاوز المعروض العالمي من النفط الطلبَ في عام 2025 حتى إذا ظلت تخفيضات تحالف أوبك بلس، في ظل الإنتاج المتزايد من الولايات المتحدة وغيرها من المنتجين.
كما خفضت أوبك هذا الأسبوع توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط لهذا العام ولعام 2025، فيما يمثل رابع مراجعة بالخفض من جانب المنظمة لتوقعاتها لعام 2024.
تراجع أسعار النفط
كشف تقرير كامكو إنفست حول أداء أسواق النفط العالمية خلال شهر نوفمبر عن تراجع أسعار النفط مع ارتفاع الدولار وضعف المؤشرات من الصين
تداولت أسعار النفط الخام في حدود 72 دولار أمريكي للبرميل، بعدما انخفضت من مستويات الذروة التي بلغت نحو 76 دولار أمريكي، متأثرة بشكل رئيسي بارتفاع الدولار الأمريكي و تباين مؤشرات الطلب القادمة من الصين، والتي أظهرت ضعفاً مستمراً في الطلب على المدى القريب.
في ذات الوقت، أثارت التغييرات الحكومية في الولايات المتحدة تساؤلات حول احتمالات زيادة الإنتاج النفطي للدولة.
من جهة أخرى، ساهم إغلاق وحدات إنتاج النفط والغاز في خليج المكسيك نتيجة العاصفة الاستوائية رافائيل في تعزيز أسعار النفط مؤقتاً.
وقد عطلت العاصفة انتاج 449.5 ألف برميل يومياً من النفط الخام، أي ما يعادل نسبة 25.7 في المائة من إنتاج المنطقة، وفقاً لبيان صادر عن مكتب السلامة وإنفاذ لوائح البيئة الأمريكي (BSEE)، نقلاً عن وكالة بلومبرج. كما ساهمت توقعات بأن تشهد أوروبا شتاءً أكثر برودة خلال الأسابيع القادمة في دعم الأسعار.
المؤشرات الاقتصادية
في المقابل، أشارت المؤشرات الاقتصادية التي أعقبت الانتخابات الأمريكية إلى إمكانية تحسن الأداء الاقتصادي نسبياً في الولايات المتحدة، بفضل السياسات الجديدة المقترحة من قبل إدارة ترامب، والتي تشمل التعهد بخفض الضرائب وفرض التعريفات التجارية.
نتيجة لذلك، من المتوقع أن تظل أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول، بينما يتوقع أن تظل معدلات التضخم أعلى من التوقعات السابقة. وقد ساهم هذا الوضع في ارتفاع الدولار الأمريكي إلى أعلى مستوياته المسجلة في أربعة أشهر مقابل سلة من العملات الرئيسية الأخرى. ويؤثر ارتفاع الدولار في زيادة تكلفة النفط بالنسبة للمستوردين، مما ينعكس سلباً على الطلب.
الطلب
على صعيد الطلب، أعلنت الصين عن طرحها خطة بقيمة 1.4 تريليون دولار أمريكي لإنقاذ الاقتصاد، مع التركيز بصفة رئيسية على إعادة هيكلة ديون الحكومات المحلية المثقلة بالديون. إلا أن هذا الإعلان شكل خيبة أمل لمراقبي سوق السلع الذين كانوا يأملون في الإعلان عن تدابير تهدف إلى تعزيز الاستهلاك المحلي وزيادة الطلب.
من جهة أخرى، يرى بعض الاقتصاديين أن الحكومة الصينية قد تتجه إلى الحفاظ على هوامش أمان وتأجيل أي إجراءات تحفيزية كبيرة في محاولة للاستعداد لحرب تجارية محتملة مع الولايات المتحدة، خاصة بعد تولي الحكومة الأمريكية الجديدة السلطة العام المقبل.
في هذا السياق، تعهد وزير المالية الصيني بتعزيز قوة السياسة المالية العام المقبل، من أجل مواجهة السياسات التجارية المتوقعة من الإدارة الأمريكية الجديدة.
وتوقع المحللون أن تعتمد الصين المزيد من المبادرات التحفيزية لتعزيز الاقتصاد، ودعم قطاع التصنيع، وقد تسمح حتى بتخفيض قيمة اليوان الصيني للحد من الآثار السلبية المتوقعة من السياسات الأمريكية على الاقتصاد الصيني.
العرض
أما على صعيد العرض، سجل إنتاج النفط في الولايات المتحدة مستوى قياسي جديد بلغ 13.5 مليون برميل يومياً، وظل مرتفعاً خلال الأسابيع الأربعة الماضية، رغم انخفاض عدد منصات الحفر النفطي التي بقيت دون مستويات ما قبل الجائحة.
وفي تصريح حديث، أشار المدير المالي لشركة Diamondback Energy إلى أن زيادة إنتاج النفط الصخري قد تضر بالقطاع، حيث يواجه المنتجون صعوبة في مراقبة التدفقات النقدية.
من جهة أخرى، شهد إنتاج الأوبك من النفط نمواً ملحوظاً خلال شهر أكتوبر 2024، فيما يعزى بصفة رئيسية إلى زيادة إنتاج ليبيا بنحو 500 ألف برميل يومياً مقارنة بالشهر السابق، بالإضافة إلى رفع مستوى الإنتاج في نيجيريا، الأمر الذي ساهم في تعويض انخفاض الإنتاج من معظم منتجي المجموعة الآخرين.