هل تُقبل البنوك المركزية الكبرى على خفض الفائدة مثل الفيدرالي بسبب كورونا؟

 حالة من الارتياح سيطرت على الأسواق نوعًا ما بعد قيام بعض البنوك المركزية الكبرى

بخفض الفائدة كخطوة لمواجهة الأزمة الاقتصادية التي قد تنتج عن تفشي فيروس كورونا عالميًا.

 ولكن ما المتوقع من البنوك المركزية الكبرى لاتخاذ تدابير تدعم بها أوضاعها الاقتصادية،

خصوصًا بعد خفض الاحتياطي الفيدرالي والاحتياطي الأإسترالي وبنك كندا للفائدة هذا الأسبوع؟

الاشتراك في قناة صباح البنوك

أولًا: الاحتياطي الفيدرالي:

 في يوم غير متوقع أن يتخذ البنك فيه أي قرار خاص بخفض الفائدة، حيث إن الاجتماع الشهر المقرر

لمارس لم يعقد بعد قام الاحتياطي الفيدرالي، يوم الثلاثاء، بخفض الفائدة بواقع 50 نقطة أساسية بصورة مفاجئة.

 ولم ينخذ البنك من قبل هذا القرار في غير موعد للاجتماع الشهري المحدد إلا في الأزمة المالية العالمية التي حدثت خلال 2008.

 وعلى رغم هذا القرار إلا أن رد فعل الأسهم كان غير سلبي، حيث إن التوقعات التي صدرت من FED WATCH سابقًا أشارت لاحتمال بنسبة 100% لإقبال البنك على مثل هذا القرار.

 ولكن عائدات السندات الأمريكية تراجعت إلى مستويات دون 1.00% للمرة الأولى على الإطلاق، كما تأثر الدولار الأمريكي بصورة كبيرة.

 والمخاوف الرئيسية تكمن حاليًا في احتمال تأثير حالة الذعر العامة من انتشار الفيروس على المستهلكين، مما سيؤدي بدوره لتراجع ملحوظ في مستويات الطلب، كما ستتأثر قطاعات عدة على رأسها القطاع الخدمي وقطاع السياحة والمطاعم وكل ما يتعلق بوسائل الترفيه. وبالتالي سيكون لكل هذه القطاعات مردود فيما يخص القراءات المتعلقة بإجمالي الناتج المحلي.

 وتشير بعض التوقعات في الأسواق لاحتمال خفض الاحتياطي الفيدرالي للمزيد من الفائدة بواقع 25 نقطة أساسية في الربع الثاني من العام.

ثانيًا: الاحتياطي الإسترالي:

 خفض الاحتياطي الإسترالي مستويات الفائدة وفقًا لتوقعات الأسواق بواقع 25 نقطة أساسية لتصل إلى 0.50% وذلك في محاولة من البنك لتفادي التباطؤ الاقتصادي من تفشي فيروس كورونا.

 وأوضح فيليب لوي، محافظ الاحتياطي الإسترالي في البيان الصادر “إن انتشار الفيروس

كان له تأثير ملحوظ على الاقتصاد الإسترالي في الوقت الراهن وبالأخص في قطاعات التعليم والسياحة،

ومن المحتمل أن تؤدي زيادة الشكوك إلى التأثير على الإنفاق المحلي”.

 وأوضح لوي أن أعضاء لجنة السياسة النقدية على استعداد لاتخاذ المزيد من التدابير التسهيلية بهدف دعم الاقتصاد الإسترالي.

 وأفاد البيان بأن انتشار فيروس كورونا أثر على التوقعات قريبة الآجل الخاصة بالاقتصاد العالمي،

ومن المتوقع أن يؤدي هذا الفيروس لتأخير أي تقدم في سوق العمل، أو فيما يخص مستويات التضخم.

ثالثًا: بنك كندا:

 خفض بنك كندا معدل الفائدة أمس الأربعاء بواقع 50 نقطة أساس إلى 1.25% ليكون معدل الفائدة على الإقراض والإيداع 1.5% و1.00% على الترتيب. وأكد بيان الفائدة الصادر عن بنك كندا أن الاقتصاد أظهر أداءً قريبًا من التوقعات فيما يتعلق بهدف التضخم.

 وأشار إلى أن فيروس كورونا يُعد صدمة سلبية كبير ة للنظرة المستقبلية للاقتصاديين الكندي والعالمي،

وتتحرك السلطات النقدية والمالية للاستجابة لتلك الصدمة.

شاهد أيضاً: فيديوهات عن بنك saib أضغط هنا…

 وأضاف بيان الفائدة أن الاقتصاد كان يظهر إشارات استقرار قبل بداية انتشار الفيروس. وأوضح أنه

وفقًا لما أشارت إليه توقعات البنك المركزي في تقرير السياسة النقدية الصادر في يناير الماضي،

يشكل الفيروس تهديدًا خطيرًا لصحة الشعوب في عدد يتزايد من دول العالم.

ونتيجة لذلك، تراجع النشاط الاقتصادي في بعض المناطق لتدهور حاد مع تعرض سلسلة الإمدادات لاضطرابات في الفترة الأخيرة، وفقًا للبيان.

رابعًا: المركزي الأوروبي:

 اجتماع المركزي الأوروبي المنتظر يوم 12 مارس وتحت رئاسة كريستين لاجارد للبنك يبدو أنه أقل تأثرًا بالتطورات الاقتصادية الخارجية

أكثر مما كان عليه في عهد ماريو دراجي. فقد أصبح هناك مزيد من الوعى بشأن تأثير السياسة غير الاعتيادية التي بتبعها المركزي الأوروبي.

 ولكن البنك كان أوضح في تصريحات سابقة استعداده لاتخاذ التدابير المناسبة بهدف خفض التأثير السلبي

على الاقتصاد من تفشي فيروس كورونا ولكن تحديد التدابير التي سيتخذها البنك يعتمد على مدى تأثير الفيروس على الاقتصاد خلال الأيام المقبلة.

خامسًا: بنك إنجلترا:

 على رغم تحسن الأوضاع في المملكة المتحدة عقب انتخابات ديسمبر، وهو ما دعم البنك للحفاظ على الفائدة من دون تغيير بدلًا من خفضها ومع توقعات أعضاء السياسة النقدية باحتمال ارتداد النمو في النصف الأول من العام، إلا أن التوقعات تشير لاحتمال اتخاذ البنك بعض الخطوات المماثلة للفيدرالي الأمريكي بخصوص خفض الفائدة، خصوصًا بسبب ارتفاع أعداد المصابين في المملكة المتحدة أخيرًا من الفيروس، وبسبب هذا الأمر تشير التوقعات لاحتمال تسجيل النمو معدلات سلبية في الربع الثاني من العام.

اقرأ أيضاً: كل الأخبار عن المصارف الاسلامية بالضغط هنا….

سادسًا: بنك اليابان:

 أوضح البنك في العديد من التصريحات استعداده لاتخاذ التدابير المناسبة لدعم الاقتصاد بعد تفشي فيروس كورونا، خصوصًا مع ارتفاع الإصابات في اليابان، كما تم إغلاق المدارس حتى شهر إبريل وهو ما يشير إلى مدى المخاوف التي تشهدها الحكومة.

 هذا وقد أفادت بعض التقارير التي صدرت من بلومبرج أن بنك اليابان من المحتمل أن يخفض تقييمه للأوضاع الاقتصادية بسبب التأثير المحتمل لفيروس كورونا على الاقتصاد، وذلك في الاجتماع المنتظر يومي 18 و 19 مارس.

زر الذهاب إلى الأعلى