المركزي المصري يخفض أسعار الفائدة 2.25%

قررت لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي المصري، خلال اجتماعها المنعقد يوم الخميس، خفض أسعار الفائدة الأساسية بمقدار 225 نقطة أساس (ما يعادل 2.25%)، لتصل إلى 25.00% لسعر عائد الإيداع لليلة واحدة، و26.00% للإقراض، و25.50% لسعر العملية الرئيسية. كما شمل القرار خفض سعر الائتمان والخصم إلى 25.50%، بنفس النسبة.
وجاء هذا القرار في ظل أوضاع عالمية تتسم بعدم اليقين بشأن آفاق النمو الاقتصادي والتضخم، وهو ما دفع العديد من البنوك المركزية في الأسواق المتقدمة والناشئة إلى تبني سياسات نقدية حذرة وتوجيهات غير حاسمة حول مسارات الفائدة المستقبلية.
وعلى الرغم من استقرار النمو الاقتصادي العالمي نسبيًا، فإن التوقعات بدأت تتراجع نتيجة التطورات السلبية في حركة التجارة الدولية، والمخاوف المرتبطة بتعطل سلاسل الإمداد وضعف الطلب العالمي. كما تراجعت أسعار النفط بشكل ملحوظ، مدفوعة بعوامل متعلقة بجانب العرض، إلى جانب توقعات بانخفاض الطلب في ظل استمرار الضبابية بشأن السياسات التجارية.
في الوقت ذاته، شهدت أسعار السلع الزراعية الأساسية، لا سيما الحبوب، تقلبات حادة نتيجة الاضطرابات المناخية، وهو ما زاد من ضغوط الأسعار. ورغم هذه التراجعات، لا يزال التضخم معرضًا لمخاطر تصاعدية، في ظل استمرار التوترات الجيوسياسية وتنامي السياسات الحمائية التي تؤثر على التجارة العالمية.
تأثير القرار على السوق المحلي
يُتوقع أن يسهم قرار خفض أسعار الفائدة في تنشيط الاقتصاد المحلي من خلال تحفيز الاستثمار وزيادة الإقراض، خاصة في القطاعات الإنتاجية والصناعية التي تأثرت بارتفاع تكاليف التمويل خلال الفترة الماضية. كما قد يكون للقرار تأثير إيجابي على السوق العقارية وسوق السيارات، إذ تسعى البنوك لتقديم تسهيلات أكبر للأفراد والشركات.
على الجانب الآخر، قد يؤدي خفض الفائدة إلى تراجع العائد على المدخرات، مما قد يدفع بعض الأفراد للبحث عن بدائل استثمارية ذات عوائد أعلى مثل البورصة أو العقارات، وهو ما قد يُعيد بعض النشاط إلى هذه الأسواق.
رغم ذلك، سيظل التضخم عاملًا حاسمًا في توجيه قرارات البنك المركزي خلال الفترة المقبلة، حيث سيراقب عن كثب تطورات الأسعار محليًا وعالميًا، ومدى تأثير هذه الخطوة على استقرار السوق وسلوك المستهلك.