ما هو يوم عاشوراء ؟ سبب صيام عاشوراء
عاشوراء لفظٌ إسلاميٌّ يُراد به: اليوم العاشر من شهر الله المُحرَّم، وليس اليوم التاسع منه كما فسّره البعض؛
فقد ثبت أنّه اليوم العاشر بما ورد عن عبدالله بن عباس -رضي الله عنهما- أنّه قال:
(أمر رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بصومِ عاشوراءَ، يومَ العاشرِ).
وقد فضّل الله -سبحانه- بعض الأزمان على الأخرى؛ فجعل بعضها أشدّ حُرمةً من غيرها، وجعل منها مواسم للطاعات،
والعبادات، ومغفرةً للذنوب والخطايا؛ رحمةً منه -سبحانه-، ومن تلك المواسم الأشهر الحُرم، وهي:
مُحرَّم، ورجب، وذو الحجّة، وذو القعدة، والتي حذّر الله -تعالى- عباده من الظلم فيها، وحَثّهم على تعظيم شعائر الله، ورغّبهم فيها،
قال -سبحانه-: (ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّـهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ)،[٣] وأفضل الشهور الحُرم شهر مُحرَّم.[٤]
ويوم عاشوراء من الأيّام المستحبّ صيامها عند المسلمين أكثر أهل العلم، حيث إن صيام يوم عاشوراء من السنن المستحبة لما له من فضل
ويعتبر صيام يومي تاسوعاء وعاشوراء من السنن النبوية التي لها فضل عظيم، فهو من أيام الله التي امتن بها على خلفه
وذكرى نجاة كليم الله موسى عليه السلام وقومه،
ما هو يوم عاشوراء وسبب صومه والأعمال المستحبة في؟ كالتالي:
لقد كان السّبب الرّئيسي وراء صيام يوم عاشوراء هو أنّ الله سبحانه وتعالى
نجّا فيه سيّدنا موسى عليه السّلام وقومه بني إسرائيل من بطش فرعون وملئه،
وكان رسول الله محمد- صلى الله عليه وسلم- يتحرى صيام يوم عاشوراء، حيث ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
«مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَتَحَرَّى صِيَامَ يَوْمٍ فَضَّلَهُ عَلَى غَيْرِهِ إِلا هَذَا الْيَوْمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَهَذَا الشَّهْرَ يَعْنِي شَهْرَ رَمَضَانَ». [أخرجه البخاري]
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يُرغِّبُ المسلمين في صيام يوم عاشوراء ويقول:
«وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ». [ أخرجه مسلم].
وبدأ المسلمون في اتباع هذه السنة منذ قدوم رسول الله محمد- صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة، حينها رأى اليهود يصومون يوم عاشوراء،
وبسؤاله عن السبب، أبلغوه أنه «يوم صالح نجّا الله فيه بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى عليه السلام»، حتى قال: «أنا أحق بموسى منكم».
وصام النبي صلى الله عليه وسلم هذا اليوم وأمر المسلمين بصيامه، وباتت منذ هذه اللحظة سُنة تمثل فرصة للمسلمين
للتخلص من ذنوب عام مضى، وتحمل فضيلة عظيمة وأجرا كبيرا لهم.
متي صيام يوم عاشوراء 2023؟
أيام قليلة تفصلنا عن الاحتفال يوم عاشوراء، وهو مناسبة مهمة لدى جميع المسلمين، إذ يحرص الكثيرون على صيامه والاتجاه للعبادة.
من المتوقع أن يوافق يوم تاسوعاء يوم التاسع من محرم 1445، غدا الخميس 27 يوليو 2023،
أما صيام يوم عاشوراء العاشر من محرم فسيوافق يوم الجمعة 28 يوليو 2023.
وهو يوم يعتقد الكثيرون أنه لا يجوز إفراده بالصيام، وهو ما أوضحه الأزهر للفتوى في فتوى سابقة له،
حيث أوضح أنه لا صحة لما تردد بأنه لا يجوز إفراد السبت أو الجمعة بصيام وإن وافق أحدهما يوم عاشوراء.
واستشهد الأزهر بما ورد عن الإمام الطحاوي رحمه الله: (وقد أذن رسول الله ﷺ في صوم عاشوراء وحضَّ عليه،
ولم يقل إن كان يوم السبت فلا تصوموه، ففي ذلك دليلٌ على دخول كل الأيام فيه).
مضيفا أنه إذا وافق السبت أو الجمعة يوم عرفة أو عاشوراء أو عادة المسلم فلا حرج في الصوم.
وأكدت دار الإفتاء أنه يجوز صيام يوم عاشوراء العاشر من شهر الله المحرم منفردًا،
موضحة أنه يستحب مع ذلك صوم يوم قبله أو يوم بعده خروجًا من الخلاف.
صيام يوم تاسوعاء 2023
يعتبر صيام اليوم التاسع من محرم (تاسوعاء) سُنة مؤكدة، بحسب ما أشارت إليه دار الإفتاء المصرية في إحدى فتاواها،
وفيها استشهدت بحديث روي عن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم حينما صام يوم عاشوراء قيل له إن اليهود والنصارى تعظّمه،
فقال: «إذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع»، قَالَ ابن عباس:
فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم. أخرجه مسلم في «صحيحه».
الاحتفال بيوم عاشوراء خاصة في مصر
نوهت الإفتاء المصرية بأنه من المستحب في يوم عاشوراء التوسعة على الأهل، وفقًا لحديث النبي صلى الله عليه وسلم القائل:
«مَنْ وَسَّعَ عَلَى أَهْلِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللهُ عَلَيْهِ سَائِرَ سَنَتِهِ».
وتختلف مظاهر الاحتفال بيوم عاشوراء من بلد لآخر، ففي مصر على سبيل المثال لا الحصر يعدّ كثيرون طبقًا من الحلوى يحمل نفس الاسم «عاشوراء»،
وهو مكوّن من قمح منقوع في الماء لمدة تتراوح ما بين يومين و3 أيام، على أن يُحلى بالعسل أو السكر، مع تزيينه بالزبيب.
ماذا يجب أن نفعل في يوم عاشوراء؟
يوم عاشوراء ليس له إلا فضيلة واحدة ألا وهي الصوم، ويستحب صوم يوم قبله ويوم بعده.
أما ما يفعله البعض في يوم عاشوراء من الكحل والاغتسال والحناء والتوسعة على الأهل والمصافحة وطبخ الحبوب
وإظهار السرور لم يرد في شيء من ذلك حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه ولا استحب ذلك أحد من أئمة المسلمين.