ما مدى حدة مشكلة التضخم في آسيا الناشئة؟ 

يُعتبر التضخم في الأسواق الناشئة ثنائي الرقم، وهو أعلى بكثير من متوسط الـ 10 سنوات البالغ 5.2% أو النسبة الحالية البالغة 7.4% في الاقتصادات المتقدمة.  ففي آسيا الصاعدة ، توجد مجموعة واسعة من معدلات التضخم التي تتراوح بين التضخم المنخفض والتضخم المزمن المرتفع للغاية. في هذه المقالة،

وتعريف التضخم المرتفع هنا على أنه زيادة على أساس سنوي في أسعار المستهلك تعتبر أعلى بما لا يقل عن 200 نقطة أساس من متوسط التضخم طويل الأجل للمنطقة والذي يبلغ 6.5%. أما التضخم المعتدل، فهو يدور حول هذا المتوسط في نطاق قدره 200 نقطة أساس، أي أنه يتراوح بين 4.5% و8.5%. ويشمل التضخم المنخفض المعدلات التي تقل عن 4.5%.

أكد تحليل اقتصادي لمجموعة  QNB أن جميع الاقتصادات الآسيوية الناشئة التي تشهد حالياً معدلات تضخم عالية هي بلدان منخفضة الدخل، أي البلدان التي يبلغ فيها نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي حوالي 12 ألف دولار أمريكي أو أقل.

ويشمل سريلانكا ومنغوليا وباكستان ولاوس. ووفقاً لصندوق النقد الدولي، فإن 12 ألف دولار أمريكي هو متوسط دخل الفرد في آسيا النامية والناشئة. في تلك البلدان.

يُفسر التضخم المرتفع بعاملين، وكلاهما مرتبط بظروف تدني الدخل. أولاً، تشكل السلع الأساسية، مثل الغذاء والطاقة، وزناً كبيراً في متوسط سلة أسعار المستهلك. وهذا يعني أن الغذاء والطاقة يمتصان قدراً أكبر من الدخل مقارنة بإجمالي الدخل المتاح. لسوء الحظ، ونظراً لصدمات الإمداد العالمية المختلفة الناتجة عن الجائحة والصراع الروسي الأوكراني، فإن الغذاء والطاقة هما المنتجان الأكثر عرضة لضغوط الأسعار عبر مختلف القارات. ونتيجة لذلك، من المرجح أن تشهد البلدان ذات الدخل المنخفض معدلات تضخم أعلى من البلدان التي تمثل فيها الطاقة والغذاء حصة أقل من إجمالي الاستهلاك.

ثانياً، تتأثر البلدان منخفضة الدخل سلباً بالافتقار إلى البنية التحتية الكافية ورأس المال والخبرة التنظيمية. وهذا يجعل من الصعب عليها استبدال السلع المستوردة ذات التكلفة الأعلى بسلع منتجة محلياً منخفضة التكلفة. وبالتالي، يصبح استيعاب ضغوط الأسعار الناجمة عن الصدمات الخارجية أكثر صعوبة، حيث نادراً ما يوفر الإنتاج المحلي بدائل محلية أرخص من السلع المستوردة باهظة الثمن بطريقة فعالة.

وتشهد غالبية دول آسيا الناشئة تضخماً معتدلاً. وهذا يشمل بنغلاديش وكمبوديا وتايلاند والهند وبابوا غينيا الجديدة وسنغافورة وكوريا والفلبين وفيجي. في حالة هذه البلدان، لا تزال معدلات التضخم أقل بكثير من التضخم العالمي وحتى أقل من التضخم في الاقتصادات المتقدمة الرئيسية، حيث يبلغ حالياً حوالي 7%.

ويشير التحليل إلى أن جميع هذه البلدان هي مستوردة صافية للطاقة والسلع الأساسية، مما يجعلها عرضة بشكل خاص للارتفاع الأخير في أسعار النفط والزراعة. بما يشير إلى أن نسبة كبيرة من الارتفاع الحالي في الأسعار ترجع إلى التضخم المستورد. وقد تفاقم هذا الوضع بسبب الانخفاض المستمر في قيمة عملاتها، المدفوع جزئياً بالصدمة السلبية في حساباتها الجارية.

الرئيس التنفيذي لبنك QNB الأهلي ينضم لعضوية مجلس إدارة اتحاد بنوك مصر

وأوضح التقرير أن هناك عدد قليل من البلدان الآسيوية الناشئة التي تسير عكس الاتجاه العالمي، حيث تشهد انخفاضاً في أرقام التضخم. ويشمل إندونيسيا وفيتنام وماليزيا والصين. وجميعها تستفيد من التحسينات في أرصدة حساباتها الجارية. ومع ذلك، فإن الدوافع وراء ذلك مختلفة. في إندونيسيا وماليزيا، ترتبط هذه الدوافع بأسعار السلع الأساسية. وباعتبارهما مصدرين رئيسيين للسلع الأساسية، فإن كلاهما يستفيد من ارتفاع الإيرادات المالية والخارجية.

في حين أن المكاسب المالية غير المتوقعة تدعم تمويل إعانات الغذاء والطاقة، فإن المكاسب الخارجية غير المتوقعة تحمي العملات المحلية من الرياح المعاكسة العالمية، وتمنع الانخفاضات التضخمية في قيمة العملة. في الصين وفيتنام، يؤدي ازدهار الصادرات وضعف الاستهلاك المحلي أيضاً إلى تحسين أوضاع الحساب الجاري لكل منهما. وهذا يدعم عملاتها مع السماح باستمرارية نموذج النمو الذي يميل إلى الانكماش، أي يجمع بين الاستهلاك المحلي المنخفض نسبياً والمدخرات الزائدة التي يتم تخصيصها لاستثمارات جديدة.

وفي الصين، كان هذا الأمر مدعوماً بشكل أكبر بالتباطؤ الناجم عن تدابير التباعد الاجتماعي المفروضة خلال تفشي موجات جديدة من جائحة كوفيد-19 مؤخراً في البلاد.

QNB يتوقع تعافي ضعيف في اقتصاد الصين

أكد التحليل أن أرقام التضخم تعكس أنماطاً مختلفة في آسيا الناشئة مع اختلاف الأسباب الجذرية. حيث تواجه البلدان منخفضة الدخل تضخماً مرتفعاً بسبب تكوين سلة استهلاكها وعدم قدرتها على استبدال الواردات عالية التكلفة. في حين تواجه البلدان المستوردة الرئيسية للسلع الأساسية تضخماً معتدلاً بسبب ارتفاع أسعار السلع الأساسية وانخفاض قيمة العملة بسبب التضخم.

وتواجه البلدان التي تتحسن مراكز حساباتها الجارية معدلات تضخم منخفضة بسبب مرونة عملاتها وقدرتها على الحفاظ على الدعم وتوازن الطلب المحلي.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!
شريط الأخبار
بنك الأهلي الكويتي تصنيفه مستقر النظرة المستقبلية لبنك دبي التجاري مستقرة تثبيت تصنيف بنك الخليج مع نظرة مستقبلية مستقرة تفاصيل ومزايا حساب "الدايلي بلس" من بنك ABC – مصر تفاصيل قرض السيارة المستعملة من بنك QNB مصر تفاصيل برنامج الصك المتغير بالجنيه المصري من مصرف أبوظبي الإسلامي – مصر تفاصيل حسابات توفير “الغنى” و”الغنى بلس” من مصرف أبوظبي الإسلامي-مصر سعر الدولار اليوم الخميس 5-6-2025 هل يستجيب الله الدعاء في يوم عرفة؟..افضل دعاء يوم عرفة بنك الإمارات دبي الوطني – مصر يوقّع اتفاقية قرض مشترك لصالح شركة ريدكون بروبرتيز ناسداك دبي ترحب بإدراج أول صكوك من المشرق  تفاصيل حساب التوفير بلس الشهري من بنك نكست الدولار يسجل تراجع جديد فى منتصف تعاملات اليوم استقرار أسعار الذهب وسط توتر تجاري عالمي ومخاوف من تباطؤ اقتصادي غداً الخميس تبدأ إجازة عيد الأضحى 2025 للبنوك الرئيس السيسى يحذر من أزمة ديون عالمية جديدة تعصف باقتصادات الدول النامية تحويلات المصريين بالخارج تقفز إلى مستوى تاريخي لتسجل 26.4 مليار دولار في 9 أشهر MIDBANK يُعلن عن إنجازات الاستدامة لعام 2024    قفزة تاريخية في تحويلات المصـريين العاملين بالخارج سعر الدرهم الإماراتي أمام الجنيه اليوم الاربعاء 4-6-2025 سعر الدينار الكويتي أمام الجنيه اليوم الاربعاء 4-6-2025 سعر الجنيه الاسترليني أمام الجنيه اليوم الاربعاء 4-6-2025 سعر اليورو أمام الجنيه اليوم الاربعاء 4-6-2025 البنك المركزي يطرح أذون خزانة بقيمة 70 مليار جنيه سعر الدولار مقابل الجنيه اليوم الأربعاء 4-6-2025 اسعار الذهب فى مصر اليوم الأربعاء  4-6-2025 أسعار العملات العربية صباح اليوم الأربعاء 4-6-2025 أسعار العملات الأجنبية صباح اليوم الأربعاء 4-6-2025 ما هي مصاريف الحساب الجاري بنك المشرق؟ محافظ المركزي يلتقي رئيس البنك الصناعي والتجاري الصيني لبحث التعاون المشترك