زيارة وزيرة التجارة الأمريكية للصين بارقة أمل
زيارة وزيرة التجارة الأمريكية للصين بارقة أمل
في ظل تصاعد التوترات والتحديات في العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين
وتبني كلا البلدين لسياسات تصدير مشددة وضوابط جمركية
ترى صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية اليوم 31 أغسطس 2023 أن زيارة جينا ريموندو وزيرة التجارة الأمريكية إلى الصين
والتي اختتمتها 30 أغسطس، بأنها بارقة أمل للشركات الأمريكية المتواجدة في الصين.
وذكرت الصحيفة الأمريكية، في تقرير لها، أن زيارة جينا ريموندو إلى الصين كانت بمثابة استئناف للحوار الاقتصادي والتجاري
بين واشنطن وبكين، مما يعطي بصيص أمل بين الشركات الأمريكية التي تشهد تزايدا في الصعوبات والتحديات
في ظل “ظروف عمل معادية” في السوق الصينية.
قلق عميق
وأشارت إلى أنه بالرغم من هذه التطورات الإيجابية
إلا أن أصحاب تلك الشركات ما زالوا يشعرون بقلق عميق إزاء تأثير التوترات السياسية الثنائية المتزايدة
ويأتي ذلك نتيجة تفاقم القيود الأمريكية على الصادرات والاستثمارات، وبالإضافة إلى الإجراءات التي فرضتها الصين ضد تلك الشركات.
ونقلت الصحيفة عن مايكل هارت، رئيس غرفة التجارة الأمريكية في الصين أن زيارة ريموندو –
التي تعد الأولى لوزير تجارة أمريكي في الصين منذ خمس سنوات – قد ساهمت في تهدئة النبرة بين البلدين
وجعلت العلاقات أكثر بناء وأقل خشونة.
وتوصلت جينا ريموندو وزيرة التجارة الأمريكية ونظيرها الصيني وانغ وينتاو، إلى اتفاق خلال اجتماع في بكين
بشأن تشكيل مجموعة عمل لبحث قضايا التجارة والاستثمار بين البلدين
وستجتمع مرتين سنويا على مستوى نواب الوزراء، فيما ستستضيف الولايات المتحدة أول اجتماع مطلع العام 2024
وفق ما أعلنته وزارة التجارة الأمريكية.
وأشارت الصحيفة إلى تصريحات ريموندو في مؤتمر صحفي أثناء تواجدها في شانغهاي
ذكرت فيها أنها لم تتوقع أنه في زيارتها الأولى، وبعد اجتماعاتها الأولى مع المسؤولين الصينيين، أنهم سيحلون قضايا محددة.
رؤساء الشركات الأمريكية
ولفتت الصحيفة إلى أن ريموندو أجرت خلال زيارتها للصين اجتماعا مع رؤساء الشركات الأمريكية متعددة الجنسيات المقيمين في الصين
وجرى خلاله مناقشة التحديات والعقبات التي تواجه تلك الشركات، خاصة فيما يتعلق بالقطاعات التكنولوجية والأدوية والكيميائية.
ونقلت الصحيفة عن شون ستاين رئيس غرفة التجارة الأمريكية في شنغهاي
قوله إن اهتمام ريموندو بمحاولة التخفيف من الصعوبات التي تواجه الشركات الأمريكية في الصين يعد تطورا إيجابيا.
وبعد فرض إدارة بايدن ضوابط تصدير تكنولوجيا الرقائق الأمريكية إلى الصين
منعت بكين الشركات المحلية الكبرى من شراء تكنولوجيا الرقائق من شركة تصنيع الرقائق الأمريكية “ميكرون تكنولوجي”
وذلك بسبب “مخاطر أمنية كبيرة”.
دوائر الأعمال الأمريكية
وذكرت الصحيفة نقلا عن بعض دوائر الأعمال الأمريكية، قولهم إن التزام الجانبين بالمحادثات قد يكون تدريجيا
نظرا للعلاقات السياسية المتوترة بين البلدين منذ إدارة ترامب.
ونقلت عن جيمس زيمرمان، الرئيس السابق لغرفة التجارة الأمريكية في الصين
حيث أكد أن هناك حاجة لتخفيف حدة الخطاب بشأن الأمن القومي من كلا الجانبين، والتوقف عن تفسير كل إجراء باعتباره تهديدا.
وأضاف زيمرمان: “لن يتقدم أي مستوى من الحوار أو مجموعات العمل إلى ما هو أبعد من المجاملات المعتادة
حتى يتم استعادة مستوى معين من الثقة”.
وتأتي زيارة ريموندو في الوقت الذي تجتهد فيه الصين لتنشيط اقتصادها المتعثر
حيث تعاني من تراجع الصادرات وانخفاض أسعار المستهلكين وارتفاع معدلات البطالة بين الشباب إلى مستويات قياسية.
الاستثمار الأجنبي
وتشير الأرقام إلى أن الصين شكلت نسبة 13.3 بالمائة من واردات السلع الأمريكية خلال الأشهر الستة الأولى من هذا العام
وهو أدنى مستوى منذ 20 عاما.
بالإضافة إلى ذلك، انخفض الاستثمار الأجنبي المباشر في الصين بنسبة 48 بالمائة في عام 2022 مقارنة بالعام السابق
ويستمر في الانخفاض بشكل حاد هذا العام، بحسب الصحيفة.
واختتمت الصحيفة قولها، إن بكين أصرت علنا على أن المسؤولية تقع على عاتق واشنطن لتحسين العلاقات
ونقلت عن لي تشيانغ رئيس الوزراء الصيني الذي أعرب عن أمل بلاده في أن تلتقي الولايات المتحدة بالصين في منتصف الطريق
وتتخذ خطوات إيجابية وعملية لتطوير العلاقات الثنائية.
أمريكا تفتح قنوات التواصل مع الصين
قامت جانيت يلين، ووزارة الخزانة الأمريكية بزيارة الصين يوم 28 أغسطس 2023
لبحث سبل إدارة واشنطن وبكين علاقتهما بطريقة مسؤولة بوصفهما أكبر اقتصادين فى العالم.
وتهدف أمريكا من هذه الزيارة التواصل مباشرة بشأن مجالات الاهتمام والعمل على مواجهة التحديات العالمية.
وتسعي أمريكا بكل قوة إلى حل الخلافات مع بكين والدفع قدما نحو تهدئة الأجواء بين البلدين. وفك الارتباط بين روسيا والصين
وتأتي الزيارة في أعقاب توجيهات من الرئيس الأمريكي جو بايدن بعد اجتماعه مع الرئيس شي جين بينج نوفمبر الماضي بتعميق التواصل
بين الولايات المتحدة والصين.
وتصاعدت الخلافات الاقتصادية بين واشنطن وبكين، في عهدي الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب والحالي جو بايدن
قناة صباح البنوك
غذتها العملية العسكرية التي أطلقتها روسيا في أوكرانيا، وما رافقها من اتهامات غربية للصين بدعم موسكو في الأزمة.
الكثير من المسئولين في الولايات المتحدة أكدوا على أهمية انشاء قنوات اتصال على المدي الطويل مع الصين
ويرون أن هذه الزيارة ربما لا يكون تأثير ايجابي عن إنهاء التوتر خاصة أن هذه الزيارة سبقتها زيارات أخرى لوزير الخارجية الأمريكي
إلي جانب أن هناك ملفات مهمة مثل “قضية تايوان” وعسكرة بحر الجنوبي، وهي قضايا تحتاج إلي توافق بين الطرفين
كما أن الصين موقفها ثابت بشأن دعم روسيا، والوصول لحلول بشأن القضايا التي بها خلافات بين الطرفين
زيارات متعددة
في منتصف يونيو الماضي توجه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى بكين وكانت زيارة بلينكن أول زيارة يقوم بها للصين
منذ توليه منصبه في عام 2021 حيث استقبله الرئيس الصيني، وهو لقاء فُسر على أنه تقدم دبلوماسي.
وسبق زيارة وزير الخارجية الأمريكي لبكين زيارات عدة معلنة وسرية لمسئولين أمريكيين لبكين
ولقاءات بين كبار مسئولي الإدارة ونظرائهم الصينيين في الولايات المتحدة والصين أو في دولة ثالثة بعد أزمة إسقاط بالون التجسس الصيني
ومن أبرزها زيارة مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشئون شرق آسيا والمحيط الهادي دانيال كريتنبرينك
ومديرة شئون الصين وتايوان في مجلس الأمن القومي سارة بيران، لبكين في 4 يونيو 2023
والتي التقيا خلالها بمسئولين صينيين، بمن فيهم نائب وزير الخارجية ما تشاو شو.
والتقت وزيرة التجارة الأمريكية جينا رايموندو، بوزير التجارة الصيني وانج وينتاو، بواشنطن في 26 مايو 2023
لمناقشة بيئة التجارة والاستثمار، ومجالات التعاون بين البلدين، بجانب إثارة المخاوف الأمريكية
بشأن الإجراءات الصينية ضد الشركات الأمريكية في الصين.
وسبق أن التقي مستشار الأمن القومي جيك سوليفان بعضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني ومدير مكتب الشئون الخارجية
المركزية في جمهورية الصين الشعبية وانج يي، في 11 مايو 2023 في فيينا بهدف إحياء العلاقة المتوترة بين الجانبين.
وقام مدير وكالة الاستخبارات المركزية ويليام بيرنز، الذي يصف الصين بأنها الأولوية الاستخباراتية الأولى للوكالة
برحلة سرية إلى الصين في مايو 2023.