تحركات عالمية لكسر هيمنة العملة الأميركية الدولار

روسيا والصين

العملة الأميركيةأكد تقرير مطول نشره موقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”: أن كل من البرازيل والأرجنتين

تعتزم مناقشة تبني عملية موحدة، لتقليص الاعتماد على الدولار الأميركي في تعاملاتهما المالية

، في خطوة تأتي ضمن سلسلة متصلة من الخطوات ذات الصلة التي يسعى خلالها عدد من الأطراف –

سواء حلفاء أو خصوم لواشنطن- إلى التخلي عن الدولار

وبما يُهدد بضرب هيمنة العملة الأميركية على المدى الطويل.

فأي مستقبل ينتظر “الأخضر الأميركي”؟

أقرأ المزيد: الدولار مقيم بأعلي من سعره الحقيقي 20%

في وقت يشهد فيه العالم عصراً جديداً من التنافس بين القوى العظمى يُعاد معه تشكيل خارطة الاقتصاد العالمي

يتزايد بشكل تدريجي الاتجاه نحو إزالة الدولرة، وإن كان ذلك الاتجاه ليس بظاهرة جديدة في حد ذاتها مرتبطة بجملة التطورات الراهنة.

منذ أن حل الدولار محل الإسترليني بصدارة عملات الاحتياطي العالمي (بموجب اتفاق بريتون وودز بنهاية الحرب العالمية الثانية)

العملة الأميركية

بزغت عديد من المحاولات المرتبطة بكسر هيمنة العملة الأميركية في فترات مختلفة، فقد سعت

على سبيل المثال دول أميركا اللاتينية للاتعاد عن الدولار في الثمانينات التسعينات.

فنزويلا على سبيل المثال رداً على العقوبات الأميركية، وكذلك شيلي.

كما عززت الأزمة المالية العالمية 2007-2008 كذلك تياراً مماثلاً حول العالم للتخلي عن الدولار.

أقرأ المزيد : تحليل اقتصادي عن أسعار الفائدة الأمريكية والركود التضخمي

وفيما لم تظهر آثار مؤثرة لتلك المحاولات بشكل عملي، إلا أن تتابع الخطوات المرتبطة بالتخلي عن الدولار

في الفترات الأخيرة في ظل المتغيرات الجيوسياسية واسعة النطاق

يضع هيمنة الدولار أمام تحدٍ مصيري، وفي خطٍ متوازٍ مع صعود الصين كقوة اقتصادية، والعقوبات المفروضة

على روسيا أخيراً وتبعاتها المختلفة، وغيرها من العوامل ذات الصلة.

روسيا والصين

ولقد عززت مجموعة المتغيرات المذكورة اتجاه عديد من الدول إلى التعامل بالعملات الوطنية،

على غرار انخراط روسيا والصين بالفعل في تجارة الروبل اليوان وتسوية التعاملات بينهما بالعملات المحلية

وكذلك مع عدد من شركائهما التجاريين حول العالم.

شاهد فيديو: قرارات المركزي لمنع التلاعب بالدولار

كما تستمر بلدان أخرى في البحث عن طرق لبناء روابط تجارية تتجنب الدولار، وآخرها

ما تم الإعلان عنه في أميركا اللاتينية، فيما البرازيل والأرجنتين

وكذلك إعلان البنك المركزي الروسي أخيراً البدء في تحديد أسعار الروبل مقابل مجموعة

من العملات الأجنبية من بينها الجنيه المصري، كعملات تبادل تجاري

وعديد من الخطوات الأخرى ذات الصلة.

احتمال ضعيف على المدى القصير

المجلس الأطلسي في واشنطن، تحدث ضمن تقرير صادر مطلع العام الجاري ومعنون

بـ “أهم 23 خطراً وفرصة للعام 2023″، عن احتمال مرتبط بابتعاد عدد من البلدان –

وليس خصوم الولايات المتحدة الأميركية فقط – عن الدولار بأسرع مما كان متوقعاً.

طبقاً للتقرير، فإن القلق بشأن مستقبل الدولار الأميركي هو جدل تقليدي عادة ما يثار،

لكنه أشار إلى وجود احتمالية -وإن كانت بشكل ضعيف على المدى القصير- لابتعاد مجموعة من الدول من حلفاء وخصوم واشنطن عن الدولار.

حتى الآن وبشكل عملي “لا تزال مزايا الدولار متجذرة بعمق في النظام المالي العالمي”، طبقاً لجوش ليبسكي، وهو مدير مركز “جيو إكونوميكس” التابع للمجلس الأطلسي، والذي عمل كمستشار سابق لدى صندوق النقد الدولي.

شاهد فيديو: الاقتصاد العالمي في منطقة خطرة أكثرعرضة للصدمات

وبينما يعتقد ليبسكي بأنه “لا يوجد ما يدعو للقلق” فإنه يشير إلى أن عديداً من البلدان ترغب في الابتعاد عن الدولار حتى لو لم يكن ذلك سهلاً، فيما لا يوجد بديل واضح على المدى القريب.

ويتابع: يحدث هذا التحول بالفعل بشكل تدريجي.. حصة الدولار من احتياطيات النقد الأجنبي آخذة في الانخفاض

كما أن الدول في جميع أنحاء العالم، وليس فقط المنافسون للولايات المتحدة مثل الصين ولكن أيضاً دولاً مثل الهند وإندونيسيا وماليزيا وجنوب إفريقيا، تستثمر في تقنيات مثل العملات الرقمية للبنك المركزي، يمكن أن تجعلهم أقل اعتماداً على الدولار.

ولقد أدى نظام العقوبات العالمي غير المسبوق الذي فُرض بسرعة على روسيا في أعقاب “العملية العسكرية”

التي قامت بها في أوكرانيا في فبراير إلى زيادة احتمالية الابتعاد السريع عن الدولار، وربما إلى احتمال يصل إلى حوالي 15بالمئة، طبقاً للمصدر نفسه.

ويشير ليبسكي، إلى أنه إذا تمكنت البلدان من إيجاد طرق للالتفاف على الدولار

فسيتم تقويض تأثير العقوبات بمرور الوقت. وفي المرة القادمة التي ينتهك فيها الخصم حدود دولة أخرى قد لا تكون الضربة الاقتصادية الأميركية المضادة مؤلمة تماماً.

هيكل بديل للدولار الأميركي

من جانبه، يقول الرئيس التنفيذي بمركز كروم للدراسات في لندن، الدكتور طارق الرفاعي تاريخياً جميع العملات الأساسية لم تظل عملات أساسية إلى الأبد

فالدولار الأميركي نفسه أصبح عملة احتياطي عالمي بعد الحرب العالمية الثانية، بعد أن حل محل الجنيه الإسترليني.

ويشير إلى أن هناك كثيراً من الدول (لا سيما روسيا والصين) ودول أخرى مختلفة ترى أن هناك خطراً على اقتصاداتهم بسبب اعتماد الاقتصاد العالمي على الدولار،

وبشكل خاص في ضوء التطورات الجيوسياسية التي يشهدها العالم حالياً، وبالتالي فإن ثمة اتجاهاً للاعتماد على عملات مختلفة.

ويتابع الرفاعي: “ومع هذا فإن الكثيرين ربما يتوقعون أن السنوات القليلة المقبلة سوف تشهد انهياراً للدولار

وهذا غير صحيح، لأن التغيير من عملة إلى عملة ثانية أو سلة عملات لا يحدث في يوم وليلة، بينما الأمر يستغرق سنوات عديدة لثبات استقرار العملة البديلة أو الهيكل البديل للدولار”.

ويشير إلى “عملة البريكس” على سبيل المثال، وغيرها من محاولات الخروج من هيمنة الدولار، من بينها اعتماد اليوان الصيني

لكن اليوان الصيني، لكن اليوان عموماً مرتبط بالدولار ولا يعتبر عملة مستقلة، وكذلك العملات في دول الخليج مرتبطة بالدولار.

ويردف الرئيس التنفيذي بمركز كروم للدراسات في لندن: “في المستقبل القريب سنرى توسعاً في التبادل التجاري بين عملات أخرى بعيداً عن الدولار

لكن هذا لا يعني نهاية الدولار على المدى القريب.. على مدى خمس سنوات أو أكثر أتوقع أن نشهد كياناً جديداً للتبادل التجاري بالعالم”.

روسيا تقود جهود كسر الدولار

من جانبه، يرى خبير الشؤون الروسية، رئيس المركز الروسي العربي، مسلم شعيتو، أن عناصر الهيمنة الأميركية على العالم تتمثل في القواعد العسكرية والدولار،

وعندما تفقد واشنطن أية واحدة منهما تفقد الثانية تماماً، ومن ثمّ فإن روسيا من جانبها لا ترغب في مواجهة الولايات المتحدة عسكرياً على مستوى العالم، إنما تسعى لإقناع البشرية بعالم متعدد الأقطاب.

ويتابع شعيتو مُتحدثاً عن الدور الروسي الأساسي ضمن مساعي كسر هيمنة الدولار، قائلاً: الرؤية التي تقدمها القيادة الروسية للولايات المتحدة والناتو تنادي بانتهاء أحادية القطب

قناة صباح البنوك

وهذا الإنهاء ليس إنهاءً سياسياً وأمنياً فقط إنما انتهاءً اقتصادياً ومالياً، وإنهاء التحكم في مصير الاقتصاد والعملات الأخرى والتحويلات المالية

إذ تعتبر روسيا أن الدولار هو أساس الإمكانات الضخمة التي تتمتع بها واشنطن وأساس الهيمنة، عبر تلك العملة الورقية غير المدعومة.

ويستطرد: “بالتالي تسعى روسيا لتغيرات سياسية انطلاقا من ذلك، من خلال العمل على تشجيع التبادل بالعملات الوطنية أو التبادل بالسلع (..)

تسعى روسيا جاهدة لتشكيل عالم متعدد الأقطاب، انطلاقاً من المنظمات الدولية والإقليمية مثل شنغهاي وبريكس وغيرهما

وجميعها منظمات قادرة وفاعلة ولها إمكانات واسعة اقتصادياً وبشرياً على صعيد العالم، تنسجم مع روسيا في تطلعها للتخلص من هذه الهيمنة الأميركية

لكنها تتجاوب بشكل مختلف انطلاقا من قدراتها ومدى ارتباطها بالهيمنة الأميركية”.

تحديات هائلة

في المقابل، يقلل الباحث بمؤسسة أميركا الجديدة، باراك بارفي، من أثر الاتجاه نحو التعامل بالعملات المحلية بين بعض الدول على مكانة الدولار وهيمنته على مستوى العالم.

ويشير إلى أن “التداول بالعملات المحلية يمثل تحدياً لأن هذه العملات تحتاج إلى تحويلها إلى عملات صعبة لشراء سلع من دول أخرى.

أقرأ المزيد التعافي في الصين سيتأخر بسبب الموجة الجديدة من كوفيد-19

لذلك إذا قامت الصين بتسوية فواتير النفط الخاصة بها بالروبل فلن تتمكن من استخدام تلك الروبلات مع ماليزيا على سبيل المثال لشراء دوائر إلكترونية متكاملة

يجب أن تستبدل الروبل بالدولار ثم تستخدمه في التجارة مع ماليزيا”.

ويرى بارفي أن التجارة الثنائية بالعملات المحلية لا تشكل مخاطر كبيرة على الأطراف لأنهم يستطيعون إعادة التفاوض إذا لزم الأمر حول الآليات المتبعة وتحديد القيمة

 فيما يعد استخدام عملة بلد ثالث أكثر صعوبة لأن الطرفين لا يستطيعان التحكم في تقلباتها وعليهما إعادة التفاوض بناءً على عوامل لم يخلقاها.

لكن ذلك يظل مقتصرا على التعاملات الثنائية.

رابط المقال الأصلي هنا

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!
شريط الأخبار
بنك قناة السويس يحصُد جائزة "أفضل بنك من حيث التمويل التجاري بنك مصر يحتفي برواد تقدر للابتكار التشاركي مع الشركات الناشئة آي سكور تحصد جائزة الشركة الأكثر ابتكارا  انطلاق فعاليات المؤتمر المدفوعات الرقمية والشمول المالي  لجنة السياسة النقديـة تقرر الإبقاء على أسعار العائد الأساسية دون تغيير مزايا البطاقات الائتمانية من البنك الزراعي المصري البنك الأهلي المصري يسلم الجوائز للفائزين في حملته الترويجية «حملة الصيف 2024» «المشاط»: دفع التعاون مع كوريا في مجالات التعاون الإنمائي والتجارة والاستثمارات تفاصيل شهادة الادخار الثلاثية من بنك الإمارات دبي الوطني – مصر بنك NXT يحقق نموًا 66% في الأرباح الصافية خلال 2024 بنك مصر يوقع اتفاقية قرض مشترك لأجل عامين بقيمة مليار دولار البنك المركزي يعلن تفاصيل خدمة التحويلات الدولية عبر إنستاباي صندوق النقد الدولي يؤكد التزام البنك المركزي بمرونة سعر الصرف سعر الذهب اليوم الخميس 21-11-2024 البنك العربي مصر يعلن عن برنامج التدريب الصيفي والشتوي تفاصيل ومزايا  البطاقات الائتمانية من البنك الزراعي المصري تفاصيل ومزايا قرض السيارة من بنك ABC مصر  البنك التجاري الدولي مصر يشارك في تمويل مصر للبترول بقيمة 10 مليار جنيه كريدي أجريكول مصر يطرح حساب توفير "Ahlan Digital" بعائد يصل إلى 22% وزيرة التضامن تجتمع بمجلس إدارة "صندوق عطاء" بتشكيله الجديد برئاسة شريف سامي سعر الدولار في مصر اليوم الخميس 21-11-2024 أسعار العملات  العربية صباح اليوم الخميس 21-11-2024 البنك السعودي للاستثمار ينتهي من طرح صكوك رأسمال البنك السعودي الأول يدرس إصدار صكوك رأس مال بنك الجزيرة يصوت على شراء 4.5 مليون من أسهمه لماذا رفعت فيتش تصنيف 4 بنوك مصرية؟ فيديو ماذا قال محافظ البنك المركزي في التقرير السنوي؟ بنك الجزائر يرصد تطورات الاقتصاد العالمي ما هي الحد الاقصي للسحب من الماكينة؟ التنمية الصناعية يفوز بجائزة أفضل خطة استراتيجية