المصارف العربية تدعو لتعزيز الاستقرار المالي في ظل التقلبات السياسية
أكد المجتمعون بمؤتمر المصارف العربية بالقاهرة أن المرحلة التي تمر بها بعض دولنا العربية تتطلب اليوم أكثر من أي يوم مضى، ترسيخ حالة الاستقرار المالي من خلال فتح الأسواق العربية – العربية باعتماد إستراتيجية واضحة تصب في مصلحة القطاع المصرفي العربي لترسيخ السمعة الطيبة لمصارفنا العربية في العالم ومراقبة تطورات العمل المالي والمصرفي الدولي الجديد في المجالات كافة، خصوصًا على صعيد الرسملة وتطوير التكنولوجيا المتقدمة وتطوير قاعدة الخدمات المصرفية وتحسين آليات إدارة المخاطر والأزمات والالتزام بالمعايير المصرفية العالمية.
ودعا اتحاد المصارف العربية إلى إعداد دراسة عن انعكاسات التقلبات السياسة وما صارت إليه أوضاع المصارف العربية في بعض البلدان التي طاولتها الحروب والأزمات والإضاءة على دور الحكومات والمصارف المركزية في تذليل آثار هذه الحروب، وطالب بالاهتمام الكبير والمباشر بقطاعاتها المصرفية من خلال تنظيم مؤتمرات ومنتديات لاستشراف واقع هذه القطاعات وكيفية حمايتها للاستمرار في مسيرة دعم التنمية الاقتصادية في دولها.
وأوصي المؤتمر باستمرار الدعم المصرفي لمبادرة الشمول المالي في المنطقة العربية التي ينبثق منها المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر وتعزيز الخدمات المصرفية لذوي الدخل المحدود. وتشجيع العمل على تفعيل الصناعة المصرفية لتكون منصة للاقتصاد الرقمي العالمي وذلك لتعزيز ازدهار فرص الأسواق المالية.
دعا المجتمعون إلى تحييد القطاع المصرفي العربي والنأي به من أي تقلبات سياسية لكي يستمر بدوره الرائد، في دعم الاقتصادات الوطنية وتمويل المشاريع التنموية في قطاعاتنا الاقتصادية كافة. مؤكدين على أهمية المسؤولية الاجتماعية أمام مجتمعاتنا المالية والإنسانية، باعتبار أن المجتمع هو الأكثر تضررًا نتيجة التقلبات السياسية وحال عدم الاستقرار.
أكد المشاركون أهمية العلاقة الوثيقة والمترابطة بين الاستقرار المالي والاستقرار الاقتصادي، حيث إن انضباط أحدهما يوفر فرصة للآخر، مشمولة بسياسات نقدية ومالية جيدة. معربين عن شكرهم وتقديرهم للجهود التي يقوم بها اتحاد المصارف العربية لتحسين مسيرة العمل المصرفي العربي وحمايته. خصوصًا المؤتمر المصرفي العربي لعام 2019 في القاهرة، الذي أضاء انعكاسات الاضطرابات السياسية على حساب العمل المصرفي العربي، وفتح المجال أمام الخبراء العرب والأجانب لعرض الحلول الممكنة في هذا المجال بهدف تعزيز مسيرة العمل العربي المشترك.
أرسل المشاركون إلى جمهورية مصر العربية، رئيسًا وحكومةً وشعبًا، برقية شكر وتقدير على كرم الضيافة وحسن الاستقبال، متمنين لمصر وشعبها الطيب الاستقرار والازدهار.
عُقد المؤتمر المصرفي العربي السنوي تحت عنوان “انعكاسات التقلبات السياسية على مسار العمل المصرفي”،تحت رعاية محافظ البنك المركزي المصري، طارق حسن عامر، نظمه كل من اتحاد المصارف العربية والبنك المركزي المصري، واتحاد بنوك مصر، شهد حضور 23 دولة عربية وأجنبية.
تحدث خلال الجلسة الافتتاحية محافظ البنك المركزي المصري، طارق حسن عامر، ووزير المالية المصري، الدكتور محمد معيط، والشيخ محمد جراح الصباح، رئيس اتحاد المصارف العربية، والدكتور جوزف طربيه، رئيس الإتحاد الدولي للمصرفيين العرب، ومحمد الأتربي، عضو مجلس إدارة اتحاد بنوك مصر ونائب رئيس اتحاد المصارف العربية، وعدنان يوسف، رئيس جمعية مصارف البحرين، والدكتور محمود محيي الدين، النائب الأول لرئيس البنك الدولي. وشهد حفل افتتاح المؤتمر تكريم محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي، الدكتور أحمد عبدالكريم الخليفي، بجائزة الرؤية القيادية لعام 2019.