التضخم يهدد توقعات الولايات المتحدة للنمو
التضخم يهدد توقعات الولايات المتحدة للنمو
قالت وكالة بلومبيرغ الاقتصادية الإخبارية للأنباء، اليوم 13 مايو إن العام 2024 وحتى الآن لا يسير
كما كان مفترضا بالنسبة للاقتصاد في الولايات المتحدة، حيث إن التضخم ارتفع أكثر من المتوقع، كما أن إنفاق الأسر يشير إلى أنه فقد الزخم.
وشددت بلومبيرغ، في تقرير لها، أن هذه الاتجاهات تمثل خطرا جديدا على توقعات النمو الاقتصادي التي تم تحديثها في مطلع العام
مضيفة أن ذلك يرجع إلى حد كبير إلى وجهة نظر مفادها بأن التباطؤ السريع للتضخم من شأنه أن يساعد في ارتفاع الدخول الحقيقية وانخفاض تكاليف الاقتراض.
وأشارت الوكالة إلى أنه من المقرر صدور تقريرين رئيسيين الأربعاء المقبل، حول أسعار المستهلكين ومبيعات التجزئة واللذين من شأنهما أن يعطيا إشارة إلى مدى خطورة التهديد على التوقعات.
مخاطر سلبية
ونقلت عن نيل دوتا، رئيس قسم الاقتصاد الأمريكي في مركز رينيسانس ماكرو
أنه إذا ظل التضخم ثابتا، فإن ذلك سيؤدي في الواقع إلى مخاطر سلبية كبيرة على توقعات النمو لأن أسواق العمل متباطئة
مضيفا أنه حينها يمكن أن يكون هناك قلق بشأن ما يعنيه ذلك بالنسبة للدخل الحقيقي.
وارتفعت أسعار المستهلكين باستثناء الغذاء والطاقة بوتيرة سنوية 4.5 بالمئة في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2024،
وهي خطوة أعلى من الزيادة السنوية البالغة 3.3 بالمئة في الربع الرابع من العام الماضي.
وفي الوقت نفسه، ارتفعت مبيعات التجزئة بنسبة 0.4 بالمئة فقط في الربع الأول من هذا العام، وفقا لتقديرات بلومبيرغ إيكونوميكس، مقارنة بزيادة قدرها 2.9 بالمئة في نهاية عام 2023.
بيد أن بلومبيرغ ذهبت إلى أنه وبالنسبة لإبريل، فإن الاقتصاديين يتوقعون أن تظهر الأرقام تراجعا في التضخم الشهري إلى وتيرة أكثر انسجاما مع نهاية عام 2023، فيما يتوقعون تباطؤ نمو مبيعات التجزئة.
توقعات التضخم
ورأت بلومبيرغ أنه عادة ما يكون من يخرجون بهذه التوقعات متحفظين في إصلاح توقعاتهم بعد عدد قليل من المفاجآت
مشيرة إلى أن هناك دلائل على أن الشكوك بدأت تتسلل بعد ثلاثة أشهر متتالية من أرقام التضخم الأعلى من المتوقع.
ربما يكون المستهلكون.
ونقلت الوكالة تصريحات لجيروم باول رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي في الولايات المتحدة)، بعد اجتماع السياسة النقدية الأخير للبنك المركزي الأمريكي في الأول من مايو،
حيث أكد المسؤول المصرفي الأمريكي أن مسؤولي البنك المركزي لا يرغبون في التعامل مع بيانات شهر أو شهرين، لكن هذا ربع كامل وأعتقد أنه من المناسب تلقي تلك الإشارة الآن.
وفي ذلك الاجتماع، أبقى مسؤولو بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة عند أعلى مستوى لها منذ أكثر من عقدين.
أسعار الفائدة
ونقلت بلومبيرغ عن اقتصاديين في إس أند بي جلوبال ماركت إنتليجنس التابعة لشركة إس أند بي الأمريكية في تقرير صدر في 9 مايو،
إنهم يجرون تخفيضات طفيفة على تقديراتهم للنمو في عامي 2025 و2026،
وذلك بسبب التأخر في خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي.
وأكدت الوكالة أنه لهذا السبب هناك الكثير من الاعتماد على البيانات المقرر صدورها هذا الأسبوع، خاصة وسط مؤشرات على تباطؤ سوق العمل
مضيفة أن تقرير التوظيف الشهري الذي نشر في 3 مايو أن متوسط الأجر في الساعة ارتفع بنسبة 2.8 بالمئة فقط على أساس سنوي في الأشهر الثلاثة حتى أبريل.
وحول انخفاض إنفاق الأسر، نقلت بلومبيرغ عن تقدير حديث لمجلس الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو، أنه ربما تكون المدخرات الفائضة المتراكمة خلال جائحة كورونا، محركا رئيسيا آخر للإنفاق الاستهلاكي في السنوات الأخيرة، وقد استنفدت أخيرا اعتبارا من مارس.
وأشارت الوكالة إلى أن هناك أسبابا وجيهة للاعتقاد بأن الارتفاع الأخير في التضخم من المتوقع أن يعكس مساره في الأشهر المقبلة،
حيث ذكرت أن أحد الأسباب الرئيسية وراء الأرقام المرتفعة في مؤشر أسعار المستهلك هو التباطؤ الأكثر من المتوقع في وتيرة اعتدال تضخم الإيجارات.
التأمين على السيارات
وأوضحت بلومبيرغ أن العامل الرئيسي الآخر هو ارتفاع تكاليف التأمين على السيارات، والتي يتوقع خبراء الاقتصاد أيضا أن تتباطأ في نهاية المطاف.
وأشارت الوكالة إلى أن المختصين لا يرون أن ارتفاع تكاليف الإسكان والتأمين يعكس زيادة في الطلب الأساسي، مما يعني أنهما لا يهددان بزيادة التضخم بصورة أكبر.
ونقلت /بلومبيرغ/ عن فريق من الاقتصاديين في بنك /مورجان ستانلي/ أنهم لا يرون في ارتفاع التأمين على السيارات دليلا على تغييرات هيكلية تشير إلى تسارع مستدام،
وأضافوا أنهم يعتقدون أن ارتفاع الربحية في القطاع سيجعل شركات التأمين تتجه نحو استراتيجية أكثر تركيزا على النمو، مما يعني انخفاض تضخم التأمين على السيارات في المستقبل.
واعتبرت /بلومبيرغ/ هذا بالأخبار الجيدة للمستهلك. واختتمت تقريرها بتصريح نيل دوتا، رئيس قسم الاقتصاد الأمريكي في “رينيسانس ماكرو” أكد فيه أن هناك حاجة لرؤية أرقام التضخم منخفضة، لأن ذلك سيبهج المستهلك.