الاحتياطي الفيدرالي يقرر مصير أسعار الفائدة اليوم
يواصل الاحتياطي الفيدرالي اليوم الأربعاء اجتماعه الأول لهذا العام لتحديد مصير أسعار الفائدة، في وقت يتوقع فيه الكثيرون أن يبطئ الفيدرالي من وتيرة الخفض في ضوء ترقب تأثيرات السياسات الاقتصادية الجديدة تحت إدارة الرئيس ترامب على الاقتصاد الأمريكي.
تترقب الأسواق المالية في شتى أنحاء العالم قرار الاحتياطي الفيدرالي بشأن سعر الفائدة، حيث سيكون لهذا القرار تأثير بالغ على مسار الدولار وأسواق المال على مستوى العالم.
تحركات الاحتياطي الفيدرالي عادة ما تترك أثراً قوياً على الأسواق المالية، بما في ذلك تحركات العملات، السلع، الأسهم الأمريكية، وأيضًا العملات الرقمية.
وفقًا لاستطلاع أجرته وكالة رويترز، يتوقع عدد من الخبراء أن يحتفظ الفيدرالي بأسعار الفائدة ثابتة حتى يناير 2025، مع احتمالية لبدء خفض الفائدة في مارس القادم.
وتشير التوقعات إلى وجود سيناريوهين رئيسيين لقرارات الفيدرالي القادمة: الأول يتمثل في الإبقاء على الفائدة ثابتة مع إشارات لاحتمال خفض الفائدة في المستقبل إذا استمر التضخم في الانخفاض، وهو ما قد يؤدي إلى ضعف الدولار وارتفاع الذهب والعملات الرقمية مثل البيتكوين.
أما السيناريو الثاني، فيتضمن الإبقاء على الفائدة ثابتة لفترة أطول، مما قد يدعم الدولار ويضغط على أسعار الذهب والعملات الرقمية.
سجل التضخم في مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي 2.9% في ديسمبر، وهو ما يتماشى مع التوقعات، بينما أضاف الاقتصاد الأمريكي 266 ألف وظيفة جديدة في ديسمبر، متجاوزًا التوقعات. رغم ذلك، أظهرت بيانات الإنفاق الاستهلاكي ضعفًا نسبيًا، ما قد يضع الفيدرالي أمام تحديات في اتخاذ قراراته بشأن أسعار الفائدة.
وتتزايد التحديات أمام الفيدرالي، الذي يسعى لتحقيق توازن بين مكافحة التضخم وتعزيز استقرار سوق العمل، بعدما خفض أسعار الفائدة بمقدار 100 نقطة أساس خلال ثلاثة اجتماعات متتالية في نهاية 2024، في مسعى لدعم سوق العمل.
المحللون يتوقعون أن تظل أسعار الفائدة دون تغيير هذا الشهر عند 4.25% – 4.50% في ضوء التضخم المعتدل في ديسمبر مقارنة بمستهدف البنك البالغ 2%، بالإضافة إلى حالة عدم اليقين المتعلقة بتوجهات السياسة الاقتصادية تحت إدارة ترامب.
الأسواق المالية ترى أن هناك احتمالية تتجاوز 99% بأن الفيدرالي سيوقف خفض الفائدة في اجتماع يناير، مع احتمال يقدر بحوالي 70% بعدم إجراء أكثر من تخفيضين هذا العام. فهل سيتبع الفيدرالي هذه التوقعات أم سيباغت الأسواق بقرار مفاجئ؟