23 يوليو نقطة تحول في تاريخ مصر الحديثة
تحتفل مصر اليوم بذكرى ثورة 23 يوليو من أبرز الأحداث التاريخية في التاريخ المصرى ,ويقول التاريخ عن دوافع ومقدمات هذه الثورة أنه على أثرإخفاق مصر والعرب في حرب 1948 تأسس تنظيم الضباط الأحرارفى الجيش بزعامة عبدالناصر، وقد قام بثورة 23 يوليو 1952 وأذيع البيان الأول للثورة، الذي يحمل في مضمونه المبررات الرئيسية للقيام بالثورة، وأطيح بالملك فاروق، وأرغم على التنازل عن العرش لولى عهده الأمير أحمد فؤاد، ومغادرة البلاد في 26 يوليو 1952
كانت انحيازات ثورة 23 يوليو منذ البداية تتجه لتطبيق أحلام الفقراء، ومن بينهم رجال الثورة أنفسهم، وهم شباب الجيش المصرى الممثل في الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ورفاقه، لذلك كانت اختيارات الثورة تدور حول فكرة دعم المطالب الشعبية التي تعود بالحقوق لأصحابها، ومنها فكرة توزيع الأراضى الزراعية على الفلاحين، بالإضافة للاتجاه نحو التصنيع الشامل في كافة المناحى، وهى المصانع التي لازالت حتى الان يستفيد منها المصريون، ثم كان الاتجاه الأقوى نحو فكرة استقلال القرار ودعم موقع مصر التاريخى والجغرافى والذى كان متراجعا قبل ذلك.
وتم تشكيل مجلس وصاية على العرش، لكن إدارة الأمور فعليا كانت في يد قيادة الثورة المشكلة من 13 ضابطا، ثم ألغيت الملكية وأعلنت الجمهورية وحدد الضباط ستة مبادئ قامت عليها ومن أجلها ثورتهم، منها القضاء على الاقطاع، وعلى الاستعمار، وعلى سيطرة رأس المال، وبناء حياة ديمقراطية سليمة، وجيش وطنى، ومما يحسب لهذه الثورة أنها كانت بيضاء كما كان تشكيل الضباط الأحرار في توليفته لا يمثل اتجاها سياسيا واحدا، بل ضم مختلف الاتجاهات السياسية، كما حظيت بتأييد شعبى واسع، وقد اتخذ مجلس قيادة الثورة قرارًا بحل الأحزاب وإلغاء دستور 1923 بعد ستة أشهر من الثورة، وحدد فترة انتقالية مداها ثلاث سنوات يقوم بعدها نظام جمهورى جديد، ومما عجل باندلاع الثورة فوزمرشح الضباط الأحراراللواء محمد نجيب بانتخابات نادى الضباط وخسارة مرشح الملك فاروق فقام الملك بحل مجلس النادى ووقعت مجزرة الإسماعيلية في 25 يناير(عيد الشرطة لاحقا)، ثم حريق القاهرة وصولا إلى تلقى عبدالناصرأخبارا عن نية القصرالقبض على 13 من ضباط التنظيم،فاجتمع الضباط وأقروا الخطة التي وضعها زكريا محيى الدين بتكليف من عبدالناصر ومعاونة عبدالحكيم عامر، وقرروا أن تكون ساعة الصفر الواحدة ليلة الأربعاء 23 يوليو 1952 غير أن خطأ في إبلاغ يوسف صديق، قائد ثان الكتيبة 13، بساعة الصفر أسهم في نجاح الثورة حيث وصل بقواته قبل الموعد المقرر بساعة وسيطر على قيادة القوات المسلحة، واعتقل القيادات التي كانت موجودة فيها، وتم الاستيلاء على الإذاعة والمرافق الحيوية، وبعد نجاح الثورة تم تكليف على ماهر باشا بتشكيل وزارة جديدة بعد استقالة وزارة الهلالى، واتصل الثوار بالسفير الأمريكى لإبلاغ رسالتهم إلى القوات البريطانية بأن الثورة شأن داخلى، وأن كل الأجانب آمنون وبمنأى عما يحدث، تفاديا لتدخل القوات البريطانية لدعم القصر.
واستطاعت ثورة 23 يوليو القضاء على كافة أشكال الاحتلال سواء كان الاحتلال الانجليزي أو احتلال الفساد والإهمال، ومنها على سبيل المثال فكرة الغاء الألقاب والتي كانت عنوانا لتمييز اجتماعى في غاية الخطورة حينها، بالإضافة إلى إجلاء الانجليز من مصر بعد احتلال دام لأكثر من 70 عاما، ثم عملية التأميم و التمصير لكل مؤسسات الدولة الوطنية، وهى كلها قرارات تأسيسية تتماشى مع روح المصريين وطابعهم، الذى يرفض الذل والهوان والانصياع، ولذلك يعد جمال عبد الناصر أيقونة شعبية مازالت توضع صورها في المنازل وترفع في الميادين، و خير مثال ما قاله الرئيس الصربى منذ عدة أيام خلال زيارة الرئيس السيسى لدولة صربيا، حينما أشار بأن شعب دولته يحب جمال عبد الناصر.