هل الولايات المتحدة أمام أزمة؟
هل الولايات المتحدة أمام أزمة؟
أدى الإغلاق المفاجئ لشركة “سيلفرغيت كابيتال كورب”
وتسارع “بنك سيلكون فالي” (إس في بي) لجمع الأموال، إلى تراجع أسهم البنوك الأميركية.
وأثار ذلك تساؤلاً في أروقة الصناعة وهو: هل يمكن أن تكون هذه بداية لمشكلة أكبر بكثير؟
المشكلة في كلا المقرضيّن اللذين كانا في السابق من أكثر المصارف نجاحاً في كاليفورنيا، كانت في أعمالهما المتقلبة التي كانت تعتمد على المودعين الذين يجنون الأموال بسرعة.
لكن كان هناك صدع أدنى تلك المشكلة يمتد إلى جميع القطاعات المالية،
إذ ترك ارتفاع أسعار الفائدة البنوك مثقلة بالسندات منخفضة الفائدة التي لا يمكن بيعها على عجل بدون خسائر.
لذلك إذا قام عدد كبير جداً من العملاء بطلب ودائعهم في وقت واحد، فقد يؤدي ذلك إلى حدوث حلقة مفرغة من الأزمات.
هل الولايات المتحدة أمام أزمة؟
يتساءل عالم الاستثمار، عن البنك التالي.
قال جينس نوردفيج، مؤسس تحليلات السوق وشركات استخبارات البيانات “اكسانتا داتا أند ماركت ريدر” (Exante Data and Market Reader):
“أتلقى الكثير من الأسئلة حول هذا الأمر من عملائي”.
وسط عمليات سحب الودائع من “بنك سيلكون فالي”، حث الرئيس التنفيذي العملاء يوم الخميس على “التزام الهدوء”.
قد لا تكون هناك مخاطر مباشرة تواجه العديد من البنوك، وفق المحللين، لكن الأزمة قد تظل مؤلمة.
فبدلاً من مواجهة موجة كبيرة من استقبال الودائع، ستضطر البنوك إلى التنافس بقوة أكبر لتقديم معدلات فائدة أعلى للمدخرين.
وهذا من شأنه أن يقوض ما تكسبه البنوك من عمليات الإقراض، ويقلل من الأرباح.
البنوك الصغيرة والمتوسطة الحجم، التي عادة ما يكون التمويل لديها أقل تنوعاً،
قد تتعرض لضغط خاص، مما يجبرها على جمع سيولة عبر بيع المزيد من الأسهم الأمر الذي يخفض من حصص المستثمرين الحاليين.
غيض من فيض
“بنك سيلكون فالي هو مجرد غيض من فيض”،
وفق كريستوفر والين، رئيس مجلس إدارة شركة الاستشارات المالية “والين غلوبال أدفيزورز” (Whalen Global Advisors).
لمزيد من الأخبار حول العقوبات الاقتصادية أضغط هنا…
وقال: “أنا لست قلقاً بشأن اللاعبين الكبار، لكن الكثير من الصغار سيتعرضون لركلات رهيبة”. “سيضطر العديد منهم رفع رأس المال”.
تراجعت البنوك بمؤشر “إس أند بي 500” الذي يتتبع الشركات الأميركية الكبرى يوم الخميس، مما أدى إلى انخفاض المؤشر بنسبة 4.1%
وهو أسوأ أداء يومي للمؤشر منذ منتصف 2020. وهوى سهم “بنك سيليكون فالي” ومقره سانتا كلارا بنسبة 60%
بينما انخفض سهم “فيرست ريبابلك بنك” (First Republic Bank) ومقره سان فرانسيسكو بنسبة 17%.
انخفض مؤشر إس أند بي الآخر الذي يتتبع الشركات متوسطة الحجم بنسبة 4.7%.
وكان أسوأ أداء به “باك ويست بانكورب” (PacWest Bancorp) ومقره بيفرلي هيلز، بعد انخفاضه 25%.
أسهم البنوك
من المفارقات أن العديد من مستثمري الأسهم اتجهوا نحو أسهم البنوك لتفادي تأثير ارتفاع أسعار الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي على الاقتصاد،
وراهنوا على أنها ستمهد الطريق للمقرضين لكسب المزيد. بالنسبة لهم، كان هذا الأسبوع بمثابة صدمة.
بينما كانت التكلفة المتزايدة للودائع معروفة من قبل والضغوط الناتجة عنها كانت ملموسة، إلا أن السوق فجأة تيقن لهذا الأمر بعد اتجاه “بنك سيليكون فالي” لزيادة رأسماله، بحسب كريس ماريناك، المحلل في “جاني مونتغمري سكوت”.