ماذا حدث في سوق النفط خلال يناير 2021؟

عانت دول الخليج، والدول المصدره للنفط من صعوبات خلال العام الماضي نتيجة لتراجع أسعار النفط، وأثار فيروس كورونا

والذي أوقف الحركة تماما في كثير من دول العالم، إلا أن المتابع لسوق النفط خلال الشهر الماضي سيجد أن الأمل عاد من جديد.

أقرأ المزيد :  “المركزي الإماراتي” يعدل توقعاته للاقتصاد غير النفطي بنمو 3.6%

فقد ارتفع النفط لأعلى مستوياته في 13 شهرا الماضية، ووصل لأعلى من 60 دولار للبرميل، وسط قلق شديد من تجدد أواجاع كوفيد 19.

قال تقرير كامكو انفست حول أداء أسواق النقط العالمية خلال فبراير 2021 أن أسعار النفط حصلت على دفعة قوية في فبراير 2021 على خلفية تزايد شده المقومات الاساسية

مما أدى إلى تسجيل نمو لأطول فترة متواصلة منذ عامين.

امدادات المنتجي

وكانت المكاسب مدفوعة بتقليص امدادات المنتجين في كافة أنحاء العالم إلى جانب انخفاض المخزونات

بالإضافة إلى تحسن آفاق الطلب حيث انخفضت حالات الإصابة بفيروس كوفيد -19

إضافة الى توقعات بأن ترتفع معدلات تلقي اللقاح في المدى القريب. 

واستمر انخفاض درجات الحرارة في نصف الكرة الشمالي على مدى الأسابيع القليلة الماضية مما أدى إلى زيادة الطلب على زيت التدفئة.

من جهة أخرى أدى ضعف الدولار الأمريكي وانخفاض المخزونات الأمريكية إلى دعم الأسعار بشكل أكبر من المتوقع.

أقرأ المزيد ما الذي يضغط على أسعار النفط؟ وما المُتوقع في المستقبل؟

اتجاه أسعار النفط منذ بداية العام

 المصدر: بلومبرج، إدارة معلومات الطاقة

وأوضح التقرير أن التفاوت في عدد حالات الإصابة بفيروس كوفيد-19 على مستوى العالم

 وتراجع عدد الحالات منذ الأسبوع الأول من فبراير 2021 لم يؤدي إلى خفض التدابير الاحترازية خاصة تلك المتعلقة بالسفر للخارج مما أثر على الطلب على وقود الطائرات

 وتزايدت معدلات السفر الداخلي مما انعكس على تزايد حركة المرور في المدن الصينية.

وأظهرت اتجاهات مبيعات الوقود في المملكة المتحدة تأثيراً هامشياً فقط لعمليات الإغلاق التي تم تطبيقها مؤخراً.

أما في الولايات المتحدة، وصل ارتفاع الطلب على وقود الديزل وزيت التدفئة إلى أعلى مستوياته في 14 عاماً، وفقاً لتقرير وكالة بلومبرج.

أقرأ المزيد عشرة دول من الأوبك من أصل 13 ترفع إنتاجها من النفط

الطلب والعرض

وعلى صعيد الطلب، أدى تحسن آفاق النمو الاقتصادي للفترة المتبقية من العام إلى تعزيز معنويات التفاؤل.

إذ تم تعديل تقديرات أسعار النفط ليصل في المتوسط إلى 53.6 دولار أمريكي للبرميل

وشهدت مشتريات الصين النفطية زيادة هائلة على أساس شهري في يناير 2021 على خلفية ارتفاع طلب المصافي.

ويتوقع أن تشهد الهند اتجاهاً مماثلاً وأن يصل الطلب إلى مستويات ما قبل الجائحة عند صدور بياناتها الخاصة بواردات النفط لشهر يناير 2021.

نمو طلب الهند

توقعت وكالة الطاقة الدولية الضوء تزايد نمو طلب الهند على النفط على المدى الطويل لتصبح بذلك المساهم الأكبر تجاه نمو الطلب على الطاقة خلال العقدين المقبلين.

أما على صعيد العرض، ظل إنتاج النفط الخام الأمريكي مرتفعاً

إلا انه استقر عند مستوى 11 مليون برميل يومياً خلال الأسبوع الماضي وذلك على الرغم من استمرار تزايد عدد منصات الحفر النفطي في الولايات المتحدة على مدار 11 أسبوعاً متتالياً.

ويتوقع خلال النصف الأول من عام 2021، أن يقابل زيادة إنتاج الآبار المحفورة حديثاً تراجع إنتاجية الآبار الموجودة بالفعل.

كما أن اللوائح الجديدة المتوقع تطبيقها في الولايات المتحدة

والتي تهدف إلى التحول إلى الطاقة النظيفة يتم الترويج لها لتقييد تطوير حقول النفط والغاز الجديدة في الولايات المتحدة.

أقرأ المزيد باركليز يرفع توقعاته لسعر النفط في 2020

وأظهرت تقديرات إنتاج النفط في أحدث تقرير عن توقعات الطاقة قصير الأجل الصادر عن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية

أن إنتاج النفط في الولايات المتحدة في عامي  2021  و2022 سيظل أقل من مستويات العام 2019

اذ يتوقع أن يصل إلى 11.0 مليون برميل يومياً و 11.5 مليون برميل يوميا،ً على التوالي.

إلا ان وكالة الطاقة الدولية حذرت في تقريرها الشهري من أن رؤية الانتعاش الفعلي نتيجة لارتفاع الأسعار سيكون من نصيب أجهزة الحفر في حوض بيرميان وذلك من خلال زيادة الإنتاج.

وأضافت وكالة الطاقة الدولية أن كندا أعادت بالفعل احياء طاقتها الإنتاجية المتوقفة وتقوم بضخ النفط بمستويات قياسية.

من جهة أخرى، واصل أعضاء تحالف الأوبك وحلفائها تشديد قيود الإنتاج وفرضت السعودية تخفيضات إضافية حتى الشهر المقبل.

أقرأ المزيد أسعار النفط متقلبة .. وكورونا والإمدادات يحددان المكاسب المستقبلية

الاتجاهات الشهرية

 وصلت أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها المسجلة في 13 شهراً في منتصف فبراير 2021 بعد تسجيلها نمواً متواصلاً لأطول فترة منذ عامين

والذي شهد تجاوز أسعار الخامات العالمية القياسية أكثر من 60 دولار أمريكي للبرميل للمرة الأولى منذ يناير 2020.

وارتفعت أسعار العقود الآجلة لمزيج خام برنت بنسبة 19 في المائة تقريباً منذ بداية العام مدفوعة بآمال الانتعاش الاقتصادي على المدى القريب

مما قد يساهم في تعزيز الطلب على النفط. كما دعم الاعلان عن حزم الدعم الاقتصادي المتوقعة في الولايات المتحدة وأوروبا من احتمالات زيادة الطلب.

ويتوقع تحسن الطلب على البنزين خلال الأشهر المقبلة مع اقتراب موسم القيادة الصيفي

كما يتوقع أن ينطلق سائقو السيارات في الطرق بعد هدوء موسم القيادة خلال العام الماضي.

وانعكس ارتفاع الطلب أيضاً في استمرار عمليات السحب من مخزونات الخام الأمريكية

مما أدى إلى انخفاض تراكمي قدره 24.5 مليون برميل خلال الأسابيع الستة الماضية المنتهية في 5 فبراير 2021.

الطاقة الأمريكية

ودفعت الاتجاهات الأخيرة إدارة معلومات الطاقة الأمريكية إلى رفع توقعاتها لأسعار مزيج خام برنت لعامي 2021 و2022،

إذ قامت برفع متوسط الاسعار الفورية لمزيج خام برنت للعام 2021 إلى 53.2 دولار امريكي للبرميل

مقابل 52.7 دولار أمريكي للبرميل في توقعاتها السابقة

بينما من المتوقع أن يصل متوسط أسعار العام 2022 إلى 55.19 دولار أمريكي للبرميل مقابل 53.44 دولار أمريكي للبرميل في توقعاتها السابقة.

في حين بلغ متوسط أسعار خام الأوبك 54.4 دولار للبرميل في شهر يناير 2021

مرتفعاً بنسبة 10.6 في المائة. في حين كان نمو متوسط أسعار العقود الفورية لمزيج خام برنت هامشياً

إذ بلغت نسبته 11.1 في المائة، ليصل بذلك متوسط السعر إلى 54.7 دولار أمريكي للبرميل

في حين بلغ متوسط سعر خام التصدير الكويتي 54.8  دولار أمريكي للبرميل بزيادة شهرية قدرها 11.1 في المائة.

الولايات المتحدة

وظلت اتجاهات الإصابة بفيروس كوفيد-19 متباينة عبر الدول المختلفة.

وشهدت حالات الاصابة الجديدة انخفاضاً حاداً في الولايات المتحدة حيث وصلت إلى أقل من 100 ألف حالة يومياً الأسبوع الماضي.

وفي أوروبا أيضاً انخفض عدد حالات الإصابة منذ بداية الشهر الحالي.

أما في آسيا، ظل ظهور الحالات الجديدة في الهند ضعيفاً على مدار الأسابيع القليلة الماضية مما أدى إلى انخفاض عدد الحالات بشكل كبير في المنطقة

بينما في دول مجلس التعاون الخليجي، شهدت حالات الإصابة ارتفاعاً حاداً وصل إلى أكثر من 6 آلاف حالة يومياً.

وفي ذات الوقت، فرضت الصين قيوداً على السفر خلال موسم العطلات وخفضت عدد الرحلات بنسبة 20 في المائة تقريباً.

واتبعت بعض المناطق الأخرى نفس الاتجاه وقامت بإلغاء حوالي 3,300 رحلة سفر مخططة لشهر مارس 2021.

أقرأ المزيد ضعف الطلب يعرقل ارتفاع أسعار النفط  بسبب كوفيد-19

وجاءت الخطوط الجوية البريطانية وراين أير في صدارة شركات الطيران من حيث إلغاء أعلى عدد من الرحلات

والذي وصل إلى حوالي 85 في المائة في الربع الأول من العام 2021 وحوالي 95 في المائة في فبراير 2021.

إلا انه تم تخفيف تخفيض عدد الرحلات للفترة المتبقية من العام ولكنها تظل أعلى بكثير من نسبة 30 في المائة حتى في أفضل السيناريوهات. 

الطلب على النفط

تم تعديل توقعات الطلب العالمي على النفط للعام 2020 وخفضها هامشياً بمقدار 0.03 مليون برميل يومياً في أحدث تقرير شهري صادر عن منظمة الأوبك.

ويتوقع أن ينخفض الطلب بمقدار 9.7 مليون برميل يومياً خلال العام ليصل في المتوسط إلى 90.3 مليون برميل يومياً.

وتعكس تلك المراجعة تحسن بيانات طلب الهند على النفط بوتيرة أفضل من المتوقع في الربع الرابع من العام 2020

وهو الأمر الذي قابله استهلاك أضعف من المتوقع في الدول الأمريكية التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.

أقرأ المزيد إمدادات النفط العالمية تصل لأدني مستوي منذ تسعة أعوام

وتم تعديل توقعات الطلب لدول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بمقدار 0.1 مليون برميل يومياً بتراجع قدره 5.7 مليون برميل يومياً.

كما تم خفض الطلب للدول غير التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بمقدار 0.1 مليون برميل يومياً إلى 4.1 مليون برميل يومياً في العام 2020.

وتم خفض توقعات العام 2021 بمقدار 0.1 مليون برميل يومياً

ومن المتوقع الآن أن يرتفع الطلب على النفط بمقدار 5.8 مليون برميل يومياً ليصل المتوسط إلى 96.1 مليون برميل يومياً.

وتم تعديل توقعات العام 2021 بصفة رئيسية لبيانات الطلب الخاصة بمنطقة منظمة التعاون الاقتصادي

والتنمية نتيجة لعمليات الإغلاق والقيود المفروضة في العديد من الدول مما أدى إلى خفض توقعات الطلب في النصف الأول من العام 2021.

ويتوقع أن تشهد فئة وقود النقل أعلى معدل تراجع خلال النصف الأول من العام 2021. من جهة أخرى

من المتوقع أن يؤدي تحسن النمو الاقتصادي بدعم من برامج التحفيز المالي إلى ارتفاع الطلب خلال النصف الثاني من العام 2021.

أما من حيث فئات المنتجات النفطية المختلفة، من المتوقع أن يشهد الوقود الصناعي طلباً أعلى خلال النصف الثاني من العام 2021.

الإنتاج العالمي

استمر نمو انتاج العالم من السوائل النفطية في يناير 2021 بزيادة شهرية قدرها 0.43 مليون برميل يومياً ووصل في المتوسط إلى 93.12 مليون برميل يومياً.

وتعكس تلك الزيادة نمو إنتاج كل من الدول التابعة وغير التابعة لمنظمة الأوبك.

وزاد منتجو الأوبك الإنتاج بمقدار 0.18 مليون برميل يوميا خلال الشهر فيما يعزى بصفة رئيسية إلى زيادة إنتاج معظم دول المجموعة.

أقرأ المزيد : عودة الحياة الاقتصادية بعد كورونا ينعش أسعار النفط

كما زاد المنتجون من خارج الأوبك إنتاجهم بمقدار 0.25 مليون برميل يومياً

ليصل في المتوسط إلى 67.62 مليون برميل يومياً خلال الشهر نتيجة لزيادة إنتاج الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.

وأدى زيادة إنتاج الأوبك إلى ارتفاع حصتها السوقية بنسبة 0.1 في المائة لتصل إلى 27.4 في المائة.

وتم تعديل توقعات إمدادات النفط من خارج الأوبك للعام 2020 بمقدار 0.05 مليون برميل يومياً في أحدث تقرير شهري لمنظمة الأوبك.

وتشير التقديرات الآن إلى تقلص العرض بمقدار 2.54 مليون برميل يومياً ليصل في المتوسط إلى 62.66 مليون برميل يومياً خلال العام.

وعكس خفض توقعات المعروض النفطي تراجع انتاج كلا من البرازيل وتايلاند بمستويات فاقت التوقعات خلال الربع الرابع من العام 2020

والذي قابله جزئياً ارتفاع الإنتاج الكندي.

كما تم خفض توقعات العرض للعام 2021 بمقدار 0.17 مليون برميل يومياً.

أقرأ المزيد : “موديز” كورونا وتراجع النفط يؤثران على إيرادات البنوك الخليجية

ويتوقع نمو العرض من الدول غير الأعضاء بالأوبك بمقدار 0.67 مليون برميل يومياً ليصل في المتوسط إلى 63.33 مليون برميل يومياً.

وعكست تلك المراجعة انخفاض امدادات كل من الولايات المتحدة الأمريكية ومناطق آسيا الأخرى

والذي قابله جزئياً ارتفاع العرض المتوقع من كندا.

انتاج الأوبك

استمر تزايد إنتاج الأوبك للشهر الرابع على التوالي في يناير 2021 ليصل إلى 25.67 مليون برميل يومياً

وفقاً للبيانات الصادرة عن وكالة بلومبرج، أي بزيادة قدرها 190 ألف برميل يومياً.

وأظهرت بيانات الإنتاج من مصادر الأوبك الثانوية زيادة شهرية مماثلة بلغت 181 ألف برميل يومياً.

وقام اغلبية أعضاء المجموعة بزيادة إنتاجهم خلال الشهر

حيث أضافت السعودية 120 ألف برميل يومياً ليصل بذلك متوسط معدل الإنتاج إلى 9.12 مليون برميل يومياً.

وكانت زيادة إنتاج الإمارات والكويت وإيران ملحوظة أيضاً مما أدى إلى زيادة تراكمية قدرها 180 ألف برميل يومياً خلال الشهر. من جهة أخرى

سجلت نيجيريا وليبيا انخفاضاً ملحوظا في الإنتاج خلال الشهر بمقدار 50 ألف برميل يومياً لكلا منهما مما قلل جزئياً مستوى النمو الإجمالي للإنتاج.

إلا انه على الرغم من زيادة إنتاج الأوبك ظلت مستويات الامتثال الإجمالية للحصص المقررة وفقاً لاتفاقية الأوبك

وحلفائها قوية عند مستوى 103 في المائة.

ويعزى تخطى معدلات الامتثال القصوى إلى قيام نيجيريا بتعميق خفض انتاجها بمقدار 151 ألف برميل يومياً عن مستوى حصة الخفض المقررة وفقاً لوكالة بلومبرج.

كما خفض منتجو الأوبك انتاجهم بمقدار 319 ألف برميل

إضافية يومياً مما ساهم في تعويض عدم امتثال المنتجين من خارج الأوبك بمعدل قارب 104 ألف برميل يومياً.

حصص الدول الأعضاء في الأوبك من الانتاج النفطي لشهر يناير 2021 – (مليون برميل يومياً)

وفي ظل ارتفاع أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها المسجلة في 13 شهراً

يتوقع المراقبون ان يطرأ تغييرات على حصص خفض الإنتاج المقررة حالياً وفقاً لاتفاقية الأوبك وحلفائها.

إلا ان وزير النفط العراقي صرح أنه من غير المرجح أن تغير المنظمة سياستها في الاجتماع المقبل المقرر عقده في بداية مارس 2021

وستحافظ على استقرار إنتاج المجموعة بخفض وقدره 8.1 مليون برميل يومياً.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى