عملة «البيتكوين» تقفز %200 فى عام الكورونا

طالب البنك المركزى الأوروبى فى دراسة حديثة نشرها مؤخراً البنوك المركزية فى العالم، بإصدار عملات مشفرة مثل اليورو الديجيتال بأسرع ما يمكن، وسط انتشار العملات المشفرة مثل البيتكوين الذى قفز الأسبوع الماضى بأكثر من %15 ليصل إلى 19 ألف دولار، لأول مرة منذ حوالى 3 سنوات.

وذكرت وكالة رويترز أن العديد من المحللين فى الأسواق المالية يتوقعون ارتفاع البيتكوين إلى 20 ألف دولار خلال العام المقبل، مع تفاقم وباء فيروس كورونا ليتفوق على  أعلى مستوى بلغه فى تاريخه عندما وصل إلى 19 ألفاً و511 دولاراً فى ديسمبر 2017.

وارتفع البيتكوين الأسبوع الماضى بحوالى 875 دولار، ليصل إجمالى مكاسبه هذا العام بسبب وباء كورونا إلى حوالى %200 ليثير ذكريات ارتفاعه فى عام 2017 عندما قفز بحوالى %1375 ليقترب من حاجز 20 ألف دولار، ولكنه هوى بنسبة %70 خلال العام التالى مباشرة.

ويرى دينيس فينوكوروف، رئيس قسم البحوث بشركة بيكوانت فى لندن، أن ارتفاع العملات الديجيتال سوف يستمر فى المستقبل القريب على الأقل لتقفز إلى مستويات قياسية، بعد أن وصل البيتكوين حالياً إلى المستوى المرتفع لأول مرة قبل انفجار فقاعة هذه العملات منذ حوالى 3 سنوات.

وأكد عشاق العملات المشفرة على إقبال العديد من المؤسسات والشركات العالمية على استخدامها، مثل بيبال هولدينج التى قررت فى شهر أكتوبر الماضى السماح لعملائها بالتعامل بها، ما جعل البيتكوين يقفز فى ذلك الوقت لأعلى من 13 ألف دولار، لأول مرة منذ أكثر من عام.

ويرى الباحثون ماسيمو ماينسو، وأرنو ميهل، وليفيو ستراكا، الذين أشرفوا على هذه الدراسة، أن أى بلد ليس بها عملات ديجيتال قد تفقد السيطرة على سياستها النقدية بسبب اضطرارها للاستجابة برد فعل قوى أمام التداعيات الناجمة عن الصدمات المالية التى تحدث فى الدول التى تستخدم هذه العملات المشفرة.

 ويتوقع الباحثون أن تكون التداعيات العالمية التى تنتشر على مستوى العالم عند حدوث صدمات فى أسعار العملات الديجيتال تأثيرها أكبر فى الاقتصادات المفتوحة، لأنها عملات تتميز بصفات جذابة، ومنها أنها تشبه الأصول، وفى نفس الوقت تشبه السيولة النقدية.

وأكد الباحثون فى دراسة البنك المركزى الأوروبى، أن إصدار العملات المشفرة فى أقرب فرصة سيكون مفيداً للبنك الذى سيصدرها، والذى سيحظى بمميزات الإصدار المبكر والتدفق على شرائها، وبالتالى التفوق على نظرائه من البنوك التى ستصدر عملات ديجيتال بعد ذلك.

وأوضحت الدراسة أن بنك الشعب الصينى (البنك المركزى) يجرى حالياً اختبارات استرشادية مع المستهلكين على هذا النوع من العملات، واستخدام أول عملة رقمية فى 4 مدن خلال العام الجارى.

وأكدت كريستين لاجارد، رئيسة البنك المركزى الأوروبى، أنها ليست فى عجلة لإصدار عملات ديجيتال فى أقرب وقت، لكنها تعتقد أنه سيتم إصدار عملة ديجيتال فى غضون سنوات قليلة، خاصة أنها أعلنت أمام البرلمان الأوروبى فى نهاية الأسبوع الماضى أن وباء فيروس كورونا جعل المستهلكين فى العديد من دول أوروبا يتجهون للمدفوعات الإلكترونية.

وكان البنك المركزى الأوروبى أعلن فى بداية الشهر الماضى عن خطة لدراسة الاستعداد لإصدار عملة يورو رقمية، بجانب منظومة المدفوعات النقدية والإلكترونية فى حالة ظهور ضرورة لتنفيذ ذلك، وقال إن اليورو الرقمى قد لا يكون مجرد بديل لسداد مدفوعات التجزئة، بل سيكون ضرورياً فى سيناريوهات أخرى، مثل الحالات التى ينخفض فيها استخدام النقد، أو عندما لا تتوفر وسائل الدفع النقدى، أو يكون استخدام الأموال فى البنوك غير متوفر.

ولاحظت كريستين لاجارد أن الأوروبيين يتجهون بشكل متزايد إلى التكنولوجيا الرقمية من حيث طرق الإنفاق والادخار والاستثمار، ولذلك بدأت تهتم بتأمين الثقة فى طرق استخدام الأموال، ما يعنى التأكد من أن اليورو الديجيتال مناسب للعصر، وذلك من خلال الاستعداد لاصداره إذا دعت الحاجة، أو فى المستقبل القريب.

وحدد البنك المركزى الأوروبي السيناريوهات المحتملة التى تتطلب إصدار يورو رقمى، ومنها زيادة الطلب على المدفوعات الإلكترونية التى تخلق حاجة أكبر إلى وسيلة دفع رقمية خالية من المخاطر، وحدوث انخفاض حاد آخر فى استخدام النقد، ما قد يترك بعض الأشخاص غير قادرين على الوصول إلى السيولة النقدية.

ويجب أن يتميز اليورو الرقمى بالمحافظة على الصالح العام الذى يوفره اليورو للمواطنين، ولاسيما الوصول المجانى إلى وسيلة دفع بسيطة ومقبولة عالمياً وخالية من المخاطر وموثوق بها، كما جاء فى دراسة البنك الأوروبى الذى يحذر أيضاً من بعض التحديات، ولكن باتباع الاستراتيجيات المناسبة فى تصميم اليورو الرقمى يمكن للنظام الأوروبى التغلب عليها ومعالجتها، علاوة على أن واضعى السياسات النقدية فى منطقة اليورو سيقررون بحلول منتصف العام المقبل ما إذا كان البنك سيصدر عملات مشفرة من عدمه.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى