صناعة التأمين في عيون صندوق النقد
صناعة التأمين في عيون صندوق النقد
قال الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله الحميدي المدير العام رئيس مجلس إدارة صندوق النقد العربي،
أن صناعة التأمين تلعب دوراً حاسماً في دعم استراتيجيات التكيّف والتخفيف للحد من تأثير تغيّرات المناخ على المجتمعات والاقتصادات، بصفتها لاعباً رئيساً في إدارة المخاطر.
وأضاف في كلمته الافتتاحية باجتماع هيئات الإشراف على التأمين في الدول العربية
حول “تداعيات تغيّرات المناخ على صناعة التأمين في المنطقة العربية: استراتيجيات التكيّف والتخفيف”،
أن صناعة التأمين تتطلب تطوير منتجات وخدمات مبتكرة لمساعدة الأفراد والشركات والحكومات في التعامل مع تأثير تغيّرات المناخ وتقليل بصمتهم الكربونية.
نماذج المخاطر
وأوضح انه لتحقيق ذلك لابد من توفر مزيجٍ من نماذج المخاطر وتحليلات البيانات واستراتيجيات الاستثمار المستدام التي تدعم الانتقال إلى اقتصاد منخفض الكربون،
كما يتعين على صناعة التأمين أن تعمل بشكل تعاوني مع أصحاب المصلحة الآخرين لتطوير استراتيجيات فعّالة للتكيف والتخفيف يمكن أن تساعد في تقليل تأثير تغيّرات المناخ ودعم النمو الاقتصادي المستدام.
وأضاف أن المنطقة العربية تتوفر فيها إمكانات معتبرة في مجال التأمين، وبالتحديد في مجال التأمين المستدام،
وتعمل السلطات الاشرافية في الدول العربية على توجيه قطاع التأمين نحو الاستدامة بما يساهم في تعزيز الاستقرار المالي
وتعبئة المدخرات وتنميتها لتمويل التنمية المستدامة، إضافة إلى أثر ذلك في تقوية دور قطاع التأمين في توفير الحماية للأفراد والممتلكات، لا سيّما في ظل التحول الرقمي.
أهم التحديّات
لمزيد من الأخبار عن أسعار الذهب أضعط هنا …
وأكد أن العالم يشهد تغيّرات مناخية متلاحقة، نجم عنها مخاطر ذات أبعاد بيئية ومجتمعية واقتصادية،
وأصبحت هذه المخاطر أحد أهم التحديّات التي تواجهنا اليوم، مما يتطلب العمل الجماعي للتخفيف من تأثيرها على اقتصاداتنا ومجتمعاتنا وبيئتنا،
مشيراً إلى أنّ مخاطر التغيّرات المناخية التي يتعرّض لها القطاع المالي، تنشأ عنها خسائر كبيرة، إلا أنها في الوقت نفسه قد توفّر فرصاً كبيرةً أيضاً.
وتابع: “تشمل المخاطر الرئيسة تلك الأصول المتعثرة وفقدان الموجودات، في حين يمكن أن تنشأ الفرص من دعم الانتقال إلى عالم مستدام ومنخفض الكربون، مثل الاستثمار في المنتجات الصديقة للبيئة، أو ابتكار منتجات لإدارة مخاطر تغيّرات المناخ،
وبالتالي فإن قطاع التأمين لديه فرصاً كبيرةً اليوم لتطوير حلول، ومنتجات مبتكرة
لتقليل الخسائر المرتبطة بتغيّرات المناخ للمستهلكين والحكومات على حدٍّ سواء”.
الدول العربية
وبيّن الدكتور الحميدي، أن الدول العربية ملتزمة بمواجهة تحديّات تغيّرات المناخ
حيث أنشأت هيئات، وأطراً، ومبادرات متعددة للتكيف مع تغيّرات المناخ وفق قطاعات متعددة،
منوهاً في هذا السياق بإستضافة المنطقة العربية للمؤتمر السابع والعشرين للأطراف
في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّرات المناخ (COP27) بجمهورية مصر العربية،
والمؤتمر الثامن والعشرين خلال العام الجاري (COP28) في دولة الإمارات العربية المتحدة،
إضافةً للعديد من المبادرات التي أطلقتها السلطات بالدول العربية،
مثل مبادرة الاقتصاد الدائري للكربون، ومبادرة الشرق الأوسط الأخضر، وغيرها من المبادرات.
اقرأ أيضاً: أخبار حول التمويل العقاري أضغط هنا…
وأشار إلى أن صندوق النقد العربي يعمل بشكل وثيق مع دوله الأعضاء وشركائه لتعزيز التنمية المستدامة والشمول المالي والقدرة على التكيف مع تغيّرات المناخ في المنطقة،
وهو مدرك أن صناعة التأمين هي شريك رئيس في تحقيق هذه الأهداف، وملتزم بدعم جهودها للتكيف والابتكار في مواجهة مخاطر تغيّرات المناخ،
حيث يعمل الصندوق على تنظيم العديد من الورش التدريبيّة، وإعداد الدّراسات والبحوث المتخصِّصة في الموضوع،
والأدلّة الإرشاديّة بالتعاون مع الجهات المعنية في الدول العربيّة، والهيئات والمؤسّسات الماليّة الدوليّة.
وأكد صندوق النقد العربي على توسيع تعاونه وبناء شراكات
مع جميع الأطر والمؤسسات الإقليمية والدولية للعمل معاً في سبيل تعزيز فرص التعاون
والتنسيق على مستوى السلطات الرقابية والإشرافية،
نحو تعزيز استراتيجيات التكيّف والتخفيف لصناعة التأمين مع تغيّرات المناخ
في المنطقة العربية بما يساهم في تحقيق التنمية المستدامة في دولنا العربية.