صدمة عالمية: انهيار اتفاقية الحبوب وتوقعات الفائدة
صدمة عالمية: انهيار اتفاقية الحبوب وتوقعات الفائدة
يتعرض العالم لصدمة جديدة بسبب انهيار اتفاقية الحبوب وخروج روسيا من اتفاقية الحبوب عبر البحر الأسود
هذه الاتفاقية التي ساهمت في خفض أسعار السلع الغذائية الرئيسية خلال الفترة الماضية، والتي تمت بمساع أممية وتركيا
ويدور الكثير من التساؤلات حول انهيار الاتفاقية وتأثيرها على العالم وعلى الدول العربية
وتوقعات أسعار الفائدة على المستوى العالمي وفي المنطقة العربية ومصر
وقال الدكتور محمد العجمي على قناة صباح البنوك إن العالم سيشهد موجة من التضخم
قد تدفع البنوك المركزية العالمية والمحلية إلى رفع أسعار الفائدة لمواجهة التضخم.
وتناول العجمي على القناة الرد على عدد من التساؤلات التي تشغل الشارع العربي وهي:
ما هي مبادرة حبوب البحر الأسود؟
مبادرة هدفها النقل الآمن للحبوب والمواد الغذائية من المواني الأوكرانية
وتم توقيعها في 22 يوليو 2022 بتركيا برعاية الأمم المتحدة وتركيا وقد بدأت الحرب 23 فبراير 2022
والهدف من الاتفاقية هو وصول الأغذية والأسمدة الروسية إلى الأسواق العالمية، واستقرار أسعار المواد الغذائية المتصاعدة، ومحاربة المجاعة
وتسمح المبادرة بتصدير الأغذية التجارية والأسمدة من ثلاث مواني أوكرانية رئيسية في البحر الأسود (أوديسا – تشورنومورسك – يوجني أو بيفديني
ما خطورة خروج روسيا من الاتفاقية؟
سيؤدي خروج روسيا من الاتفاقية إلى حدوث ارتفاع كبير في الأسعار، خاصة أن الاتفاقية ساهمة في مد العالم بما يقترب من 33 مليون طن من الحبوب.
قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، آدم هودج، في بيان:
قرار روسيا تعليق المشاركة في مبادرة حبوب البحر الأسود سيزيد من انعدام الأمن الغذائي سوءا ويلحق الضرر بملايين الأشخاص المعرضين للخطر في جميع أنحاء العالم”.
أكد صندوق النقد الدولي أن انسحاب روسيا من اتفاق تصدير الحبوب من أوكرانيا عبر البحر الأسود سيؤدي إلى تفاقم أزمة الأمن الغذائي العالمي ويهدد بزيادة تضخم أسعار الغذاء العالمية
وقد قفزت العقود الآجلة للقمح في مجلس شيكاغو للتجارة بنسبة 2.7 % إلى 6.80 دولارات للبوشل وارتفعت العقود الآجلة للذرة بنسبة 0.94 % لتصل إلى 5.11 دولارات للبوشل
ويخشى التجار من أزمة وشيكة في المعروض من المواد الغذائية الأساسية.
ما أهمية اتفاقية الحبوب؟
اتفاقية الحبوب من أوكرانيا عبر البحر الأسود ساهمت في تصدير ما يقرب من 33 مليون طن من المواد الغذائية عبر المواني الأوكرانية
كما أنها ساهمت في خفض أسعار القمح حاليا بنسبة 54 % عن أعلى مستوى سجلته على الإطلاق في مارس 2022 بعد الحرب
وخفض أسعار الذرة بنسبة 37 % عما كانت عليه في أبريل 2022، عندما وصلت إلى أعلى مستوى لها في 10 سنوات.
ووفقا لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية كانت أوكرانيا خامس أكبر مصدر للقمح على المستوى العالمي قبل الحرب
لماذا لم تجدد روسيا الاتفاق؟
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين: إن الهدف الرئيسي من اتفاق الحبوب هو توريد الحبوب إلى البلدان المحتاجة وهو ما لم يتحقق”.
وتطالب روسيا من أجل العودة للاتفاقية بخمسة مطالب هي:
- عودة البنك الزراعي الروسي إلى نظام سويفت
- استئناف تصدير الآلات الزراعية وقطع الغيار إلى روسيا
- إزالة القيود المفروضة على التأمين ووصول السفن والبضائع الروسية إلى المواني
- إعادة خط أنابيب تصدير الأمونيا المتضرر حاليا من توجلياتي الروسية إلى أوديسا في أوكرانيا
- إلغاء الحظر على الحسابات والأنشطة المالية لشركات الأسمدة الروسية.
ومنحت وزارة الخارجية الروسية الأمم المتحدة، التي توسطت في اتفاق الحبوب إلى جانب تركيا 3 أشهر لتنفيذ بنود المذكرة إذا أرادت عودة روسيا إلى اتفاق الحبوب.
ماذا ستفعل روسيا بعد عدم تجديد اتفاق الحبوب؟
قال وزارة الدفاع الروسية عقب انتهاء اتفاق تصدير الحبوب يوم الإثنين الماضي أن موسكو ستعتبر جميع السفن المتجهة إلى المواني الأوكرانية ناقلات محتملة لشحنات عسكرية
وهو ما يعني أن الجيش الروسي سوف يتعامل مع هذه الناقلات بالحجز أو التدمير وفقا لما يراه الجيش الروسي مما يشكل خطرا كبيرا على الناقلات ويجعل أصحاب الناقلات يمتنعون عن دخول منطقة الحرب
هل توجد منافذ أخرى للحبوب؟
كانت المواني الأوكرانية مغلقة قبل التوصل إلي لاتفاق الحبوب عبر البحر الأسود، وسوف يواجه العديد من المشاكل بعد خروج روسيا منها:
- ارتفاع تكلفة التأمين على السفن
- ارتفاع المخاطر مع وجود السفن الحربية الروسية في البحر الأسود والألغام البحرية العائمة
- عدم موافقة أصحاب السفن على دخول منطقة حرب دون موافقة روسيا
- تحديات لوجيستية مثل اختلاف مقاييس السكك الحديدية بين الدول في حالة التصدير عبر دول الاتحاد الأوروبي المجر وبولندا ورومانيا
- اضطرابات بين المزارعين في شرق الاتحاد الأوروبي مثل رومانيا
وهذا ما يجعل هناك صعوبة في نقل الحبوب الأوكرانية عبر الطرق البرية، أو استخدام المواني على البحر الأسود
ما هي الدول العربية المستفيدة من اتفاقية الحبوب وهل ستتأثر؟
وفقا لبيانات الأمم المتحدة التي اطلعت عليها ” صباح البنوك ” تم تصدير 32.9 مليون طن متري من الحبوب عبر الاتفاق
نصيب الدول مرتفعة الدخل 43.65 % والدول ذات الدخل المتوسط الأعلى 36.7 % والتي تضم الصين أكبر مستفيد من الاتفاقية – حصلت الصين على نحو 8 ملايين طن من الحبوب الأوكرانية
والدول في الشريحة المتوسطة المنخفضة 17.15 % وحصلت الدول الفقيرة على 2.5 % فقط
والدول العربية المستفيدة من اتفاقية الحبوب البحر الأسود هي:
- مصر 1.55 مليون طن من الحبوب الأوكرانية منذ سبتمبر الماضي
- تونس ما يزيد عن 713 ألف طن من الحبوب الأوكرانية
- ليبيا 558 ألف طن
- اليمن 260 ألف طن من خلال برنامج المساعدات الخاص بالأمم المتحدة
- العراق 146 ألف طن
- الجزائر 212 ألف طن
- المغرب 111 ألف طن
- لبنان 98 ألف طن
- عمان 86 ألف طن
- السودان 95 ألف طن
- السعودية 246 ألف طن
- الإمارات 65 ألف طن.
ما هي توقعات أسعار الفائدة؟
عدم تجديد روسيا لاتفاقية الحبوب سيؤدي إلى ارتفاع كبير في السلع الغذائية الرئيسية في العالم، وهو ما حدث بالفعل، مما يدفع لموجهة تضخم في العالم
وهذه ما سيدفع الدول المتقدمة مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى الاستمرار في تشديد السياسة النقدية وفقا لما ذكرته قناة صباح البنوك في فيديو تم بثه
وسيدفع هذا إلى رفع أسعار الفائدة، وقيام دول الخليج برفع أسعار الفائدة خلال الفترة القادمة
كما يتوقع أن يؤدي هذا إلى قيام البنك المركزي المصري برفع أسعار الفائدة خاصة في ظل الضغوط التضخمية الموجودة حاليا حيث ارتفع التضخم بمصر 3 بالمئة
إلى جانب الضغوط التضخمية المتوقعة خلال الفترة القادمة نتيجة لعدم قيام روسيا بتجديد اتفاق الحبوب