صدمة جديدة في قطر.. عجز الأصول بالبنوك فوق 88 مليار دولار
تحول العجز في صافي الموجودات الأجنبية “الأصول”، إلى متلازمة لدى البنوك العاملة في السوق القطرية، مع استمرار تسجيله أرقاما قياسية، بالتزامن مع تزايد حاجة الدوحة للنقد الأجنبي، المتراجع بفعل ضعف سوق الصادرات.
وعلى أساس سنوي، ارتفع عجز الموجودات الأجنبية للبنوك في قطر بنسبة 30.5%، إذا كان العجز سجل حتى نهاية يونيو/ حزيران 2019، نحو 259.89 مليار ريال قطري (71.4 مليار دولار أمريكي)، وفق البيانات الرسمية.
ويتألف صافي ميزان موجودات البنوك في قطر، من إجمالي المطلوبات المستحقة على البنوك بالعملة الأجنبية، مثل الودائع الأجنبية بأنواعها (توفير، جاري، لأجل)، وأدوات الدين الصادرة عنها (سندات، أذونات، صكوك)، مخصوم منها إجمالي الأصول التي تملكها تلك البنوك، مثل التسهيلات التي تقدمها للعملاء وأي أموال بالنقد الأجنبي تملكها.
وبحسب بيانات مصرف قطر المركزي، بلغ إجمالي الأموال المطلوبة من البنوك التجارية في قطر، بالنقد الأجنبي (دولار ويورو)، نحو 551 مليار ريال قطري (151.45 مليار دولار) حتى نهاية يونيو/ حزيران الماضي.
في المقابل، بلغ إجمالي قيمة الموجودات (الأصول) بالنقد الأجنبي، التي تملكها تلك البنوك العاملة في السوق القطرية، نحو 230.3 مليار ريال قطري (63.3 مليار دولار أمريكي)، حتى نهاية يونيو/حزيران الماضي.
وعلى أساس شهري، تراجع العجز في الموجودات الأجنبية لبنوك قطر قليلا بنسبة 1.4% مقارنة مع مايو/ أيار 2020، الذي سجل خلاله العجز نحو 325.3 مليار ريال قطري (89.4 مليار دولار أمريكي).
ويعد توفير النقد الأجنبي في قطر، أحد أبرز التحديات التي تواجهها البنوك ومصرف قطر المركزي، منذ قرار المقاطعة العربية للدوحة في 2017، وتخارج السيولة الأجنبية إلى أسواق أكثر استقرار، دفع بالدولة والبنوك للاتجاه إلى أسواق الدين.
وقطعت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر، في يونيو/حزيران 2017، العلاقات الدبلوماسية وخطوط النقل مع قطر، بسبب دعم الدوحة للإرهاب؛ ما أثر في اقتصادها سلبا ومؤشراته وقطاعاته، ورفع من وتيرة المخاطرة في السوق المصرفية.
وفي مارس/آذار 2018، قال صندوق النقد الدولي إن مصرف قطر المركزي قام بتعويض ودائع مقيمين وأجانب واستثمارات تخارجت من البنوك بفعل المقاطعة، بقيمة إجمالية بلغت 40 مليار دولار أمريكي.
وخلال العام الجاري، توجهت الحكومة القطرية عبر وزارة المالية إلى أسواق الدين الخارجية لتوفير السيولة بالنقد الأجنبي من خلال إصدار سندات مقومة بالدولار الأمريكي و أخرى باليوان الصيني.
كذلك، توجهت عديد البنوك العاملة في السوق المحلية أبرزها مجموعة بنك قطر الوطني، إلى أسواق الدين الخارجية لأكثر من 6 مرات، للحصول على أموال بالنقد الأجنبي عبر إصدار سندات بآجال متفاوتة.