“صباح البنوك” ترصد تفاصيل قصة المستريح الذي جمع الأموال وأوهم الناس بالفوائد الكبيرة ثم اختفي
ظهرت حالة من الغضب والاستياء بين أهالي مركز مغاغة بمحافظة المنيا، وباقى المدن بسبب مستريح مغاغة الذي قام بالاستيلاء علي مبالغ مالية كبيرة من المواطنين، تقدر بنحو 6 مليار جنيه، وأوهمهم بأرباح وعائد مادي كبير وخيالي يقترب من 15%، أي أن كل مائة ألف جنيه يأخذ عليها 15 ألف جنيه، وحتي يكسب ثقة الناس، قام بصرف العوائد لمدة شهرين فقط ثم بدأ يماطل الناس حتي فاحت ريحته.
وعلى ائر ذلك سارع الاهالى لتوفير المال ببيع املاكهم أو سحب أموالهم من البنوك أو أخذ القروض وغير ذلك ومنهم من وضع تحويشة عمرة بين يدية بثقة تامة دون تفكير فى أى عاقبة تحدث، أوهمهم بأرباح وفوائد كبيرة وبعض المواطنين رفضوا الحصول على العائد، وطالبوا بإضافته إلى أصل رأس المال، للحصول على عائد أكبر.
البداية كانت في قرية قفادة، التابعة لمركز بني مزار، بمحافظة المنيا، حيث ظهر شخص يدعي أنه يعمل في تجارة الرخام، وله شركاء من دولة الصين، ويستطيع دفع أرباح شهرية تصل إلى 30%، وبدأ المواطنون يودعون معه بشكل مباشر أموالهم تدريجياً، قبل أن يصبح الرجل الغامض، وله مندوبين حول المحافظة، يتسلمون الأموال من الأهالي، ويوقعون لهم على ضمانات مالية، ثم يسلمونها لمستر حسين بنسبة عمولة لهم، فضلاً عن أرباح الأموال التي ظلت تدفع بانتظام لشهور.
وسارت الأيام مع مستر حسين مثل الشهد وسارع الناس للاستثمار أموالهم معه فهناك من باع منزله، وسكن بالإيجار من أجل إيداع ثمن المنزل عند “مستر حسين”، ، وهناك أيضا من ترك سفره، ومن سحب أمواله من البنوك، ومن اقترض أموالاً من البنوك، ليوظفها معه، ويدفع قسط شهري بفائدة بسيطة، قياساً بتلك التي سيكسبها من توظيف الأمول، بعد أن أصبح لـ”مستر حسين” نحو ألف مندوب حول المحافظة، يأتون له بأموال الأهالي.
سرعان ما انتهت أيام الشهد مع مستر حسين، واستيقظت الاهالى على الدموع ، فبعد أن توقفت عملية توزيع الأرباح الشهرية، واختفى مستر حسين في ظروف غامضة، ذهب المواطنون للمندوبين الذين استلموا منهم الأموال، وبدورهم بدأ المندوبون عملية البحث عن “مستر حسين”، حتى وجدوه في القاهرة، وأعادوه إلى قرية قفادة بالمنيا أكد المندوبين أن مستر حسين استلم مليار و500 مليون جنيه، بينما يؤكد الأخير أن المبلغ مليار و200 مليون فقط، وفي شوارع القرية ينتظر المواطنون حلاً للكارثة التي حلت بهم، على أمل عودة أموالهم الضائعة
وكان اللواء محمود خليل، مدير أمن المنيا، تلقى إخطاراً من اللواء خالد عبدالسلام، مدير مباحث المديرية، بتمكن فريق البحث الجنائي بشمال المنيا، بإشراف العقيد حاتم ربيع، رئيس مباحث الشمال، بالتنسيق مع مباحث الأموال العامة برئاسة العميد إيهاب زكريا، وفريق البحث برئاسة المقدم محمد صلاح، رئيس مباحث العدوة، والرائد عبدالرحمن غزاوي، معاون أول، مباحث مغاغة، القبض على «حسين. م»، والمعروف بـ«مستريح المنيا»، وأحد معاونيه «الحاج .ح. م» من قرية فقادة بمركز مغاغة، لتورطهما في جمع مبالغ مالية من المواطنين تجاوزته مليار و500 مليون جنيه، بحجة استثمارها في الرخام والتصدير للصين.
تم القبض على المتهمين أثناء تواجدهما بإحدي المزارع بمركز العدوة، هرباً من مطاردة المواطنين لهم بمقر إقامتهم بقرية قفادة بمركز مغاغة، وجار اتخاذ الإجراءات القانونية والعرض علي النيابة العامة.
ومن جانبه، أكد أحد مسؤولي إحدى شركات القروض متناهية الصغر في الصعيد أن «مستريح المنيا» تسبب في اقتراض عدداً كبيراً من المواطنين لقروض وصلت إلى 40 مليون جنيه من أجل إيداعها لدى «مستريح المنيا» مستمر حسين من شركته فقط متوقعاً أن تصل إجمالي المبالغ التي قام المواطنون باقتراضها من باقي الشركات إلى 300 مليون جنيه.
وكشف ضحايا المستريح من أنباء قرى تابعة لمركز مغاغة يعيش مستر حسين، كيف حصل على أموالهم من خلال مندوبين له فى عدد من القرى ، مؤكدين أن المستريح يعيش داخل قرية قفادة التابعة لمركز مغاغة وذاع صيته فى تشغيل الأموال منذ عامين.
وأكد الضحايا أن نسبة الأرباح وصلت إلى 15 الف جنيه شهريا لكل 100 ألف جنيه حيث يوجد لجنة عرفية لحل الأزمة لكن حتى الآن لم يتم حل الأزمة حيث منهم من باع ذهبه وآخرين أرضه ومحلاته وسياراته ومنهم من يرقد في فراش المرض بعد إصابته فى حادث عندما سمع نبأ اختفائه.
وأكد الضحايا أنهم كانوا يرفضون المشاركة فى تقديم أموالهم لمستر حسين لكن فتاوى بعض الشيوخ بالقرى بأن المشاركة معه حلال وهو ما دفعهم.