حركة الأسواق العالمية في ظل مظاهرات الرئيس السابق ترامب
أصبحت سيطرة الحزب الديمقراطي على البيت الأبيض وجناحي مجلس الكونغرس حقيقة واقعة، مما يمهد الطريق أمام الرئيس المنتخب بايدن لتنفيذ أجندته دون تحديات كبيرة من الجمهوريين.
وتترقب الأسواق الآن اقرار حزم تحفيز مالي كبيرة. وقد ينهي ترامب فترة رئاسته بصورة سلبية للغاية حيث شجع المتظاهرين على رفض نتيجة الانتخابات الرئاسية، مما أدى الي قيامهم باقتحام مبنى الكابيتول الأمريكي خلال عملية التصديق على نتائج الانتخابات.
وصدر تقرير الوظائف الأمريكية مخيب للآمال، حيث انخفضت الوظائف غير الزراعية للمرة الأولى منذ ثمانية أشهر. ومع ذلك، لم تتأثر حركة الأسواق تقريباً حيث تركز الاهتمام على سيطرة الديمقراطيين على الكونجرس الأمريكي وإمكانية إقرار حزم تحفيز أكبر.
سوق السندات:
تراجعت جميع سندات الخزانة الأمريكية خلال الأسبوع مع خسائر أكبر في السندات ذات الآجال الأطول. كانت الخسائر الكبيرة في سندات الخزانة الأمريكية مدفوعة باحتمالية زيادة التحفيز المالي بعد أن أصبح مجلس الكونجرس والبيت الأبيض تحت سيطرة الديمقراطيين رسميًا في نهاية الأسبوع. ومن الجدير بالذكر، أنه يوم الأربعاء الماضي سجل العائد على السندات ذات أجل 10 سنوات، مستوى 1% لأول مرة منذ مارس الماضي
العملات:
حقق الدولار مكاسب أسبوعية صغيرة رغم تداوله على مدار الأسبوع بالقرب من مستوياته المنخفضة التي سجلها في فبراير 2018. كان هذا نتيجة تزايد حالة عدم اليقين بسبب محاولة مثيري الشغب المؤيدين لترامب اقتحام مبنى الكابيتول الأمريكي، مما أدى الي اجراء محادثات تتعلق بعزل الرئيس ترامب لقيامه بخرق التعديل الخامس والعشرين للدستور الأمريكي. لم يتغير اليورو تقريبًا خلال الأسبوع، وارتفع بنسبة طفيفة نتيجة للمعنويات الايجابية بسبب حملات اللقاح. في غضون ذلك، خسر الجنيه الإسترليني بسبب زيادة التوقعات بإمكانية لجوء بنك إنجلترا الي اسعار الفائدة السلبية، نظرًا لإجراءات الإغلاق التي تم فرضها مؤخراً، والتي ستزيد من تباطؤ التعافي الاقتصادي. من ناحية أخرى، شهد الذهب أسوأ خسارة أسبوعية منذ نوفمبر الماضي نتيجة ارتفاع الدولار وصعود عوائد سندات الخزانة وترقب إقرار المزيد من حزم التحفيز. ارتفع مؤشر مورجان ستانلي لعملات الأسواق الناشئة MSCI EM بنسبة طفيفة (0.09%) على الرغم من صعود الدولار
أسواق الأسهم:
ارتفعت الأسهم العالمية مع نهاية الأسبوع، حيث تغلب تأثير خطط الإنفاق التي سيقررها بايدن وإطلاق حملة اللقاح على الفوضى التي حدثت في العاصمة وتقرير الوظائف الأمريكي الذي صدرت بياناته أسوأ من المتوقع. في الولايات المتحدة ارتفعت مؤشرات ستاندرد أند بورز S&P 500 وناسداك المركب وداو جونز الصناعي بنسب 1.83% و2.43% و1.61% على التوالي، كما تجدر الإشارة إلى أن مؤشرا S&P 500 وداو جونز الصناعي أغلقا عند مستويات قياسية يوم الجمعة، حيث تزايدت توقعات المستثمرين حول إقرار بايدن للمزيد من حزم التحفيز. وفي الوقت نفسه، انخفض مؤشر VIX لقياس توقعات تذبذب الأسواق إلى 21.56 نقطة، وهو ما يعد أقل بكثير من متوسطه عام 2020 البالغ 29.31 نقطة. في أوروبا، أنهى مؤشر STOXX 600 الأسبوع مرتفعاً بنسبة 3.04%، مدفوعاً باستمرار حملات التطعيم ضد الفيروس.
أدى اقبال المستثمرين على الأصول ذات المخاطر إلى ارتفاع أسهم الأسواق الناشئة، حيث صعد مؤشر مورجان ستانلي لأسهم الأسواق الناشئة (MSCI EM ) بنسبة 4.82%، ليصل الى أعلى مستوياته على الاطلاق متخطيا المستوى المرتفع الذي سجله من قبل في نوفمبر 2007.
البترول:
ارتفعت أسعار البترول الخام بنسبة 8.09% مع اتفاق أعضاء منظمة أوبك + على إبقاء معدلات الإنتاج خلال شهري فبراير ومارس عند نفس مستويات يناير. بالإضافة إلى ذلك، صرحت السعودية عن عزمها خفض إنتاجها طواعية بمقدار مليون برميل في اليوم عن مستويات الإنتاج الحالية في شهر يناير. وكجزء من الاتفاق، سيسمح لعضوين بالمنظمة وهما روسيا وكازاخستان بزيادة إنتاجهما بمقدار 75 ألف برميل يوميًا في فبراير و 75 ألف برميل أخرى في مارس. وسيعمل اتفاق خفض الإنتاج والذي يشمل الخفض الطوعي من الجانب السعودي على ان يصل اجمالي التخفيضات إلى 8.125 مليون برميل يوميا في فبراير المقبل ثم 8.05 مليون برميل يوميا في مارس، وذلك طبقاً لأرقام أوبك وتصريحات الوزير السعودي.