بعد 4 سنوات من مبادرة المركزي المصري: أمريكا تخصص 350 مليار دولار لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة

 بدأت البنوك الأمريكية استعداداتها للمشاركة في خطة دعم المشروعات الصغيرة

والمتوسطة، البالغ قيمتها نحو 350 مليار دولار، التي تأتي كجزء من حزمة التحفيز الكبرى

التي أقرها الكونجرس الأمريكي الأسبوع الماضي بقيمة تريليوني دولار لإنقاذ اقتصاد الولايات المتحدة

من تداعيات تفشي فيروس كورونا، وسط توقعات بأن تجني بنوك أمريكا مكاسب ضخمة

من الرسوم والعمولات على القروض ضمن هذه الحزمة.

شاهد: فيديوهات عن البنوك والاشتراك مجاني بالضغط هنا…

 وقال تقرير لوكالة أنباء الشرق الأوسط إن اعتماد بنك الاحتياط الفيدرالي الأمريكي لخطة التحفيز الكبرى

التي تم تخصيص قرابة سدسها لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة في الولايات المتحدة الأمريكية بعد أكثر من 4 سنوات

من إطلاق البنك المركزي المصري لمبادرته لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة بأكثر من مائتي مليار جنيه،

كانت تمثل في حينها نحو 20 في المئة من محفظة قروض البنوك.

 وكشف طارق عامر، محافظ البنك المركزي المصري عن تمديد مبادرة المشروعات الصغيرة

والمتوسطة لـ4 سنوات جديدة مقبلة، وزيادة قيمتها لأكثر من 360 مليار جنيه قابلة للزيادة، نظرًا لكبر حجم محفظة القروض لدى البنوك.

 قال عامر إن إجمالي حجم التمويلات للمشروعات الصغيرة والمتوسطة ضمن المبادرة تجاوز 160 مليار جنيه،

حتى الشهر الماضي، استفاد منها أكثر من 87 ألف مشروع.

الاشتراك في قناة صباح البنوك

ويلزم المركزي المصري، بحسب المبادرة، البنوك العاملة بالسوق المصرية بتخصيص نسبة 20 في المئة

من محفظتها الإئتمانية لإقراض المشروعات الصغيرة والمتوسطة بفائدة تفضيلية تصل إلى 5 في المئة متناقصة

على أن يتحمل البنك المركزي فارق نسبة الفائدة.

 وذكرت صحيفة فاينانشيال تايمز الأمريكية إنه بموجب حزم الإغاثة الامريكية، البالغ قيمتها تريليوني دولار،

فإن إدارة المشروعات الصغيرة (SBA) في الولايات المتحدة ستقدم القروض من خلال البنوك والاتحادات الائتمانية للشركات

التي تضررت من تداعيات تفشي وباء كورونا وتعاني من ضائقة مالية، ويعمل بها أقل من 500 شخص.

 وأشارت إلى أنه سيتم إسقاط كامل مبلغ القرض إذا تم استخدامه لكشوف المرتبات، أو فوائد الرهن العقاري،

أو الإيجار، أو المرافق في الشهرين التاليين لاستلام الأموال، بينما سيكون مبلغ العفو ضئيلًا إذا تم فصل الموظفين،

أو قطع الرواتب، فيما يشير برنامج “حماية المرتبات” إلى أن أي مبلغ لم يتم العفو عنه سيتحمل فائدة تبلغ 0.5%،

على أن يصبح المبلغ الأساسي مستحقاً للسداد بعد عامين.

 وتُحصل البنوك الأمريكية رسومًا إدارية تقوم الحكومة الفيدرالية بدفعها من أجل تقديم القروض، بحيث تختلف قيمة الرسوم

بحسب حجم القرض لتصل إلى 5 في المئة للقروض التي تقل قيمتها عن 350 ألف دولار، و3 في المئة للقروض

التي تقل عن مليوني دولار، و1 في المئة للقروض التي تزيد على 2 مليون دولار، على ألا يتم تحميل القروض بأي رسوم رأسمالية.

 يقول طارق جلال، رئيس قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة ببنك التنمية الصناعية لوكالة أنباء الشرق الأوسط،

إن البنك المركزي المصري كان له السبق والريادة في إطلاق مبادرة لدعم وتحفيز المشروعات الصغيرة والمتوسطة،

وبدأ الإعداد لها منذ عام 2015 بوضع تعريف موحد لهذه المشروعات بعد سنوات من تباين واختلاف المفاهيم والتعريفات لها،

قبل أن يطلق لها مبادرة خاصة لتمويل هذه النوعية من المشروعات في نهاية عام 2016.

 وأضاف، أن مبادرة المركزي خلقت قوة كبيرة لقطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة في مصر،

بعدما ظل لسنوات طويلة لا يتلقى أي دعم من أي جهة، مشيرًا إلى أن البنك المركزي حدد

وبدقة التعريفات الخاصة بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة، وحتى متناهية الصغر، وحدد الجهات التي تخضع لكل منها في عملية التمويل.

شاهد أيضاً: فيديوهات عن القروض العقارية وتمويل السكن أضغط هنا…

 وأشار جلال إلى أن المركزي قسم المشروعات الى شرائح مختلفة، منها مشروعات تحصل على تمويلات بفائدة 5 في المئة

وأخرى بفائدة 7 في المئة، وثالثة بعائد 10 في المئة، كل وفق شروط محددة وواضحة، ما أعطى الفرصة لأنواع هذه المشروعات كافة للنمو والتوسع في أنشطتها وأحجامها.

 ولفت رئيس قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة ببنك التنمية الصناعية إلى أن هذه النوعيات من المشروعات باتت تقف الآن على أرض صلبة ومراكز مالية قوية بفضل الرعاية الكبيرة التي أولاها المركزي لهذه المشروعات، ما جعل العديد من المشروعات متناهية الصغر تتحول إلى مشروعات صغيرة، والمشروعات الصغيرة إلى مشروعات متوسطة، والمتوسطة إلى فئة المشروعات الكبرى، لتخلق جميعها ملايين فرص العمل للشباب.

 وأوضح أن كل هذا لم يكن ليحدث لولا تدخل البنك المركزي والجهاز المصرفي بدعمها حتى نمت بقوة، وجعل كل فئة من هذه المشروعات بمثابة قطاع بمفردها، حيث أصبحت المشروعات متناهية الصغر قطاعًا له خصوصيته بعد نمو حجمه بشكل كبير، وكذلك المشروعات الصغيرة التي أصبح لها خصائصها التي تتفرد بها، وكذلك قطاع المشروعات المتوسطة.

شاهد: فيديوهات عن أسعار الفائدة أضغط هنا…

 وقال جلال إن البنك المركزي المصري لم يكتفِ بهذا الحد من الدعم لتلك النوعية من المشروعات، بل أولى المشروعات الناشئة والمبتدئة وريادة الأعمال أهمية خاصة، وأوجد لها مبادرة رواد النيل لدعم ريادة الأعمال، كل ذلك بمتابعة لحظية ودعم مباشر من قطاع التطوير المصرفي بالبنك المركزي، وهو ما يظهر بشكل كبير من خلال مراكز تطوير الأعمال والحاضنات حتى أصبحت مشروعات ريادة الأعمال قائمة بذاتها وقادرة على الوجود في الأسواق العالمية والتصدير.

 وأشار إلى أن البنك المركزي أطلق العديد من المبادرات الأخرى لدعم الصناعة والمشروعات، منها  مبادرة دعم الصناعة بفائدة 10 في المئة متناقصة قبل أن يخفضها إلى 8 في المئة متناقصة وضم إليها أيضًا مشروعات الإنتاج الزراعي، وهي مبادرة تهدف إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من المنتجات في الظروف الحالية التي يشهدها العالم.

 وأعلن البنك المركزي المصري أخيرًا عن العديد من المبادرات لدعم الاقتصاد في مواجهة تداعيات فيروس كورونا، والهدف الرئيسي من هذه المبادرات هو الحفاظ على النشاط الاقتصادي والتيسير على الشركات ومساعدتها على الاستمرار في العمل والإبقاء على العمالة في مواجهة تداعيات فيروس كورونا.

 وتتشابه المبادرة الأمريكية مع مبادرة البنك المركزي المصري في الهدف، وهو الإبقاء على المشروعات قائمة، والعمالة في وظائفها، حيث حددت إدارة المشروعات الصغيرة الأمريكية شروطًا للحصول على قروض المبادرة منها قيام المقترضون بملء نموذج من صفحتين ووثيقة تفيد بأن المشروع كان مستمرًا في العمل حتى منتصف فبراير الماضي، على أن تكون الشركات مؤهلة لاقتراض ما يعادل 5ر2 ضعف متوسط كشف الرواتب الشهرية لديها، وبحد أقصى 10 ملايين دولار، وذلك بحسب صحيفة فاينانشيال تايمز.

شاهد: فيديوهات عن أسعار الفائدة أضغط هنا…

 وقالت الصحيفة إن هناك نحو 30 مليون شركة يعمل بها أقل من 500 موظف في الولايات المتحدة، وتوظف تقريبًا 60 مليون شخص، أي ما يقرب من نصف القوى العاملة في القطاع الخاص الأمريكي، في الوقت الذي يؤكد فيه الاتحاد الوطني للأعمال المستقلة، وهي مجموعة مناصرة للأعمال الصغيرة، أن حوالي ثلاثة أرباع أعضائها تأثروا بالأزمة.

و ذكرت فاينانشيال تايمز أنه منذ أن صدق الرئيس دونالد ترامب على الحزم التحفيزية، فقد تعرضت إدارة المشروعات الصغيرة لضغوط من أجل نشر تفاصيل البرنامج، بسبب الحيرة التي انتابت أصحاب الأعمال بشأن اتخاذ قرارات بالاستغناء عن العمالة لديهم، أم الانتظار ليتمكنوا من الحصول على إعانة البطالة التي تم تعزيزها وزيادتها.

لمشاهدة  فيديوهات عن توقعات الذهب أضعط هنا…

 وقالت كلوديا سام، رئيس قسم سابق بقطاع البحوث في مجلس الاحتياطي الفيدرالي، إن تقديم حوافز للبنوك والجهات التي تقدم القروض التي تتميز بقدرة أكبر في الوصول لأصحاب الأعمال الصغيرة ما يعد بمثابة تعويض للقدرة المحدودة لإدارة المشروعات الصغيرة الأمريكية في تنفيذ برنامج التحفيز الضخم الذي يرى المسئولون الامريكيون أنه سيجذب ملايين الأمريكيين للاستفادة منه.

زر الذهاب إلى الأعلى