بعد تكرار الانهيارات.. هل كان كارهو العملات المشفرة على حق؟
أرهق شبح الانهيار سوق العملات المشفرة خلال العام 2022، وبات “مؤشر الخوف” يسيطر على أجواء المتداولين، فرغم أن هذه العملات مرَّت بالكثير من الأزمات خلال الأعوام السابقة، إلا أنها شهدت خلال العام الحالي انهيارات قاسية ومتكررة، كان آخرها ما حصل مع منصة FTX التي واجهت عجزاً يصل إلى نحو 8 مليارات دولار لتلبية طلبات السحب.
قناة صباح البنوك
وهذه الانهيارات التي أظهرت إمكانية تلاشي مليارات الدولارات في ساعات، أعادت الى الأذهان تحذيرات سابقة أطلقها بعض من أهم رجال الأعمال المخضرمين، ممن عبّروا عن كرههم للعملات المشفرة، ومن أبرز هؤلاء الملياردير وارن بافيت ومؤسس شركة مايكروسوفت، بيل غيتس، الذيْن حذرا من أن أصول العملات المشفرة مبالغ في تقييمها، وتحتوي على الكثير من التزوير.
فهل تبيّن بعد كل هذه الأحداث أن كارهي العملات المشفرة كانوا على حق؟
يقول الخبير في العملات الرقمية، رودي شوشاني، في حديث لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، إنه لا يمكن القول إن الأفراد الذين عبّروا عن تشكيكهم بفكرة الاستثمار بالعملات المشفرة ليسوا على حق، مشيراً الى أن هؤلاء يتكلمون عن واقع يحصل، وهو أمر لا يمكن إنكاره، نظراً للتلاعب الذي نشهده في سوق العملات المشفرة.
قناة صباح البنوك
ولكن شوشاني ذكّر أن سوق العملات المشفرة شهدت انهيارات كبيرة على مر السنوات السابقة، وخاصة في عام 2014 عندما خسر المستثمرون مليارات الدولارات، مشدداً على أن السوق استطاعت في كل مرة إعادة تصحيح نفسها، واستعادت توازنها متخطية الصعوبات والانهيارات، متوقعاً أن يتكرر هذا الأمر حالياً ولذلك فإنه لا يجب تعميم فكرة أن الاستثمار بالعملات المشفرة هو أمر سيء المجمل.
من جهته يقول محلل الاسواق المالية في CFI جورج خوري في حديث لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، إن المشكلة الأساسية التي يشتكي منها من يرفض العملات المشفرة كاستثمار، هو أسلوب عملها في السوق، البعيد عن القواعد والقوانين التنظيمية، وهو ما يجعل الوضع مفتوحاً على جميع الاحتمالات.
وبحسب خوري فإن قصة الانهيارات بدأت هذا العام مع عملتي تيرا لونا وتيرا USD ، لتصل الآن الى منصة FTX، التي تعد واحدة من أكبر شركات العملات المشفرة، مشيراً الى أن الأزمة التي نشأت مع FTX سببها عدم القدرة على تغطية طلبات السحب من المستثمرين، الذين يريدون استخراج بعضاً من أرباحهم كسيولة.
وأشار خوري إلى أن تكرار مشكلة “نقص السيولة” و”التقلبات في الأسعار”، يثير بالفعل المخاوف بين أوساط المستثمرين ويدفعهم للتخارج من العملات المشفرة، مشيراً الى أن التشريع هو الشيء الجيد للعملات المشفرة، حيث يكون الحل بإقرار قوانين وتشريعات عالمية، تفرض على أي عملة مشفرة مطابقة القواعد التنظيمية قبل طرحها للتداول، ما يحد من إمكانية تكرار ما يحصل حالياً، ويحمي العملات من الهبوط لمعدلات الصفر.