اليوان هل يكون بديل عن الدولار؟

مع صعود اليوان الصيني ..هل تتجه اقتصاديات العالم نحو تبني نظام احتياطي ثلاثي العملة؟

اليوان هل يكون بديل عن الدولار؟

يبدي عدد متزايد من دول العالم، انفتاحا أكبر في مبادلاته التجارية، على اليورو واليوان الصيني

وحتى على سلة عملات، جنبا إلى جنب مع “الدولار القوي” المهيمن على التجارة العالمية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية،

في مسعى يبدو أقرب ما يكون لتبني نظام احتياطي ثلاثي العملة يستهدف ضمن أمور أخرى تنويع المخاطر.

وتقود الصين، ثاني أكبر اقتصاد عالمي، هذا “الانفتاح” في سعي حثيث لتوسيع قاعدة استخدام اليوان، في مدفوعاتها الخارجية،

وهو أمر بلغ ذروته في شهر مارس الماضي عندما قفزت لأول مرة حصته من المدفوعات والمبالغ المستلمة عبر الحدود لمستوى قياسي عند 48 بالمئة من صفر تقريبا في 2010، لتهبط حصة الدولار إلى 47 بالمئة من 83 بالمئة خلال نفس الفترة.

وبينما أتمت بكين بنهاية مارس الماضي أول معاملة لشراء الغاز الطبيعي المسال باليوان شملت نحو 65 ألف طن، في صفقة وضعت الدولار تحت الضغط

واعتُبرت أولى صفقات أكبر مستورد للغاز في العالم التي تجري تسويتها بعملته المحلية

واتجهت الصين قبل ذلك لإنشاء مراكز اليوان الخارجية في كل من هونغ كونغ ولندن وسنغافورة،

ما سمح للشركات الأجنبية بالاحتفاظ بالأصول المقومة باليوان والاتجار بها.

أقرأ المزيد: الدولار هل ينهار .. الصراع مع اليوان والروبل

أما البرازيل، أكبر اقتصاد في أمريكا اللاتينية، فقد اتخذت هي الأخرى قرارا في 29 مارس الماضي،

بالتعامل باليوان في تجارتها مع الصين، البالغة نحو 150 مليار دولار سنويا،

وهي خطوة جاءت بعد أحداث متسلسلة تصب كلها في خانة التخلي عن الدولار في التجارة العالمية.

مجموعة بريكس

من جهتها، روسيا لم تخف، سواء بمفردها أو ضمن مجموعة بريكس، التي تضم إلى جانبها

كلا من الصين والهند وجنوب أفريقيا، اتخاذها إجراءات أكثر حماسة في هذا الصدد

لإنهاء هيمنة الدولار خصوصا بعد العقوبات الواسعة التي فُرضت عليها في أعقاب الحرب على أوكرانيا في فبراير من العام الماضي،

لذلك أعلنت صيف العام 2022، دعم استخدام اليوان في العمليات الحسابية بين موسكو ودول آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية،

بالتحضير لإنشاء “عملة احتياطية” دولية تعتمد على سلة من عملات دول بريكس التي تستحوذ على نحو 23 بالمئة من اقتصاد العالم،

وهو ما أكدته مرة أخرى في يناير الماضي، عبر اعتزام مناقشة المجموعة مبادرة لإنشاء عملة موحدة بين الدول الأعضاء، خلال قمتها المزمعة في أغسطس المقبل.

رابطة الآسيان

أما رابطة دول جنوب شرقي آسيا (آسيان)، التي تضم 10 دول من الاقتصادات الناشئة،

تعتبر ثالث أكبر اقتصاد في آسيا، والخامس عالميا بعد الولايات المتحدة والصين واليابان وألمانيا،

فتبحث هي الأخرى التقليل من الاعتماد على الدولار في المبادلات التجارية، وتتجه للتعامل بالعملات الوطنية فيما بينها.

تراجعات كثيرة للدولار

وقد أدت مجمل هذه العوامل إلى تراجعات كثيرة للدولار في الهيمنة على سوق المال العالمي، حيث انخفض من 80 بالمئة في الاحتياط النقدي العالمي قبل عشرين عاما، إلى 59 بالمئة حاليا،

وهو انخفاض لم يجد من يملأ فراغه حتى الآن، رغم الارتفاع في نسبة اليوان الصيني،

لكنه ارتفاع لم يعادل نسبة 15 بالمئة التي يحتلها الناتج الصيني في الاقتصاد العالمي، مقابل 21 بالمئة لصالح الاقتصاد الأمريكي.

نظام احتياطي ثلاثي العملة

وقال المحلل المالي السيد رمزي قاسمية، في لقاء مع وكالة الأنباء القطرية /قنا/

“يبدو أن اقتصاديات العالم تتجه نحو تبني نظام احتياطي ثلاثي العملة يضم الدولار واليورو واليوان الصيني

وذلك مع تآكل حصة الدولار في الاحتياطيات العالمية لحساب اليوان”.

أقرأ أيضا: انتصارا جديدا لليوان الصيني أمام الدولار الأميركي

وأشار في هذا الصدد إلى اتخاذ بعض البنوك المركزية العالمية خطوات مهمة نحو تنويع احتياطياتها من العملات الأجنبية وعدم الاقتصار على الدولار

وهو ما قامت به مؤخرا اقتصاديات كبرى مثل:

روسيا والصين والهند وجنوب افريقيا والبرازيل مع ميل بعض تلك الدول للتحول إلى الذهب

كجزء أساسي ورئيسي من تلك الاحتياطيات حيث يسمح الذهب للبنوك المركزية بتنويع أصولها بعيدا عن مخاطر الدولار والسندات الأمريكية.

وأضاف قاسمية “يلاحظ بهذا الاتجاه أيضا أن البنك المركزي الصيني كان أكبر مشتر للذهب في العالم خلال الأعوام الخمسة الماضية

ولذلك يمكن القول إن اليوان الصيني يستمد قوته من فائض الميزان التجاري للصين مع معظم دول العالم بالإضافة إلى الاحتياطيات الكبيرة من الذهب”.

الحرب الروسية الأوكرانية

وأردف المحلل المالي بأن الحرب الروسية الأوكرانية وما نتج عنها من تجميد الولايات المتحدة نحو 300 مليار دولار تقريبا من الاحتياطيات الروسية الأجنبية،

أدت إلى خشية الدول الأخرى من استخدام الدولار كورقة ضغط عليها،

“لذا نجد أن العديد من الدول لجأت لزيادة تعاملاتها باليوان فعلى سبيل المثال:

أعلن العراق مؤخرا عن قبول اليوان كعملة تسوية للعمليات التجارية مع الصين

وكذلك أعلن البنك المركزي المصري إدخال اليوان والروبل في التعاملات التجارية الخارجية”.

وذكر أن تدويل اليوان الذي تسارع مؤخرا مع زيادة حجم التبادل التجاري بين روسيا والصين

وبحث عدة دول عن عملة دفع بديلة لتنويع المخاطر، جعل دول العالم تنظر إليه كعملة يوثق بها نتيجة البحث عن “عملة إضافية” وليست “بديلة” في التعاملات المالية العالمية.

بدائل للدولار

من جهته، قال الخبير الاقتصادي والمالي عبدالله صالح الرئيسي في تصريح لـ قنا ، إن بعضا من دول العالم بدأت جديا تنظر وبعمق لإيجاد بدائل للدولار بما يحقق أهدافها الاقتصادية،

واعتبر ذلك نتاجا طبيعيا لاحتكار الدولار لسنوات طوال في عمليات التجارة العالمية وبالأخص التعامل في عمليات بيع وشراء النفط والغاز.

وأعاد الرئيسي قوة الدولار عدا عن قوة اقتصاد الولايات المتحدة، إلى أنه العملة الرئيسة في التداول لعمليات بيع وشراء النفط والغاز

مؤكدا أن وجود “عملة بديلة” للتداول في النفط والغاز سيكون ضربة قاسية لقوته،

وسينتج عنه تصحيح الاختلال الكبير الذي ظل في صالح العملة الأمريكية أغلب فترات العقد الحالي،

إذ من المحتمل رجوع رؤوس الأموال للتدفق إلى الدول الأخرى بعد عودتها الكثيفة إلى السوق الأمريكية خلال فترة زيادة أسعار الفائدة وقوة العملة الخضراء.

الاقتصاد الأمريكي

من جانبها، رأت الدكتورة ليال منصور الخبيرة في السياسة النقدية، استحالة وجود أي عملة منافسة أو بديلة للدولار في المدى المنظور، بسبب قوته وعظمة الاقتصاد الأمريكي وثباته من مختلف الجوانب.

وقالت الخبيرة في السياسة النقدية إنه “مع قوة الولايات المتحدة اقتصاديا وأمنيا وسياسيا وجيوسياسيا لن تسمح واشنطن بوجود عملة بديلة ومنافسة للدولار الأمريكي”

إشترك وشاهد فيديوهات قناة صباح البنوك أضغط هنا…

مستبعدة أن تستطيع دول ذات عملة غير محررة 100 بالمئة ومدعومة من المصرف المركزي، ولا تمتلك الشفافية ولا المحاسبية ولا الديمقراطية التي تمتلكها الولايات المتحدة الأمريكية، إيجاد عملة بديلة ومنافسة للدولار

 “فكل ما يقال عن استبدال الدولار ما هو إلا ورقة ضغط غير مباشر على أمريكا”.

المصدر: قنا

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!
شريط الأخبار
أعلى شهادة ادخار في بنك التعمير والإسكان أسعار الذهب اليوم مدبولي: مصر تستحق 50 و60 مليون سائح سنويًا أعلى شهادة ادخار في بنك QNB الأهلي سعر الذهب مساء اليوم السبت 18 مايو 2024 أسعار العملات العربية مساء اليوم السبت أسعار العملات الأجنبية مساء اليوم السبت كيف دعمت الهجرة الاقتصاد الأميركي؟ 1.6 مليار الميزان التجارى لعمان بنهاية فبراير صندوق النقد يطلب من باكستان تقليص العجز في الميزانية بورصة مصر تخسر 6.3 مليارات جنيه في أسبوع انتعاش قوي لقطاع الطيران المدني الصيني حساب توفير بالدولار بفائدة مرتفعه ببنك الاهلي الكويتي محكمة روسية تصادر أصول وحسابات دويتشه بنك الألماني إسطنبول تستضيف قمة تركية عربية اقتصادية مبيعات البنك المركزي العراقي تتجاوز مليارا و381 مليون دولار قسط دون فائدة من Dubai phone خصم 30% على Acculab مع بنك القاهرة أعلى شهادة فى بنك قناة السويس مؤشرات الأسهم الأمريكية تغلق متباينة إصابة رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بفيروس كورونا أسعار عائد شهادات الادخار التراكمية من البنك الأهلي الكويتي بنك قطر الوطني يستبعد ارتفاع الدولار الأمريكي تفاصيل القرض الشخصي من البنك التجاري الدولي CIB تفاصيل شهادة رد الجميل من بنك ناصر الاجتماعي تفاصيل شهادة "طلعت حرب" من بنك مصر أسعار الذهب فى مصر اليوم أسعار العملات العربية اليوم السبت 18-5-2024 أسعار العملات الأجنبية اليوم السبت 18-5-2024 متحف البريد المصري يستقبل الزائرين غدًا بالمجان