البتكوين فقاعة مالية .. أصبحت حديث العالم وحرام شرعا
تعد العملة المشفرة “البتكوين” ظاهرة اقتصادية عالمية، ومحرمه من دار الافتاء المصرية، ما زالت مرفوضة من قبل كل المؤسسات الرسمية في العالم، وخاصة البنوك المركزية إلا أنها تحقق قفزات غير عادية حيث ارتفعت العام الماضي 200%.
وما يثير الشكوك نشأة هذه العملة، فعملة البتكوين Bitcoin عملة مشفرة، ظهرت في عام 2008 من قبل شخص أو مجموعة من الاشخاص الغير معروفة عرفت باسم ساتوشي ناكاموتو، بدأ استخدام العملة في عام 2009 عندما تم إصدار تطبيقها كبرنامج مفتوح المصدر، وهي عملة رقمية لا مركزية، أي لا يوجد بنك مركزي، كما هو المعتاد في العملات، ولا يوجد وسيط حيث يمكن إرسالها من شخص إلى أخر عبر شبكة بيتكوين بطريقة الند للند دون الحاجة إلى وسيط طرف ثالث (كالبنوك)، يتم التحقق من حوالات الشبكة باسخدام التشفير ويتم تسجيلها في دفتر حسابات موزع يسمى سلسلة الكتل. يتم إنشاء البيتكوين كمكافأة لعملية تعرف باسم التعدين. ويمكن استبدالها بعملات ومنتجات وخدمات أخرى.
ويمكن أن تكون البيتكوين اختراع لإخفاء العمليات المشبوهة، حيث يمكن استخدامها في اجراء معاملات غير قانونية.
“بتكوين” و”تسلا”
تعد هذه العملة الأشهر فى العالم بين العملات المشفرة، ومنذ بداية هذا العام فإن العملة المشفرة تشهد زيادات غير مسبوقة، محققة أرقام قياسية، ويراهن البعض أن تسجل البتكوين 50 ألف دولار هذا العام.
وأعلنت شركة تسلا لصناعة السيارات الكهربائية أنها استثمرت 1.5 مليار دولار فى العملة الرقمية “البتكوين”، مؤكدة أنها ستقبل البتكوين كويسلة دفع عند شراء سياراتها، وهنا تعتبر تسلا أول شركة تقوم بهذا الإجراء، وهو ما يمكن أن يفتح الباب أمام شركات أخرى للحذو مثل حذو تسلا، وهذا يعنى ارتفاعات مرتقبة للبتكوين قد تصل إلى 50 ألف دولار، وربما يكون هذا العام الأبرز لارتفاعها خلال الفترة الأخيرة
وسجلت البتكوين خلال الأسبوع لأول من فبراير 2021 ارتفاع غير مسبوق إلى 35 ألف دولار فى التعاملات الآسيوية، مع موجة ارتفاعات متتالية للعملات المشفرة الأخرى بنسبة تجاوزت 10 %، لكن البتكوين كانت الأعلى من حيث قيم الارتفاع، مدعومة بغموض مستقبل الاقتصاد العالمى جراء جائحة فيروس كورونا.
وتخطت هذه العملة في مارس 2020 حاجز 20 ألف دولار لأول مرة، ومنذ ذلك التاريخ فإن العملة تواصل الصعود، ورغم تعرضها لبعض التراجعات خلال هذه الفترة، إلا أنها كانت تعود للارتفاع وبقوة، وسط مناخ داعم للارتفاع مع اتجاه بعض الشركات لقبول البتكوين كوسيلة للدفع.
وتقوم شركات وول ستريت الكبرى مثل S&P Global وCboe Global Markets بدفعة كبيرة فى خدمات بيانات سوق التشفير، حيث أعلنت S&P Dow Jones Indices مؤخرًا عن خطط لإطلاق مؤشرات تشفير فى عام 2021.
وتتخطي عملة “البتكوين” حاليا 42 ألف دولار بقليل، وسط مناخ داعم لمزيد من الارتفاع فى العملة المشفرة، وقد تصل إلى مستوى قياسي ربما 50 ألف دولار على المدى المتوسط، وهو ما يدعم سوق العملات المشفرة.
التريليون دولار
القيمة السوقية الإجمالية لجميع العملات المشفرة تجاوزت التريليون دولار لأول مرة، وقد ساعد ذلك إلى حد كبير الارتفاع الملحوظ في قيمة عملة البيتكوين هذا ما أكده أحمد عثمان، نائب الرئيس – مجموعة الخدمات المصرفية للشركات والاستثمار ببنك البلاد السعودي والخبير المصرفي
قال أن عملة بيتكوين ارتفعت إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق بعد أن قالت شركة تسلا إنها استثمرت 1.5 مليار دولار وستبدأ في قبول العملة المشفرة كطريقة للدفع وقفزت الأسعار لتلامس مستويات الـ 45 ألف دولاراً.
وأشار الخبير المصرفي إلي أن البيتكوين، هي العملة الرقمية الأكثر قيمة في العالم ، حيث تجاوزت قيمتها السوقية 700 مليار دولار ووصلت أسعار البيتكوين إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق حيث تجاوزت45 ألف دولار خلال أقل من شهر بعد كسر مستويات 20 ألف دولار لأول مرة.
و زادت قيمة البيتكوين أربعة أضعاف حيث ارتفعت قيمة العملة المشفرة منذ بداية العام بنسبة تزيد عن 200٪.
وأكد عثمان، أن عمله البيتكوين تم اختراعها منذ 12 عام فقط كنوع جديد من أنظمة الدفع الإلكترونية بحيث لا يمكن لأي شخص، شركة أو حكومة التحكم فيها مقارنة بالعملات التقليدية التي يتم التحكم في المعروض منها من خلال البنوك المركزية للدول.
وأوضح أنه على الرغم من حالة الزخم في قيمة العملات المشفرة الا ان العديد من الاقتصاديين المرموقين مازالوا لا ينصحون المستثمرين بشراء العملات المشفرة مثل الاقتصادي ديفيد روزنبرغ الذي صرح لوكالة بلومبرج إنه يعتقد أن قيمة البيتكوين ما هي إلا فقاعة مالية ولا يفهم المستثمرون كيفية عمل المعروض منها و من يتحكم في ذلك المعروض.
وبالاضافة الى ان قيم العملات المشفرة كانت ولا تزال متقلبة للغاية ، لم يكن هناك عام واحد منذ 2013 عندما لم تنخفض الأسعار بنسبة 25 ٪ على الأقل و تاريخ الأسواق المالية هو تاريخ مليء بالفقاعات المالية و اود ان اشير إلى أن الحكومات يمكن أن تتحرك لتعطيل مسيرة البيتكوين و جميع العملات المشفرة إذا بدأت تشعر بالقلق من أنها قد تصبح تهديدًا مباشر للعملات الوطنية.
أسباب الارتفاع
ويرجع عثمان أسباب ارتفاع البيتكوين إلي ثلاث عوامل الأول: زيادة الطلب من المؤسسات ، حيث يتطلع الكثير من صناديق إدارة الأصول إلى عملة البيتكوين كوسيلة للتحوط ضد آثار التضخم وقد عزز ذلك ظهور عدد من المستثمرين المشهورين بما في ذلك بول تيودور و ستانلي دروكنميلر كداعمين للعملات المشفرة خلال العام الماضي ، بينما أضافت شركة إدارة الأصول البريطانية رافر أكثر من مليون جنيه إسترليني (747 مليون دولار) من البيتكوين إلى محفظتها.
والثاني: مشتريات التجزئة أو الأفراد. يقوم العديد من الأفراد بالمضاربة على أسعار البيتكوين، وأصبح من السهل على نحو متزايد شراء البيتكوين، حيث أتاحت العديد من الشركات الكبيرة مثل PayPal عمليات الشراء العام الماضي.
والثالث: تراجع الدولار الأمريكي في أسواق الصرف الأجنبي. انخفض مؤشر الدولار الأمريكي ، وهو مقياس لقيمة الدولار مقابل العملات الرئيسية في العالم مثل اليورو والين الياباني ، بنسبة 6.8٪ في عام 2020 وانخفض مرة أخرى في عام 2021، هذا هو مفتاح البيتكوين لأن سعر العملات المشفرة في الأغلب يكون بالدولار الأمريكي
البتكوين حرام
حرًّم مفتي مصر تداول عملة “البتكوين” الإفتراضية معتبرا إياها وسيطا غير مقبول للتبادل وتشتمل على أضرار “الغرر والجهالة والغش الخفي”.
وقال شوقي علام في بيان أصدرته دار الإفتاء إن ضرْب العملة وإصدارها حقٌّ لولي الأمر أو من يقوم مقامه من المؤسسات النقدية، وإن تداول البتكوين يعد تطاولاً على ولي الأمر ومزاحمة لاختصاصاته وصلاحياته التي خصه بها الشرع.
وأضاف أن شيوع هذا النظام غير المنضبط يخل بمنظومة نقل الأموال التقليدية والتعامل فيها كالبنوك ويسهل بيع الممنوعات وغسل الأموال والتهرب من الضرائب، ويؤدي لإضعاف قدرة الدول على الحفاظ على عملتها المحلية والسيطرة على حركة تداول النقد واستقرارها.
واعتبر البيان التعامل بهذه العملة من المحظورات الشرعية التي يجبُ أن “يضرَب على يد مرتكبيها حتى لا تشيع الفوضى”.