الأسواق العالمية تسجل أول تراجع منذ 4 سنوات

بعد الوصول إلى ارتفاعات قياسية بنهاية العام 2021، سجلت أسواق الأسهم العالمية أول تراجعاتها منذ أربعة أعوام في العام 2022
مما يعكس التداعيات المنتشرة في كافة أنحاء العالم. جاء ذلك وفقا لتقرير صادر عن بحوث كامكو إنفست حول أداء أسواق الأوراق المالية لدول مجلس التعاون الخليجي عن العام 2022
استمر ارتفاع أسعار السلع الأساسية في تعزيز الرياح المعاكسة التي تواجه الشركات في كافة أنحاء العالم مما أدى إلى استمرار ارتفاع معدلات التضخم والذي وصل إلى أعلى مستوياته المسجلة منذ عدة عقود
وما نتج عن ذلك من رفع البنوك المركزية العالمية لأسعار الفائدة مما هدد بدوره النمو الاقتصادي على المدى القريب.
مورجان ستانلي
انخفض مؤشر مورجان ستانلي العالمي بنسبة 19.5 في المائة خلال العام، فيما يعتبر أكبر انخفاض يسجله منذ الأزمة المالية العالمية (2008) بعد أن شهدت معظم أسواق الأسهم الرئيسية خسائر بمعدلات ثنائية الرقم.
وأظهر المؤشر اتجاهاً ضعيفاً منذ بداية العام، كما أدى الصراع بين روسيا وأوكرانيا إلى تفاقم وتيرة الخسائر.
إلا انه خلال الربع الرابع من العام 2022، بدأ المؤشر يحقق بعض الانتعاش وسجل نمواً بنسبة 9.4 في المائة، الأمر الذي ساهم في تعويض جزء من الخسائر المتتالية التي سجلها خلال الأرباع الثلاثة الأولى من العام.

أما من حيث الأداء الإقليمي، شهد المؤشر الروسي أكبر انخفاض خلال العام بعد أن خسر نحو 40 في المائة من قيمته خلال العام.

أقرأ المزيد : تحليل اقتصادي عن أسعار الفائدة الأمريكية والركود التضخمي

وتبعه الأسواق الناشئة العالمية بانخفاض بلغت نسبته 22.4 في المائة، حيث شهدت كوريا الجنوبية انخفاضاً حاداً بنسبة 24.9 في المائة
بينما انخفض مؤشر بورصة شنغهاي المركب (SHCOMP) الصيني بنسبة 15.1 في المائة.
وكانت الهند هي النقطة المضيئة الوحيدة في عالم الأسواق الناشئة بعد أن ارتفع مؤشر سنسكس القياسي بالبورصة الهندية بنسبة 4.4 في المائة خلال العام بدعم رئيسي من النمو السريع الذي سجله خلال النصف الثاني من العام مما ساهم في وصول المؤشر إلى مستوى قياسي ببداية ديسمبر 2022 قبل تراجعه خلال الفترة المتبقية من الشهر.
وظلت الاتجاهات في البورصة الصينية متقلبة على مدار العام، إذ وصل مؤشر شنغهاي المركب إلى أدنى مستوياته المسجلة على اساس سنوي خلال أبريل 2022 تبعه بعض الانتعاش الهش خلال الربع الثاني من العام 2022 ليصل إلى مستوى الذروة بنهاية يونيو 2022.
واتخذ المؤشر الصيني اتجاهها نزولياً إلى حد كبير خلال النصف الثاني من العام 2022 بعد أن اعادت الصين فرض القيود الصارمة المتعلقة باحتواء فيروس كوفيد-19 ولم تقم بتخفيفها حتى ديسمبر 2022.
الأسواق المتقدمة
وبالانتقال إلى الأسواق المتقدمة، كانت الولايات المتحدة هي الخاسر الأكبر هذا العام، إذ تراجع مؤشر ستاندرد أند بورز 500 بنسبة 19.4 في المائة هذا العام.
وعلى مستوى الولايات المتحدة، تعرضت أسهم قطاع التكنولوجيا لضربة قوية خلال العام فيما يعزى بصفة رئيسية إلى ارتفاع التقييمات ببداية العام.
بالإضافة إلى ذلك، كان للتحذيرات المتكررة من إمكانية الوقوع في براثن حالة من الركود الوشيك خلال العام المقبل تأثيرات سلبية على أداء أسهم قطاع التكنولوجيا.
إذ تراجعت أسعار عدد من الأسهم الكبرى مثل Tesla وFacebook بأكثر من 60 في المائة خلال العام بينما خسرت أسهم Microsoft وApple نحو 30 في المائة من قيمتهما بنهاية العام.
وتعرضت الأسواق الأوروبية لتراجعات ثنائية الرقم في ظل انخفاض مؤشر ستوكس 600 الأوروبي بنسبة 12.9 في المائة.
كما بلغت خسائر مؤشر داكس الألماني نسبة 12.3 في المائة هذا العام، بينما انخفض مؤشر كاك 40 الفرنسي بنسبة 9.5 في المائة.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى