هل يتكرر سيناريو افلاس البنوك الامريكية؟
هل يتكرر سيناريو افلاس البنوك الامريكية؟
أكد خبير مصرفي أن سيناريو الإفلاس قد يتكرر ولكن من فترة زمنية لاخرى، وهو ما يحدث خلال السنوات الماضية
وأوضح أن أمريكا اتخذت العديد من القرارات لمواجهة تكرار سيناريو افلاس البنوك مثل بنك سيليكون فالي الأمريكي الذي تم إغلاقه بسبب أزمة سيولة.
وكان بنك “سيليكون فالي” الأمريكي قد شهد تعثر مطلع العام الماضي 2023
وعرض اتحاد المصارف العربية في دراسة صدرت في مارس عدد من الأسباب الرئيسية وراء الأزمة المالية التي يتعرض لها البنك الأمريكي سيليكون فالي (SVB) صاحب الأصول الضخمة بـ 209 مليارات دولار،
بعد ما أعلنت السلطات الأمريكية إغلاقه يوم الجمعة الماضية 10 مارس 2023 بسبب أزمة سيولة متسبباً بصدمة كبيرة على مستوى المؤسسات المالية العالمية والمستثمرين.
وقال اتحاد المصارف العربية، في ورقة بحثية صادرة عن الأمانة العامة في إدارة الأبحاث والدراسات بالاتحاد،
إن القرارات الاستراتيجية الخاطئة التي ارتكبت في الشهور الماضية كانت وراء إفلاس بنك سيليكون فالي الذي يأتي ضمن أكبر 16 بنكا في أمريكا.
بنك سيليكون فالي
وانهار بنك سيليكون فالي الأمريكي خلال الأيام الماضية بعد تصاعد القلق بين المؤسسين والمستثمرين في رأس المال الاستثماري في وقت سابق من الأسبوع الماضي بعد أن فاجأ بنك سيليكون فالي السوق بإعلانه في وقت متأخر من يوم الأربعاء الماضي أنه بحاجة إلى جمع 2.25 مليار دولار من الأسهم.
وقال البنك الأمريكي في وقت سابق من الأسبوع الماضي، إنه اضطر إلى بيع جميع سنداته المتاحة للبيع بخسارة 1.8 مليار دولار مع سحب عملائه المبتدئين الودائع، وهو ما دفع بعض المودعين إلى التكالب على سحب ودائعهم يوم الخميس الماضي مما أدى إلى انهيار عمليات البنك وهبوط حاد في أسعار الأسهم وصل إلى 60%، وإعلان السلطات الأمريكية إغلاق البنك في اليوم التالي.
القطاع التكنولوجي
وتناول اتحاد المصارف حزمة من الأسباب وراء إفلاس البنك الأمريكي الذي يتركز نشاطه البنك القطاع التكنولوجي ما قد يقضي على الشركات الناشئة في جميع أنحاء العالم دون تدخل حكومي وهي:
طرح البنك يوم 8 مارس 2023 أسهم إضافية في السوق ليجني 2.5 مليار دولار كي يعزز قاعدته المالية وتحسن البيانات المالية له، لكن هذا الطرح صدم الشارع المالي في وول ستريت في نيويورك لأن هذا الطرح يدل أن هناك مشكلة سيولة، ولذلك تهافتت البنوك والمستثمرون والعملاء على بيع أسهمهم في بعض البنوك الأمريكية.
ولهذا تم إغلاق هذا البنك وتم إيقاف التداول في مؤشر ناسدك في وول ستريت وخسرت بعض البنوك حوالي 52 مليار دولار.
ومن القرارات الخاطئة التي هزت السوق هي أن هذا البنك حاول بيع 21 مليار دولار قيمة سندات طويلة الأمد بخصم كبير ليجني بعض المال لكنه خسر في هذه العملية 1.8 مليار دولار.
وقام البنك بربط 91 مليار دولار من أموال المودعين في أدوات مالية غير مضمونة وغير آمنة مثل رهانات قروض الإسكان والعقار، وكذلك السندات طويلة الأمد، وفي هذه العملية خسر 15 مليار دولار.
وأسعار الفائدة المرتفعة، وقلق الأسواق من الأسباب الجيوسياسية من ضمن أحد أسباب انهيار البنك، فهناك الكثير شبهوها بأزمة 2008 لكن بحسب خبراء سيتم احتواؤها وربما يحدث ذلك سريعا.
وارتفاع أسعار الفائدة الأمريكية مع ترسخ التضخم وانخفاض أسعار السندات، ترك بنك “سيليكون فالي” مكشوفا بشكل فريد، وخفض العملاء ودائعهم من 189 مليار دولار في نهاية عام 2021 إلى 173 مليارا في نهاية عام 2022.
انهيار البنوك
ومن الأسباب التي سرعت من انهيار البنك، تضاعف ودائعه أكثر من 4 مرات خلال 4 سنوات (من 44 مليار دولار في 2017 إلى 189 مليارا في نهاية 2021)، فيما نمت قروضه التي يقدمها للشركات الناشئة من 23 مليار دولار إلى 66 مليارا نظرا لأن البنوك تجني الأرباح من الفارق بين سعر الفائدة الذي تدفعه على الودائع والسعر الذي يدفعه المقترضون.
وفي تحركات سريعة لحل الأزمة في أمريكا وخارجها خلا الساعات الأخيرة، أعلنت السلطات الأمريكية عددا من الخطوات لضمان أموال المودعين سواء في بنك سيليكون فالي المنهار أو في البنوك الأخرى تحسبا لأي ظروف قد تؤدي إلى تكرار أزمة انهيار هذا البنك.
المؤسسة الفيدرالية للتأمين
وذكرت المؤسسة الفيدرالية للتأمين على الودائع أن جميع المودعين المؤمن عليهم سيتمكنون من الوصول الكامل إلى ودائعهم المؤمنة في موعد أقصاه اليوم الاثنين 13 مارس 2023.
كما ستدفع مؤسسة التأمين على الودائع للمودعين غير المؤمن عليهم عائدا مقدما في غضون هذا الأسبوع، وسيحصل المودعون غير المؤمن عليهم على شهادة حراسة للمبلغ المتبقي من أموالهم غير المؤمن عليها، وفقا لبيانها.
كما أعلنت مجموعة بنك HSBC القابضة أن فرعها في المملكة المتحدة، “بنك HSBC UK” استحوذ على فرع بنك سيليكون فالي الأمريكية في بريطانيا (SVB UK) مقابل 1 جنيه إسترليني، بحسب بيان للمجموعة على موقعها الإلكتروني اليوم الاثنين.
وقال نويل كوين، الرئيس التنفيذي لمجموعة HSBC: “هذا الاستحواذ له معنى استراتيجي ممتاز لأعمالنا في المملكة المتحدة. إنه يعزز امتيازنا المصرفي التجاري ويعزز قدرتنا على خدمة الشركات المبتكرة والسريعة النمو، بما في ذلك في قطاعي التكنولوجيا وعلوم الحياة ، في المملكة المتحدة وعلى الصعيد الدولي”.