م … الآخر — عيد سعيد بلا أزمات
الأزمات وراء الأزمات تضرب بالاقتصاد وبالأمة العربية، وجعلت الأمة العربية رجل أوروبا المريض يحاول كل من يمتلك قوة أو مختل عقليًا أن يأكل من جسد الأمة.
وقد جاءت الأزمة المالية العالمية التي كانت في 2008 وضربت اقتصاديات العالم، وكان لنا نصيب منها، وما أن بدأ الاقتصاد يخرج منها حتى دخلنا فيما أطلق عليه الربيع العربي، والذي أصبح خريفًا طويلًا على الأمة العربية، ولا نعلم حتى هذه اللحظة متى ينتهي هذا الخريف ويأتي فصل الربيع، لقد صدر العالم المتقدم مشهدًا مرعبًا للأمة العربية، فأصبحت تموج فى حالة من عدم الاستقرار، وتضربها الرياح من كل الاتجاهات، وتعصف بها، وهذا هو المشهد العربي الآن ما بين دول ممزقة، ودول تستنزف، ودول محتلة من المرتزقة بيد قلة من أبنائها، ودولة تحاول الصمود أمام كل المؤامرات التي تحيط بها.
وأصبحت الدولة العربية مسرحًا للحروب الأهلية والنزاعات والجماعات المسلحة الإرهابية، والأيادي تعبث بها وبمقدراتها وبشعوبها.
كل هذا ولم نمر بسلام حتى شاهدنا فيروس كورونا المستجد الذي جمد الدول شهورًا، فأخذ من إيراداتها ما أخذ ومن اقتصادها ما أخذ، وأصبحنا نعانى رغم كل الجهود ولكن المعاناة تزيد من ترك الوظائف، وعدم القدرة على تدبير أمور الحياة، وربما كان للمشروعات الكبرى، والاستمرار في أن تعمل والحث على استمرار دورة النشاط الاقتصادي سواء من خلال مبادرات البنك المركزي أو الحكومة ما أسهم في تقليل الآثار على المصريين.
ويبدو أن الأزمات لن تتوقف، ففى الأفق تلوح أزمة الديون العالمية، قد يصاحبها أزمة سيولة ربما تُحدث ضررًا بالاقتصاد العالمي، ولعل بعد كورونا ستتغير موازين القوى وتصعد دولة وتنزلق دولة.
وكل عام وأنتم بخير بمناسبة عيد الأضحى المبارك، أعاده الله على كل الدنيا باليمن والبركات، ومتع الجميع بالصحة والعافية، وأخرج اقتصادنا من الأزمات.