تعرف على مؤشر “كونيا” بديل الليبور لاسعار الفائدة
ما هو مؤشر كونيا (CONIA) الذي أطلقه البنك المركزى المصري؟
هو مؤشر جديد لأسعار الفائدة الخالية من المخاطر ، ويخضع للمراجعة بعد ثلاثة أشهر من التطبيق، ويقيم بشكل دوري كل عام
وجاء مؤشر Cairo Overnight Interbank Average، بعد رحلة عمل استمر لأكثر من 15 شهرًا بالتعاون مع البنك الأوروبى للتنمية وإعادة الإعمار و11 بنكًا تجاريًا فتستحوذ على %80 من سوق الإنتربنك. وهو تطوير لمتوسط سعر الفائدة لليلة واحدة للتعاملات بين البنوك في القاهرة في سوق الانتربنك.
ووصف أكسيل فان ندرفين، أمين صندوق بالبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية (EBRD) الحد المعيارى الجديد بأنه يشارك بصورة هامة في تطوير أسواق المال المصرية، مشيراً إلى أنه تم بالفعل استخدام حدود معيارية مماثلة لأسعار الفائدة الخالية من المخاطر، وذلك لعملات رئيسية في اسواق نقدية أخرى
قال رامى أبو النجا، وكيل محافظ البنك المركزى لقطاع أسواق النقد، أن المؤشر لن يؤثر علي السياسية النقدية، وإنما يعمل علي تعزيز قدرة البنك المركزي على تنفيذ السياسة النقدية بكفاءة أعلى، ودعم وتنفيذ إصلاحات سوق النقد والمشتقات أسوة بالتطورات والمتغيرات الراهنة في هياكل التسعير في الأسواق العالمية مثل الليبور واليورايبور تمهيدا للتخارج منها حيث يتم بالفعل استحداث والبدء في استخدام حدود معيارية مماثلة لأسعار الفائدة الخالية من المخاطر كبدائل للايبور واليورايبور، وأيضاً لعملات رئيسية في أسواق نقدية أخرى بدون أي تغير في إطار السياسة النقدية. موضحا أنه يتم احتسابه عن طريق متوسط الحجم المرجح لسعر الفائدة لليلة الواحدة من واقع التعاملات الفعلية بين البنوك في سوق الإنتربنك في القاهرة بعد استبعاد أكبر وأقل 15% من القيم الخارجة، ودمج الصفقات ذات معدل الفائدة الواحد، وبالتالى يكون المؤشر هو متوسط سعر الفائدة على الـ %70 من العمليات المتبقية. كما عمل منهجية أخري عند حساب المؤشر تشمل سعر الإيداع لدى البنك المركزى المصرى (الكوريدور) مضافا إليه الهامش بين سعر الإيداع ومتوسط مؤشر كونيا فى آخر 5 أيام عمل. وعلى سبيل المثال إذا كان سعر الإيداع وفقًا للكوريدور المعلن من البنك المركزى %15.75 ومتوسط مؤشر الفائدة الحالية من المخاطر آخر 5 أيام عمل هو %16.25 فالفارق بينهما يكون %0.5 يتم إضافة هذا الفارق لسعر الإيداع المعلن من الكوريدور %15.75 ويكون مؤشر CONIA فى هذا اليوم هو %16.25. وهذه المنهجية تعتمد علي 3 حالات تراجع عدد العمليات فى سوق الإنتربنك عن 5 عمليات. وتراجع عدد البنوك المقرضة عن 5 والمقترضة عن بنكين. وانخفاض إجمالى قيمة الصفقات 500 مليون جنيه.
وأضاف وكيل محافظ البنك المركزى ان البنك المركزى قام باجراء دراسات علي أسواق النقد والمال، وظهر بعض المشاكل في هيكل السوق والتسعير، وتم الاستعانه بالبنك الاوروبي ومجموعة من البنوك، لوضع مؤشر للحد المعيارى لأسعار الفائدة الخالية من المخاطر وتم إجراء ورش عمل مع عدة بنوك اكثر فعالية فى سوق النقد فى مارس 2018. مشيرا الي أن البنك المركزي وضع خطة تنفيذية وتم تخصيص فريق لدراسة الأسواق الدولية يضم الدكتور صفوت صادق وكيل محافظ مساعد السياسة النقدية والدكتورة نعمت حافظ مدير عام ادارة تنفيذ السياسة النقدية بالمركزى ومهندسة زكية إبراهيم وكيل محافظ مساعد مسئول أسواق النقد والمال بقطاع الأسواق بالمركزى وماجدة غنيم مسئول إدارة أسواق النقد والمال بالمركزى مشيرا الي أن البنك المركزى يستهدف من هذه الآلية تنشيط سوق المشتقات المالية فى مصر ، ومكملة الكوريدور وتساهم فى تحقيق أهداف السياسة النقدية مؤكدا أنه لا يوجد اى تعارض بين إطلاق الحد المعيارى لأسعار الفائدة الخالية من المخاطر وسعرى عائد الايداع والاقراض لليلة واحدة لدى البنك المركزى لليلة واحدة ” الكوريدور مشيرا إلي أن كافة الدول بدأت تتجه لوضع حد معيارى خالى من المخاطر لأسعار الفائدة وذلك بعد ان شهدت التعاملات الدولية لليبور تلاعب بالخارج ، وقام المركزى الامريكى بإطلاق السوفت وهو مضمون بأوراق مالية ولايتعارض مع سعر العائد الذى يحدده الفيدرالي الامريكى كما قامت إنجلترا بإطلاق السونيا وهو الحد المعيارى لأسعار الفائدة وهو غير مرتبط بضمانة، وأطلق الاتحاد الأوروبى الاستر وهو تسليف بدون ضمانة أوراق مالية .
ونفي رامى ابو النجا وجود أي تدخل من قبل البنك المركزى فى آلية تسعير ” الكونيا ” ، مشيرا الى ان احتساب الحد المعيارى لأسعار العائد الخالية من المخاطر سيتم بشكل مميكن ، وسيتم احتسابه وفقا لسعر العائد على العمليات التى تتم بين البنوك وبعضها البعض منوها الي قيام البنك المركزى بإعداد دراسات منذ 5 سنوات سابقة للتاكد من ان الأرقام التى يتم استخدامها لن تحدث اى خلل بالسوق وسيتم نشرها، والبنوك مرتبطة بتسعير المنتجات المقدمة العملاء وفقا للكوريدور بل ستعمل على تنويع سوق المشتقات المالية وعقود المبادلة، واستحداث عقود المبادلة سيكون عقب إطلاق معيار اسعار الفائدة خالية المخاطر الكونيا فى أكتوبر المقبل.
قال وكيل المحافظ خلال المؤتمر الصحفى أن “الكونيا” من شأنها تنشيط سوق المشتقات المالية مشيرا الي أن البنك المركزى قادرا على تقديم المشتقات المالية بعد الإصلاح الاقتصادى الذى تم، أن المركزى كان يفكر فى تفعيل الكيبور ولكنه لم يكن قد تم تفعليه ، والأسواق الدولية وجدت ان الليبور لم يعد أداة خالية المخاطر وطالها التلاعب لذلك تم إطلاق الكونيا مشيرا إلي أنه عقب قرارات السياسة النقدية فى 2016 وبدء برنامج الإصلاح الاقتصادى بتأييد كبير من القيادة السياسية كان لابد من وضع إطار عام لتطوير السياستين النقدية والمالية واللحاق بركب الأسواق الناشئة التى اتخذت خطوات سبقت بها مصر فى هذا المجال منوها إلي ان الاتجاه لتدشين مؤشرات جديدة للفائدة على مستوى العالم جاء عقب التلاعبات، التى تمت من البنوك البريطانية فى سعر الإقراض بين المصارف فى لندن ليبور (Libor). موضحا أن القيمة التى يضيفها المؤشر الجديد “كونيا” يعكس الفائدة الحقيقية التى نفذت على أساسها البنوك المحلية صفقاتها فى سوق الإنتربنك، على عكس المؤشرات العالمية مثل الليبور