تباين أسعار الغاز الطبيعي اقليميا
تباين أسعار الغاز الطبيعي اقليميا
أكد تقرير كامكو إنفست حول أداء أسواق الغاز الطبيعي العالمية تباين أسعار الغاز الطبيعي إقليمياً في الربع الثالث من العام 2024 في ظل استمرار القضايا الجيوسياسية
وشهدت أسعار الغاز الطبيعي تبايناَ على المستوى الاقليمي خلال الربع الثالث من العام 2024،
تراجعت الأسعار في الولايات المتحدة بينما سجلت أوروبا ودول جنوب شرق آسيا ارتفاعات معتدلة في متوسط الأسعار خلال الربع.
وفي أوروبا، كان ارتفاع الأسعار مدفوعاً بتفاقم الأوضاع الجيوسياسية في الشرق الأوسط،
إلى جانب بدء صيانة العديد من المرافق النرويجية، وتوقعات بانخفاض درجات الحرارة عن المعدلات الطبيعية.
وتعد النرويج، التي تزود أوروبا حالياً بما يقرب من نسبة 30 في المائة من احتياجاتها من الغاز الطبيعي، أكبر مورد للغاز على مستوى المنطقة في ظل انقطاع الإمدادات الروسية.
وفي الولايات المتحدة، سجلت أسعار الغاز الطبيعي انخفاضات في جميع الأشهر الثلاثة للربع الثالث من العام 2024 على الرغم من التأثير المتأخر لإعصار هيلينا الذي تسبب في بعض الاضطرابات في الإنتاج خلال نهاية سبتمبر 2024.
أما في آسيا، فقد شهدت أسعار الغاز الطبيعي ارتفاعًا خلال الربع الثالث من العام نتيجة مشكلات في العرض، من ضمنها استمرار الانقطاعات في مرافق الغاز الطبيعي المسال الرئيسية في أستراليا وماليزيا.
سوق الطاقة
من جهة أخرى، أدى استمرار الاضطرابات في سوق الطاقة العالمية، نتيجة الحرب على غزة والصراع الروسي الأوكراني
إلى ابراز اهمية إعادة تنظيم تجارة الغاز على مستوى العالم.
ومع استمرار الدول الأوروبية في البحث عن بدائل للغاز الطبيعي الروسي، تعززت مكانة الولايات المتحدة لتصبح أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال على مستوى العالم.
أما على صعيد واردات الغاز، فقد انخفضت واردات الاتحاد الأوروبي من الغاز الروسي إلى 13.3 مليار متر مكعب في الربع الثالث من العام 2024، مقابل 36.3 مليار متر مكعب في الفترة المماثلة من العام 2021.
ووفقاً للتقرير الشهري الصادر في أكتوبر 2024 عن منتدى الدول المصدرة للغاز (GECF)،
تم تعديل توقعات النمو العالمي لاستهلاك الغاز إلى نسبة 2.2 في المائة في سبتمبر 2024.
وفي الاتحاد الأوروبي، تراجع استهلاك الغاز بنسبة 2.5 في المائة في الربع الثالث من العام، ليصل إلى 52.8 مليار متر مكعب، مقابل 54.2 مليار متر مكعب في الفترة المماثلة من العام 2023، بحسب بيانات منتدى الدول المصدرة للغاز.
الاسعار الشهرية للغاز الطبيعي
ووفقاً للبنك الدولي، ارتفع متوسط الأسعار الشهرية للغاز الطبيعي في دول الاتحاد الأوروبي بنسبة 2 في المائة على أساس سنوي في سبتمبر 2024،
ليصل إلى 11.78 دولار أمريكي لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، مقابل 11.55 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية في سبتمبر 2023.
ويعكس هذا النمو استمرار الاتجاه التصاعدي، حيث شهدت أسعار الغاز الطبيعي في الاتحاد الأوروبي زيادات سنوية في جميع أشهر الربع الثالث من العام 2024.
وفي المقابل، شهد متوسط الأسعار الشهرية للغاز الطبيعي في الولايات المتحدة، وفقاً للبنك الدولي، انخفاضاً بنسبة 14.7 في المائة على أساس سنوي خلال شهر سبتمبر 2024،
إذ بلغ 2.25 دولار أمريكي لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، مقابل 2.64 دولار أمريكي في سبتمبر 2023.
وهذا الانخفاض يعكس تبايناً واضحاً بين السوقين، حيث سجلت الولايات المتحدة تراجعاً في أسعار الغاز الطبيعي على أساس سنوي في جميع أشهر الربع الثالث من العام، على عكس الزيادات التي شهدتها دول الاتحاد الأوروبي.
استهلاك الغاز الطبيعي
وفقاً لوكالة الطاقة الدولية، تم تعديل توقعات نمو الطلب العالمي على الغاز للعام 2024 بنسبة 2.5 في المائة ليصل إلى 4,200 مليار متر مكعب في ظل النمو الناتج عن آسيا وأمريكا الشمالية،
بينما من المتوقع أن ينخفض استهلاك الغاز الطبيعي في الاتحاد الأوروبي خلال العام.
كما توقعت وكالة الطاقة الدولية أن يصل الطلب العالمي على الغاز الطبيعي إلى مستوى قياسي خلال عامي 2024 و2025.
وحتى الآن سجل الاستهلاك العالمي للغاز الطبيعي نمواً بنسبة 2.8 في المائة على أساس سنوي خلال الأشهر التسعة الأولى من العام 2024.
ولعبت الصين دوراً محورياً في تعزيز الطلب العالمي والإقليمي على الغاز الطبيعي خلال العام 2024.
ووفقاً لمعهد بحوث الاقتصاد والتكنولوجيا التابع لمؤسسة البترول الوطنية الصينية،
يقدر أن يصل الطلب على الغاز الطبيعي في الصين إلى 422 مليار متر مكعب لهذا العام.
ويتوقع أن يأتي معظم هذا النمو في الطلب من قطاع الشاحنات التي تعمل بالغاز الطبيعي المسال،
حيث تسعى الصين إلى استبدال شاحنات الديزل ببدائل أكثر استدامة للحد من الانبعاثات الكربونية.
وبالنسبة للهند، ارتفع استهلاك الغاز الطبيعي بنسبة 6.1 في المائة على أساس سنوي ليصل إلى 6.1 مليار متر مكعب في يوليو 2024.
ومع ذلك، شهدت البلاد تراجعاً على أساس سنوي في استهلاك الغاز بنسبة 2.2 في المائة في أغسطس 2024 ليبلغ 6 مليار متر مكعب.
ويعزى هذا الانخفاض بصفة رئيسية إلى تراجع استهلاك الغاز في قطاع توليد الطاقة، وذلك نتيجة لانخفاض الطلب على التبريد.
استهلاك الغاز في اليابان
وفي اليابان، ارتفع استهلاك الغاز الطبيعي بنسبة 1.3 في المائة وبنسبة 1.2 في المائة على أساس سنوي ليصل إلى 7.8 مليار متر مكعب و8.2 مليار متر مكعب في يوليو وأغسطس 2024، على التوالي.
إلا ان استهلاك الغاز الطبيعي في اليابان سجل انخفاضاً بنسبة 3 في المائة على أساس سنوي إلى 7.6 مليار متر مكعب في سبتمبر 2024 فيما يعزى بصفة رئيسية إلى ارتفاع درجة حرارة البلاد بما نسبته 2.5 في المائة.
وبالمقارنة، شهد استهلاك الغاز الطبيعي في كوريا الجنوبية تراجعا بنسبة 3.4 في المائة على أساس سنوي إلى 3.4 مليار متر مكعب خلال سبتمبر 2024 بعد ان شهد فصل الصيف تسجيل اعلى درجات حرارة على الاطلاق.
من جهة أخرى، انخفض استهلاك الغاز الطبيعي في الاتحاد الأوروبي بصفة عامة خلال الربع الثالث من العام 2024 على الرغم من تسجيل معدل نمو بنسبة 3.3 في المائة في سبتمبر 2024.
وجاء ذلك على الرغم من أن ألمانيا شهدت نمواُ في استهلاك الغاز الطبيعي خلال الشهر.
استهلاك الغاز الطبيعي
ووفقاً لمنتدى الدول المصدرة للغاز، قفز استهلاك الغاز الطبيعي في ألمانيا بنسبة 12 في المائة على أساس سنوي ليصل إلى 4 مليار متر مكعب في سبتمبر على خلفية تزايد استهلاك الغاز في القطاعين الصناعي والسكني.
وشهد استهلاك الغاز الطبيعي في ألمانيا للأشهر التسعة الأولى من العام 2024 انخفاضاً هامشياً بنسبة 0.2 في المائة على أساس سنوي ليصل إلى 51 مليار متر مكعب.
وبالمقارنة، ارتفع استهلاك الغاز في إيطاليا بنسبة 1.3 في المائة على أساس سنوي في سبتمبر 2024 ليصل إلى 4.2 مليار متر مكعب على خلفية تزايد استهلاك الغاز الطبيعي في القطاعين السكني والصناعي في إيطاليا.
إلا أن استهلاك الغاز الطبيعي في إيطاليا سجل انخفاضاً على أساس سنوي بنسبة 5.5 في المائة
و2.4 في المائة في يوليو 2024 وأغسطس 2024 ليصل إلى 4.2 مليار متر مكعب و3.7 مليار متر مكعب، على التوالي.
أما في الولايات المتحدة، فقد تحسن استهلاك الغاز الطبيعي بنسبة 1.6 في المائة على أساس سنوي في سبتمبر 2024 ليصل إلى 67.4 مليار متر مكعب، مدفوعاً بزيادة استخدام الغاز في توليد الطاقة.
وحافظ الغاز الطبيعي على موقعه كالمصدر الرئيسي للطاقة في الولايات المتحدة، حيث شكل نسبة 48 في المائة من مزيج الطاقة في البلاد.
وبلغ استهلاك الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة خلال الأشهر التسعة الأولى من العام 2024 نمواً بنسبة 1.2 في المائة على أساس سنوي ليصل إلى 683 مليار متر مكعب.
كما تحسن استهلاك كندا من الغاز الطبيعي للأشهر التسعة الأولى من هذا العام بنسبة 1.4 في المائة على أساس سنوي ليصل إلى 89.7 مليار متر مكعب.
إنتاج الغاز الطبيعي
وفقاً لمنتدى الدول المصدرة للغاز، تحسن إنتاج الغاز الطبيعي العالمي بنسبة 2.6 في المائة على أساس سنوي ليصل إلى 2,780 مليار متر مكعب للأشهر الثمانية الأولى من العام 2024.
وتعزى هذه الزيادة بصفة رئيسية إلى تزايد إنتاج الغاز الطبيعي في روسيا الذي كان مدفوعاً بضرورة تلبية استهلاكها المحلي المتزايد.
كما ساهمت زيادة إنتاج الغاز الطبيعي في كندا في تعويض تأثير بعض تخفيضات إنتاج الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة الأمريكية خلال هذه الفترة.
كما كشف منتدى الدول المصدرة ايضاً أن انتاج الغاز الطبيعي الأمريكي وصل إلى 98 مليار متر مكعب و98.6 مليار متر مكعب لشهري أغسطس وسبتمبر 2024، على التوالي، مواصلاً بذلك اتجاهه الهبوطي.
وفي سبتمبر 2024، أضاف الدمار الناجم عن إعصار هيلين في زيادة انخفاض الإنتاج الإجمالي بعد أن أدى تأثيره إلى تراجع معدلات الإنتاج اليومي في خليج المكسيك بنسبة 15 في المائة.
من جهة أخرى، شهد الإنتاج التراكمي للغاز الطبيعي في كندا زيادة بنسبة 2.1 في المائة على أساس سنوي ليصل إلى 129 مليار متر مكعب للأشهر الثمانية الأولى من العام.
ويقدر إجمالي إنتاج الغاز الطبيعي في أمريكا الشمالية (الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك) بنحو 862 مليار متر مكعب خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام.
معلومات الطاقة الأمريكية
اما على صعيد الصادرات، تتوقع إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن يبلغ متوسط صادرات الولايات المتحدة من الغاز الطبيعي المسال 12 مليار قدم مكعب يومياً (0.34 مليار متر مكعب يومياً) في العام 2024 ، بما يتسق مع معدل الصادرات المسجل في العام 2023.
كما يتوقع أن تزيد صادرات الغاز الطبيعي المسال الأمريكية بمقدار 2 مليار قدم مكعب يومياً (0.06 مليار متر مكعب يومياً)
أو ما يعادل نسبة 16.7 في المائة في العام 2025 لتصل إلى 14 مليار قدم مكعب يومياً (0.4 مليار متر مكعب يومياً).
وكانت صادرات الغاز الطبيعي المسال الأمريكية المحرك الرئيسي لنمو إنتاج الغاز الطبيعي الأمريكي في العام 2024.
ووفقاً لوكالة الطاقة الدولية، يوجد حالياً خمسة مشاريع للغاز الطبيعي المسال في الولايات المتحدة الأمريكية والتي تقدر طاقتها التصديرية المجمعة بنحو 9.7 مليار قدم مكعب يومياً.
وتشمل هذه المشاريع مشروع Plaquemines (المرحلتين الأولى والثانية)، ومحطة كوربوس كريستي المرحلة الثالثة ومشروع Golden Pass.
وشهد إنتاج الغاز الطبيعي في أوروبا تحسناً بنسبة 4.4 في المائة على أساس سنوي خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام 2024 ليصل إلى 128.1 مليار متر مكعب، وفقاً لتقرير منتدى الدول المصدرة للغاز.
ويعد هذا ثاني أكبر مستوى للإنتاج الأوروبي خلال الخمس سنوات الماضية.
وكانت النرويج المحرك الرئيسي لهذا النمو، حيث ساهمت بنسبة 68 في المائة من إجمالي إنتاج الغاز الطبيعي في أوروبا.
وجاءت الزيادة في إنتاج النرويج مدفوعة بشكل أساسي بزيادة الإنتاج من حقل ترول العملاق، الذي سجل نمواً بنسبة 16 في المائة في إنتاجه في سبتمبر 2024.
وبصفة عامة، ارتفع إنتاج الغاز الطبيعي في النرويج بنسبة 9.3 في المائة على أساس سنوي خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام.
كما ارتفع إنتاج الغاز الطبيعي في منطقة آسيا والمحيط الهادئ بنسبة 3.7 في المائة على أساس سنوي خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام 2024 ليصل إلى 467 مليار متر مكعب نتيجة لزيادة إنتاج الغاز في الصين خلال هذه الفترة.
وارتفع إنتاج الغاز الطبيعي في الصين بنسبة 7.1 في المائة على أساس سنوي للأشهر الثمانية الأولى من هذا العام ليصل إلى 163.8 مليار متر مكعب.
ووفقاً لمنتدى الدول المصدرة للغاز، في أغسطس 2024 ، قفز إنتاج الغاز في الصين بنسبة 10.6 في المائة على أساس سنوي ليصل إلى 20 مليار متر مكعب.
وبالمثل، تحسن إنتاج الغاز الطبيعي في الهند بنسبة 4.6 في المائة على أساس سنوي ليصل إلى 24 مليار متر مكعب خلال الأشهر الثمانية الأولى من هذا العام.
مستجدات الغاز الطبيعي في الدول الخليجية
وفقاً للحكومة القطرية، من المتوقع أن تمثل البلاد ما نسبته 40 في المائة من جميع إمدادات الغاز الطبيعي المسال الجديدة بحلول العام 2029
وذلك بفضل دخول مشاريع توسعة ضخمة مثل مشروع توسعة حقل الشمال حيز الانتاج.
ومن المنتظر أن ترفع هذه التوسعات القدرة التصديرية لدولة قطر بنسبة 85 في المائة، مما يعزز مكانتها في السوق العالمية.
وقد أبدت قطر اهتماماً بتوجيه صادراتها المستقبلية من الغاز الطبيعي المسال إلى أسواق جنوب آسيا، في إطار استراتيجيتها للتوسع.
وتملك البلاد حالياً صفقات مستقبلية رئيسية، من بينها اتفاقية طويلة الأمد لتوريد 3 مليون طن سنوياً من الغاز الطبيعي المسال إلى الكويت، في صفقة تمتد لمدة 15 عاماً، يبدأ تنفيذها في العام 2025.
ووفقاً لمنتدى الدول المصدرة للغاز، تعد قطر ثاني أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم.
حيث صدرت ما يقرب من 7.1 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال في سبتمبر 2024، مقابل 6.8 مليار متر مكعب و7.3 مليار متر مكعب في شهري يوليو 2024 وأغسطس 2024، على التوالي.