اللعنة على الحرب
اللعنة على الحرب
تناول الكاتب الصحفي والخبير الاقتصادي الدكتور محمد عادل العجمي في مقاله الأسبوعي م… الآخر بجريدة الوفد اليوم الأثنين 10 سبتمبر 2023
الحرب وتأثيرها على الشعوب، وما تسبببه من دمار في البشر والاقتصاد، وتأثير هذه الحرب على الدول والشعوب
وهذه نص مقال الدكتور محمد عادل العجمي
اللعنة على الحرب، فلا أحد منتصر، والكل يتجرع مرارة الآثار الناجمة عن الحرب، وكلما طال آمد الحرب، زادت المعاناة، والتشرد، والدولة التى يحدث بها الحرب تدمر، والدول المجاورة تتأثر، وإذا كانت الدولة تشكل موردا للسلع الغذائية، فالعالم يتأثر ونحن نشاهد منذ شهور الحرب فى السودان، وما أصاب الإخوة الأشقاء من معاناة، وتشرد هرباً من الحرب، والتدمير، فالأرواح تقصف، والممتلكات تدمر، وحتى بعد انتهاء الحرب، سنوات طويلة من إعادة الإعمار، والتى تتطلب استقراراً سياسياً، وهذا لن يأتى بسهولة بعد الحرب.
سوريا واليمن وليبيا والسودان تعانى من الحرب الأهلية، والتدمير والتخريب، والذى يتجرع مرارة الحرب هو المواطن، الذى لا يكاد يجد طعامه اليومي، فالحياة تتوقف لسنوات طويلة، حتى يختفى غبار الحرب، ويتحقق الاستقرار السياسى.
المنطقة العربية
لهذا يريدون أن تتحول المنطقة العربية إلى قطعة من الفوضى، يأكل مواطنوها بعضهم بعضاً
وتختفى أى مظاهر للقوة، والتقدم فى هذه المنطقة، يريدونها هشة وضعيفة، سهلة المضغ وسريعة الهضم، بلا عظام.
ومن لم تصل إليه هذه الرسالة فيجب أن يراجع نفسه، لأنه قادم لا محال، لهذا يجب أن تشد الدول العربية بعضها بعضاً
من أجل مواجهة الفوضى والتخريب، والعبث الخارجى والداخلى بمقدرات الشعوب، فما يحدث حولنا ليس فزاعة
حتى تستمر قيادات الدول العربية فى أماكنها وسلطانها وإنما هو واقع ملموس على أرض الواقع، فما أن نكون أغبياء
وندفن رءوسنا فى الرمال، وإما أن نكون على يقظة دائماً بكل الخطط والمحاولات التى تدمر دولنا العربية، وبالتبعية الشعوب.
فالمأساة تتزايد وخذ مثالاً على السودان، الأمم المتحدة، توقعت وصول ما يزيد على 1.8 مليون شخص
من السودان إلى خمس دول مجاورة بحلول نهاية 2023 وطالبت جمع مليار دولار لتقديم المساعدات إليهم
وسط تقارير تفيد بارتفاع معدلات الإصابة بالأمراض، وزيادة الوفيات.
وأعلن البنك الدولى مؤخراً تقديم منحة لتشاد بقيمة 340 مليون دولار، لمساعدته على مواجهة عدة أزمات
حيث سيتم تخصيص 90 مليون دولار من هذا التمويل للتصدى لأزمة تدفق اللاجئين الفارين من الصراع فى السودان المجاور.
يأتى التمويل إضافة إلى تمويل جار تزيد قيمته على 235 مليون دولار من أجل توفير الدعم للاجئين والمجتمعات التى تستضيفهم فى تشاد.
والأرقام كثيرة والمأساة أكبر وعلى الجميع، مواطناً وقيادة تحمل المسئولية الكاملة عن حماية الدولة التى نعيش فيها
ويكون حذراً حتى لا يساهم دون أن يدرى فى نشر الفوضى، وما يضر باستقرار وسلامة الوطن حفظ الله الدول العربية وشعوبها.
اللعنة على الحرب