العائد على الجنيه أفضل من الدولار
تناول الكاتب الصحفي الدكتور محمد عادل العجمي، من خلال مقاله الأسبوعي بجريدة الوفد قضية العائد على الدولار والجنيه وهذا نص المقال:
ارتفع الدولار في السوق المصري بما يقرب من 34 قرشًا دفعة واحدة خلال الأسبوع الماضي.
وهذا من أحيا للناس قصة المضاربة على الدولار، والعودة إلي اكتناز الدولار لعلهم يجنون أرباحًا من هذا الاكتناز.
وعلى مدى شهرين شهد سوق الصرف المصري حالة من الاستقرار، وظل الدولار ثابتًا إلا بحركة طفيفة تميل تجاه الانخفاض، ثم سجل سعر الدولار يوم الأحد من الأسبوع الماضي في بداية تعاملات الأسبوع نحو 15.79 جنيه للشراء، و 15.89 جنيه للبيع، في بنوك الأهلي المصري، ومصر، والقاهرة، وسجل الدولار نهاية الأسبوع نحو 16.13 جنيه للشراء، و 16.23 جنيه للبيع، في بنوك الأهلي المصري، ومصر، والقاهرة.
ولعل حركة صعود الدولار وهبوطه هي حركة طبيعية بعد أن قام البنك المركزي المصري في 2 نوفمبر 2016 بتحرير سوق الصرف، وترك سعر العملة لقانون العرض والطلب، فإذا زاد العرض قل سعر الدولار، وإذا نقص العرض من الدولار أو قلة مصادر النقد الأجنبي لمصر (السياحة وتحويلات العاملين والصادرات وقناة السويس والاستثمار الأجنبي) زاد الدولار.
ولكن السؤال: ماذا تريد من الاحتفاظ بالدولار؟ إذا كانت الإجابة تحقيق عائد، فإن العائد الأكبر في الجنيه وليس في الدولار.
وتعالوا نحسبها: إذا كان معك ألف دولار فقيمتا الحالية 16 ألف جنيه، وإذا كنت تنتظر حتي يصل إلي 17 جنيها فسوف تكسب ألف جنيه فقط هذا في حالة إذا قمت ببيع الدولار.
وأما إذا استثمرت الـ16 ألف جنيه في شهادات متوافرة بالبنوك مثل ال15% فسيكون العائد 2400 جنيه في السنة، وفي 13 في المائة فسيكون العائد 2080 جنيها وهذا يعني أن عائد الجنيه أفضل من الدولار.
هذا بخلاف أن الاحتفاظ بالدولار يحيطه المخاطرة، حيث معرض للارتفاع والانخفاض في أي وقت، إلي جانب أن به الطمع بمعني أنه إذا افترضنا أنه وصل إلي 17 جنيها سوف تظل محتفظًا به طمعًا في الوصول إلي سعر أعلي، وإذا انخفض وعاد إلي 16 جنيها سوف تظل محتفظًا به طمعا في العودة مرة ثانية إلي السعر الأعلى وبذلك يضيع عليك فرصة الاستثمار البديلة وهي تحقيق عائد، وتظل محتفظًا بالدولار سنوات دون أن تجني منه أي عائد استثماري حقيقي.
لهذا يظل العائد على الجنيه أفضل، وآمن، ولا يعرض الانسان لضغوط المتابعة لحركة الدولار ارتفاعا وانخفاضا، ولا تقلبات سعره، ولا للحيرة ما بين بيعه أو الاحتفاظ به.