الدولار “الملك” هل يسقط عن عرشه
الأرجنتين تقرر دفع ثمن وارداتها من الصين باليوان بدلا من الدولار الأميركي
الدولار “الملك” هل يسقط عن عرشه بعد قيام العديد من الدول بالتبادل التجاري مع الصين بعملتها اليوان
وأعلن وزير الاقتصاد الأرجنتيني سيرجيو ماسا مساء يوم 26 أبريل أن بلاده تعتزم تسديد ثمن وارداتها الصينية باليوان بدلا من الدولار الأميركي، وذلك للحد من استنزاف احتياطاتها من العملات الصعبة.
وقال ماسا خلال اجتماع في بوينس آيرس مع السفير الصيني زو شياولي إن الأرجنتين ستبرمج “جزءا من وارداتها باليوان (بما يساوي) أكثر من مليار دولار الشهر المقبل”.
وأكد أن هذه الآلية “ستحل مكان” استخدام احتياطات الأرجنتين المتناقصة من الدولار.
واتهمت الحكومة الأرجنتينية المعارضة اليمينية في البلاد بالتسبب في تقهقهر قيمة البيزو مقابل الدولار، وأمرت بفتح تحقيق بذلك.
وسجل سعر البيزو 227 مقابل الدولار في سوق الصرف الرسمية الثلاثاء، لكنه شهد تراجعا أكبر في السوق “الزرقاء” الموازية.
والسوق الزرقاء هي السوق التي تكون فيها المنافسة قليلة أو معدومة.
وبدأ تدهور العملة المحلية الأرجنتينية الأسبوع الماضي بعد ضغوط استمرت لأيام على البيزو ووسط حالة من الغموض قبل إجراء الانتخابات في بلد يطبق ضوابط على سعر الصرف للحد من آثار الأزمة المالية والتضخم الذي تجاوز نسبة 100%.
أقرأ أيضا: الدولار هل ينهار
وقالت الخبيرة الاقتصادية ماريا كاستيليوني لمحطة “تي ان” التلفزيونية إن خفض قيمة العملة كان في جزء منه نتيجة بحث الأرجنتينيين عن “ملاذ” بالدولار الأميركي لحماية قوتهم الشرائية.
وأشار ماسا إلى أن قرار الدفع باليوان يحسّن “صافي احتياطات الأرجنتين”.
وأضاف أنه يسمح لنا بالحفاظ على “حجم الواردات ووتيرة التجارة بين الأرجنتين والصين”،
بعد عام ضعيف بالنسبة للصادرات الأرجنتينية التي تراجعت جراء تضرر قطاع الزراعة بسبب الجفاف المستمر.
الصين والعملة الخضراء
تخطت الصين نقطة فارقة جديدة في طريق تقليص اعتمادها على الدولار
إذ قفز استخدام اليوان في معاملاتها عبر الحدود متفوقاً على العملة الخضراء للمرة الأولى في مارس الماضي.
ارتفعت حصة العملة المحلية من المدفوعات والمبالغ المستلمة عبر الحدود في الصين لمستوى قياسي جديد عند 48% في نهاية الشهر من صفر تقريباً في 2010،
وفق بحث أجرته “بلومبرغ إنتليجنس” نقلاً عن بيانات إدارة الدولة للنقد الأجنبي،
كما هبطت حصة الدولار إلى 47% من 83% خلال نفس الفترة، حسبما أظهرت الأرقام.
تم احتساب النسبة بناءً على حجم كافة أنواع المعاملات التي تتضمن تداول الأوراق المالية عبر الروابط بين البر الرئيسي للصين والأسواق المالية لهونغ كونغ.
ولا تمثل النسبة المعاملات من بقية العالم، إذ لم تتغير كثيراً حصة اليوان من المدفوعات العالمية في مارس وبلغت 2.3%، وفقاً لنظام “سويفت”.
نتيجة طبيعية
ستيفن تشيو، كبير استراتيجيي العملات وأسعار الفائدة لمنطقة آسيا في “بلومبرغ إنتليجنس”،
كتب في مذكرة: “ارتفاع استخدام اليوان قد يكون نتيجة طبيعية لفتح الصين لحسابها الرأسمالي مع تزايد التدفقات الداخلة للسندات الصينية والتدفقات الخارجة من أسهم هونغ كونغ”.
الدولار “الملك” لم يسقط عن عرشه بعد لكنه لم يعد خياراً وحيداً
وقال كريس ليونغ، اقتصادي في “دي بي إس بنك” (DBS Bank):
تدويل اليوان يتسارع مع بحث الدول الأخرى عن عملة دفع بديلة لتنويع المخاطر ونظراً لأن مصداقية الاحتياطي الفيدرالي
لم تعد جيدة مثلما كانت من قبل، لكننا في نفس الوقت ما زلنا نتحدث عن طريق طويل أمامنا يتسم بهيمنة الدولار،
وحصة اليوان في المدفوعات العالمية قد تظل صغيرة للأبد”.