التضخم الذي هز عرش البنوك المركزية ما هو؟
يستعرض الكاتب الصحفي الدكتور محمد عادل العجمي في مقالة الاسبوعي بجريدة الوفد يوم الاثنين “م… الآخر” تحت عنوان “التضخم والبنوك المركزية 1″ معني التضخم ولماذا يعد من أهم المصطلحات الشائعة، كيف يتم حسابه؟ ودور أجهزة الاحصاء في الدول؟ وهذا نص المقال
شهد الجنيه المصرى خلال الفترة الماضية تراجعاً بسبب عوامل كثيرة كان أهمها والأكثر شيوعاً هو التضخم، والتى أصبحت كلمة تقريباً على كل لسان، وبل باتت «البعبع» الذى يهز عرش البنوك المركزية فى العالم، والحكومات، وتدفع للثورات، وما يحدث فى سيريلانكا ليس ببعيد.
كلمة التضخم هى أحد المصطلحات الشائعة المستخدمة فى علم الاقتصاد، وهى عبارة عن ظاهرة تشير إلى عدم التوازن فى الاقتصاد، ولها تعريفات متعددة منها: الزيادة فى المستوى العام للأسعار خلال فترة زمنية معينة، عادة سنة، وبالتالى معدل التضخم هو معدل النمو السنوى فى الأسعار.
وعكس التضخم هو الانكماش الاقتصادى، حيث أن التضخم هو زيادة عامة فى جميع الأسعار خلال عام، فى حين أن الانكماش هو انخفاض متواصل فى أسعار السلع والخدمات فى كافة جوانب اقتصاد الدولة.
وتحدث الإعلام مؤخراً عن الركود التضخمى، والذى يعتبر حالة من بطء النمو الاقتصادى وارتفاع معدلات لبطاقة نسبيا مصحوبا بارتفاع الأسعار.
ويقاس التضخم (GDP) بمؤشرين، مؤشر انكماش الناتج المحلى الإجمالى، أو بمؤشر أسعار المستهلك (cpi) وهو الأكثر استخدامًا وشهرةً. ويعكس مؤشر انكماش الناتج المحلى الاجمالى أسعار جميع السلع والخدمات المنتجة محلياً. فى حين يعكس مؤشر أسعار المستهلكين أسعار جميع السلع والخدمات التى يقوم بشرائها المستهلكون.
ويوجد فى كل دولة مكتب أو جهاز إحصائى مثل الجهاز المركزى للتعبئة العامة والاحصاء المصرى، يقوم بنشر تقرير شهرى عن مؤشر أسعار المستهلك.
ولاحظ أنه عندما يرتفع مؤشر أسعار المستهلكين يتعين على المواطنين إنفاق المزيد من المال للحفاظ على نفس مستوى المعيشة، ولكن ماذا يحدث إذا لم يجد الناس المال للمحافظة فقط على مستوى المعيشة؟ فهنا تدنى المعيشة، وكلما زاد التراجع فى مستوى المعيشة، أدى إلى الاضطرابات والمظاهرات. وهنا يتطلب زيادة الأجور سنوياً بما يتناسب مع معدلات التضخم، حتى يتم المحافظة فقط على نفس مستوى المعيشة، ولكن هل هذا يحدث؟ يطبق فى القطاع الحكومى، أما القطاع الخاص فمتروك وفقاً لظروفه، وهنا يضاف سنوياً الكثير من الموظفين إلى قائمة «تدنى مستوى المعيشة» ويصبح مؤشراً خطراً على سلامة المجتمع.
أما دور جهاز الإحصاء، فيقوم بإجراء مسح للأسر لتحديد سلة من المشتريات الشائعة ثم تتبع وتسجل تكلفة شراء هذه السلة مع مرور الوقت. وسلة السلع متعددة ومتنوعة ولها أوزان نسبية، منها: نفقات السكن، والغذاء والرعاية الصحية، والنقل وغيرها، وتختلف هذه السلة من دولة لأخرى على حسب السلع والخدمات التى يتم شراؤها بكثرة داخل الدولة.
جريدة الوفد المصرية يوم الاثنين 18 يوليو 2022
للإطلاع على أصل المقال هنا