الاقتصاد سيد الموقف في الانتخابات الامريكية
قالت شبكة إن بي سي الأمريكيةأن تقرير الوظائف الشهري الذي من المقرر أن يصدر في الأول من نوفمبر المقبل، أي قبل أربعة أيام من يوم الانتخابات الرئاسية الأمريكية، يمكن أن يؤثر في الطريقة التي يدلي بها الناخبون أصواتهم، إذ أن العديد من هؤلاء الناخبين تتصدر القضايا الاقتصادية حيز اهتمامهم.
وأردفت، في تقرير لها، أن هناك توقعات بأن يحمل التقرير المرتقب انخفاضا في أرقام الرواتب نتيجة لإعصاري هيلين وميلتون اللذين ضربا الولايات المتحدة مؤخرا، فضلا عن الإضراب بين عمال شركة بوينغ لصناعة الطائرات، والذي أثر على عشرات الآلاف في مختلف أنحاء البلاد.
وأشارت إلى أن الانخفاض المتوقع في أرقام الرواتب قد يحجب مؤقتا استمرار نمو سوق العمل، وخاصة في بعض الولايات المتأرجحة، أي الولايات التي لا تعتبر مضمونة لأي من الحزبين الرئيسيين (الحزب الجمهوري والديمقراطي) في الانتخابات.
وتتميز هذه الولايات بتقلب نتائجها بين الحزبين في الانتخابات المختلفة، مما يجعلها محورية في تحديد الفائز في الانتخابات الرئاسية. ويركز المرشحون عادة على هذه الولايات، حيث يمكن أن تؤثر نتائجها بشكل كبير على مجمل الانتخابات.
ونقلت /إن بي سي/ عن محللين يتبعون لمؤسسة “غولدمان ساكس” للخدمات المالية، في مذكرة للعملاء، من أن تأثير الأعاصير على تقارير الوظائف “كان تاريخيا واسع النطاق”.
وأضافت أنه بالرغم من أن الكثير من التأثير الناجم عن إعصار ميلتون، الذي ضرب اليابسة في التاسع من أكتوبر الجاري، ربما كان خارج نطاق مسح مكتب إحصاءات العمل للتقرير، إلا أن التأثير الناجم عن إعصار هيلين قد يؤثر على نمو الرواتب بما يصل إلى 50 ألف وظيفة.
طلبات إعانة البطالة
وقال المحللون: إن طلبات إعانة البطالة الأولية الأسبوعية المنفصلة في الولايات المتضررة من الأعاصير، مثل كارولينا الشمالية وجورجيا، ارتفعت بالفعل بنحو 14 ألف طلب خلال الأسبوعين الماضيين.
وفي تقرير هذا الأسبوع، المقرر نشره يوم غد الجمعة، قد ترتفع طلبات البطالة الأولية بنحو 10 آلاف طلب إضافي نتيجة للعواصف، وفقا للمحللين
ووفقا لشبكة /إن بي سي/، في مذكرة منفصلة للعملاء الأسبوع الماضي، فإن محللين في مجموعة “نومورا” القابضة المالية قالوا: إن عمليات تسريح العمال الناجمة عن إضراب شركة “بوينغ” قد تؤدي أيضا إلى تعقيد صورة الوظائف في البيانات القادمة.
وأشارت الشبكة الإخبارية إلى أن الإضراب الذي بدأ في سبتمبر الماضي تزامن مع إرسال إخطارات تسريح إلى 17 ألف عامل في قسم الطيران التجاري بشركة بوينغ.
ويسعى العمال المضربون البالغ عددهم نحو 33 ألف عامل إلى زيادة أجورهم بنسبة 40 بالمئة على مدى أربع سنوات.
وتشكل حالة عدم اليقين المحيطة بالانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة عاملا هاما يؤثر على التوقعات الاقتصادية، وبناء على من سيفوز، فإن السياسات الاقتصادية التي سيتم تنفيذها قد تؤدي إلى نتائج مختلفة للغاية، ليس فقط بالنسبة للولايات المتحدة، بل وأيضا بالنسبة للاقتصاد العالمي.
وفي حين عرضت نائبة الرئيس الأمريكي الحالي والمرشحة الرئاسية كامالا هاريس استمرارية واسعة النطاق لسياسات إدارة الرئيس جو بايدن.
ذكرت /إن بي سي/ أنه من الممكن أن يؤدي فوز ترامب إلى اختلافات كبيرة بين الولايات المتحدة وأقرب شركائها فيما يتعلق بالقضايا الاقتصادية العالمية الرئيسية، مما يضعف فعالية التعاون الدولي، بما في ذلك دور مجموعة السبع.
وتابعت أن مجموعة الدول الصناعية الكبرى السبع (G7) التي تضم /كندا، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، واليابان، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة/ تعد منتدى حيويا للتنسيق بين الولايات المتحدة وحلفائها لحل المشكلات العالمية وتعزيز المصالح الغربية المشتركة، رغم أنها لم تعد تقود الاقتصاد العالمي كما كانت من قبل.
ومع ذلك، تلعب المجموعة دورا أساسيا في تبادل المعلومات وتنسيق الجهود لمواجهة الأزمات، مثل التعاون في استجابة الغرب لجائحة كورونا /كوفيد-19/، وتحقيق استقرار الأمن الاقتصادي.
فوز ترامب
ونقلت /إن بي سي/ عن كريون بتلر مدير برنامج الاقتصاد العالمي والتمويل، القول: إنه في حال فوز ترامب بولاية ثانية، من المرجح أن تعود مجموعة السبع إلى حالة من الجمود مشابهة لما حدث بين 2017 و2020، ولكن بتكلفة أعلى نظرا للتحديات العالمية المتزايدة. وكذلك من المحتمل أن يسعى الحلفاء الغربيون إلى إيجاد طرق جديدة للتعاون بعيدا عن الولايات المتحدة، أو على مسار مواز.
من جانبها، ذكرت وكالة /بلومبيرغ/ الاقتصادية، في وقت سابق، أن مرشح الرئاسة الجمهوري دونالد ترامب هدد بفرض رسوم جمركية لا تقل عن 10 بالمئة على جميع السلع المستوردة و60 بالمئة أو أكثر على السلع القادمة من الصين، ورأت أن هذه وصفة من شأنها أن تزرع “الفوضى في عالم الأعمال” وفقا للتحليل المشترك الذي أجرته مؤسسة بروكينغز ومعهد “بيترسون” للاقتصاد الدولي